بحث في القارات والأعراق السبعة الغامضة
غالبًا ما تؤدي محاولاتنا لكشف أسرار الماضي إلى أماكن غريبة لم نعتقد أبداً أنها موجودة ، وعندما نفحص النصوص القديمة وبعض النظريات المثيرة للتأمل والتفكير ، ندرك أن تاريخنا القديم يمكن أن يكون أكثر تعقيداً مما كان يُعتقد سابقاً ، وفي هذه المرة سنركز اهتمامنا على القارات المفقودة والجُزر والأجناس الغامضة التي سمع عنها القليلون ، هل هؤلاء الأجناس من الناس كانوا موجودون فعلاً ؟ وهل تدمرت تلك الحضارات المتقدمة للغاية بسبب الكوارث الطبيعية ؟ والسؤال الأهم ، هل يمكن لهذه القصص المحيرة أن تعطينا لمحات عن ما قد يحدث في المستقبل ؟ .
سوف نتعامل كما هو الحال دائماً مع الموضوع بذهن وعقل متفتح ، وفي النهاية نترك لقرائنا الخيار ليقرروا ما يرونه أو ما يفكرون به ، بحيث سنذهب في رحلة طويلة للغاية لنسافر إلى الوراء لملايين السنين من الماضي السحيق ، إلى وقت كانت فيه الأرض ليست كما نعرفها الآن ، ونستكشف كيف ظهرت القارات القديمة والأجناس المجهولة وماذا حدث لها ، بحيث تنص النظرية غير العادية التي ندرسها في هذا الموضوع على أنه من الممكن إكتساب المعرفة بالأحداث المستقبلية من خلال دراسة الماضي .
وبدون مقدمات طويلة ، وفقاً للثيوصوفيين ، كانت أعراق أو أجناس الناس موجودة على الأرض منذ أكثر من 18.000.000 سنة ، وقد جاء في أعمال المتصوفة الروحانية البارزة "هيلينا بلافاتسكي" أن سلسلة من سبعة أجناس أو سلالات تطورت على الأرض ، كلاً منها كان يعيش في قارته الخاصة ، أربعة من هذه القارات السبع موجودة بالفعل ، فنحن نعيش حالياً في القارة الخامسة التي أنقسمت وأصبحت تشكل بعض القارات المتعارف عليها حالياً ، وستظهر اثنتان في المستقبل ، فعندما يتم تدمير عالم ، يتم إنشاء عالم آخر جديد ، وفي كتاب بلافاتسكي "العقيدة السرية" عام 1888 ذكرت أن تلك العوالم "حتى الأجناس" يتم تدميرها بشكل دوري بالماء وبالنار "البراكين والزلازل" بحيث أن كل شيء يتجدد ، فهي سُنة كونية مستمرة ، ولقد تغير وجه الكرة الأرضية مرتين بفعل النار ، ومرتين تحديداً بواسطة المياه ، منذ ظهور الإنسان على الأرض ، بما أن الأرض بحاجة إلى الراحة والتجديد ، وقوى جديدة ، وتغيير في تربتها ، كذلك الماء ، ومن ثم تنشأ من جديد ويكون هناك إعادة توزيع دوري لليابسة والمياه على الأرض ، وحتى تغير في المناخ وما إلى ذلك ، وكل ذلك بسبب الثورة الجيولوجية ، وينتهي بتغيير نهائي في المحور ".
القارة الأولى - الأرض المقدسة التي لا تزول
نبداً بالقارة الأولى التي تسمى "الأرض المقدسة التي لا تزول" هذا المكان يختلف عن القارات الأخرى ، توضح لنا "بلافاتسكي" أنه نظراً لأن هذه القارة مقدسة ، فلن تغرق أو تختفي مثل غيرها أبداً ، وقالت : "هذه الأرض المقدسة ، ذُكر أنها لم تشارك مصير القارات الأخرى ، لأنها الوحيدة التي سيكون مصيرها أن تستمر من البداية إلى النهاية ، فهي مهد الإنسان الأول ، ومسكن آخر بشر إلهي ، وتم اختيارها لتكون أرضاً لبذور سلالة البشر المستقبلية" .
وفي الواقع ، عن هذه الأرض الغامضة والمقدسة لا يُمكن أن يُقال إلا القليل ، ولكني أتذكر تعبير شعري قديم يقول : "النجم القطبي له عينه الساهرة ، من الفجر إلى نهاية الشفق ، في يوم التنفس الأعظم ، ستخرج الأراضي الوسطى من قاع البحر ، لكن هذه الأرض لن تتغير أبداً ".
وكما قلت ، ليس لدينا الكثير من المعرفة عن هذه القارة ، باستثناء أنها تقع في مكان ما بالقرب من القطب الشمالي ، ولكي نفهم بشكل صحيح ، فإن القارة الأولى التي ظهرت إلى الوجود توجد بالقرب من منطقة جليدية من القطب الشمالي وراء البحر الداخلي الذي يبدو وكأنه سراب ، فهذا المكان لا يوجد إلا القليل من المسافرين الذين أدركوا الوصول إليه .
وقد كتبت "بلافاتسكي" أيضاً في كتابها "العقيدة السرية" أنه في ذلك الوقت إعتقد العديد من المستكشفين أن المنطقة القطبية قد تكون خالية من الجليد وتحتوي على أرض ، لكن الرحلات الإستكشافية إلى القطب الشمالي لم ترصد أي أرض ، فقط بحراً قطبياً مغطى بالجليد ، لذلك ، كانت بلافاتسكي إما مخطئة أو كانت تشير إلى أرض لا تزال موجودة ولكنها ليست على سطح هذا الكوكب .
ولكن خلال رحلته لمسافة 1700 ميل إلى ما وراء القطب الشمالي ، ذكر الأدميرال "ريتشارد إي بيرد" من البحرية الأمريكية عبر الراديو أنه لم ير جليداً وثلوجاً ، ولكن كانت هناك أرضاً تتكون من نباتات خضراء وغابات وجبال وبحيرات وحتى الأنهار ، كيف يكون ذلك مُمكناً ؟ ماذا رأى ريتشارد إي بيرد حقاً ؟ فمن غير المحتمل أن يكون قد دخل منطقة أكثر دفئاً من المنطقة المغطاة بالجليد والتي تمتد من ذلك القطب إلى سيبيريا ، فقد كانت الأرض التي شاهدها غير مألوفة في ذلك الموقع ، وبالتأكيد ليست على الخريطة .
في الواقع لا يمكن تفسير الأرض التي رأها الأدميرال "بيرد" إلا إن إعتقدنا بنظرية "الأرض المجوفة" والتي تحدثت عنها سابقاً في مقال "الأرض المجوفة" ويمكن الرجوع إليه للمزيد من المعرفة من خلال الضغط هنا ، فهذا يعني أن السطح الداخلي للقشرة الخارجية الصلبة للأرض صالح للسكن ، تماماً مثل السطح الخارجي الذي نعيش عليه ، فإذا كان هذا هو الحال ، فلم يسافر الأدميرال "بيرد" عبر القطب إلى الجانب الآخر ، ولكنه دخل في التقعر القطبي أو منخفض أدّى به إلى داخل الأرض المجوفة ، الذي كان مدخلاً إن جاز التعبير إلى باطن كوكبنا ، وفي الداخل كان سيكتشف عالماً جديداً حقيقياً مثل عالمنا ، حيث تعيش حضارة غير معروفة وتتمتع بمناخ مناسب ولطيف .
بحيث ستفسر نظرية "الأرض المجوفة" القارة الأولى لبلافاتسكي ، أي "الأرض المقدسة" التي لا يمكن تدميرها أبداً ، ولكننا مع ذلك فنحن غير قادرين على تحديد موقعها ، ومن الممكن أيضاً أن تشير هذه الفكرة إلى شيئين مختلفين ، وهي الأرض القطبية على السطح الخارجي للأرض ، والأرض المقدسة داخل الأرض ، والتي ستستمر في الوجود حتى تهلك الأرض نفسها .
القارة الثانية - هايبيربوريا
القارة الثانية التي ذكرت في كتاب بلافاتسكي هي "هايبيربوريا" التي شملت مناطق حول القطب الشمالي في الدائرة القطبية الشمالية ، بما في ذلك جرينلاند ، والدول الاسكندنافية ، وشمال آسيا ، وقد كتبت بلافاتسكي : خلال الجنس الثاني من البشر ظهرت المزيد من الأراضي من تحت الماء بدءاً من نصفي الكرة الأرضية "شرقاً وغرباً" على الخط أعلى الجزء الشمالي من الأرض ومن ثم ظهر البعض الآخر من نصف الكرة الشمالي ، وربما تضمنت بعض اليابسة من الجانب الأمريكي أي من قارة أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والمناطق التي يوجد بها الآن خليج المكسيك والجزر المجاورة له .
القارة الثالثة - ليموريا
القارة الثالثة هي ليموريا ، جاء في كتاب "العقيدة السرية" أن بعض الأجزاء البرّية من ليموريا توجد في شكل جزر مختلفة من المحيط الهندي والمحيط الهادئ ، ووصفت بلافاتسكي ليموريا على النحو التالي : "ليموريا ، جاء منها العرق الثالث ، كانت آنذاك أرضاً كبيرة وعملاقة ، غطت كامل المساحة من سفح جبال الهيمالايا ، التي فصلتها عن البحر الداخلي الذي يلف موجاته فوق ما يعرف الآن بالتبت ومنغوليا وأقصى جنوب الهند وصحراء غوبي ، وغرباً إلى هاردوار وشرقًا إلى آسام ، ومن هناك إمتدت جنوباً عبر سيلان وسومطرة ، وامتدت جنوب - غرب إلى مدغشقر ويميناً إلى أستراليا وتسمانيا على يسارها ، وتمددت أيضاً بضع درجات نحو الدائرة القطبية الجنوبية وامتدت بعيداً في المحيط الهادئ ، بحيث أن أستراليا الحالية ليست سوى جزء منها ، وكذلك بعض الجزر الباقية التي زرعت هنا وهناك على وجه المحيط الهادئ وجزء كبير من ولاية كاليفورنيا التي تنتمي إليها وانجرفت بعيداً عبر االزمن ، ولكن لم تغمر ليموريا الفيضانات لتدميرها ، بل دمرت بفعل كارثة بركانية ، وغرقت بعد ذلك ، وبقيت تلك البقع الكبيرة والصغيرة من اليابسة منها حتى يومنا هذا .
إقرأ الجزء الثاني بالضغط هنا .
كتبه : رامي الثقفي - Templeofmystery.com
حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com
Copyright©TempleOfMystery.com
التعليقات
مواضيع مذهلة ,,,,, نتمنى المزيد
موضوع شيق
رائع جدا ونحن ننتظر الجزء الثاني بفاارغ الصبر
الموضوع شيق جدا ورائع كالعاده شكرا على المعلومات القيمة …
موضوع شيق ومثير كما عودتمونا
متى يعرض الجزء الثاني ؟
السلام عليكم استاذ رامي نريد موضوع عن الزئبق الروحاني وكيفية استخراج الكنوز المرصودة وشكرا
عوداُ حميدا موضوع غاية في الروعة
رووعه , في انتظار الجزء الثاني
موضوع رائع جداً
لاشك أن الأرض مرت بعدة مراحل ، وذلك يتضح من خلال الأبحاث والأحافير الكربونية ، لاكن لانستيطع أن نجزم هذه الاسماء الخاصه بالحضارات المذكورة في صلب الموضوع، فمدام بلافاتسكي ، كانت كاتبة وروحانيه ورحالة، يلف الغموض وعدم مصداقية ماتقول جميع ماذكرته في اسفارها وتقاريرها عن الحضارات، لانعلم هل كانت ذات اتصال قوي مع كيانات ماورائيه، وهذا الأمر كذلك عند ذكره للعلن وللعامه لايمثل دليل جوهري وقاطع ، لكن مسألة الحضارات المندثرة وتشكيل هيأة الأرضون السبع محط أهتمام ، ويلفه تعقيدات ومسار طويل يبدوا ضرب من المستحيل، خصوصا عندما ننظر لأكتشافاتنا والعمق اللذي استطعنا بلوغه تحت أقدامنا، ومازال الفضول يتملكنا عندما ننظر للأفق البعيد في اقصى الشمال وفي اقصى الجنوب يترائا في ذهننا عالم وخلق آخر تحياتي لكاتب الموضوع مع فائق الأحترام