كهف كوميان سيبيل
كوميان سيبيل
كانت "كوميان سيبيل" كاهنة قديمة عظيمة معروفة بمرتبة "نبي" في عصرها ، وكانت تعيش في منطقة معزولة بالقرب من أبولونيان في كوماي ، وهي مُستعمرة يونانية قديمة كانت تقع بالقرب من مدينة نابولي الإيطالية وكانت "كوميان سيبيل" تتنبأ بالأحداث قبل وقوعها ، و أغلب ما كانت تتنبأ به يكون صحيحاً أو يقع كما كانت تقول ، وكلمة "سيبيل" في اللغة اللاتينية تعني "النبي" ومنها جاءت الكلمة اليونانية القديمة "سيبيلا" و الكاهنة "سبيبل" كانت واحدة من أربعة كاهنات شهيرات قد رسمهن الرسامون العظماء مثل "أندريا ديل كاستانيو" و "مايكل آنجلو" و "دومينيكو زامبيري" و "جياكومو دي تشيريكو" و كانت تنبؤات الكاهنة "كوميان سيبيل" تأتي على شكل أبيات شعرية أو أبيات شعرية مُغناة وكانت كذلك تكتب تنبؤاتها على أوراق البلوط ومن ثم تقوم بتعليقها في داخل كهفها الغامض ، و في عصرها كانت "سيبيل" تعتبر بمثابه "الوسيط" بين عالم الأحياء و عالم الموتى ، و تتحدث الأساطير أن كوميان سيبيل قد عاشت حوالي ألف سنة ، و وفقاً للمؤرخ الإغريقي الشهير "هيرودوت" كان الرومان القدماء منذ أكثر من 2000 سنة مؤمنون بوجود عالم سُفلي خطير تحت الأرض يقود مُباشرة إلى الجحيم ، حيث أن القصص و العبارات التي كانت تصفها الكاهنة كوميان سيبيل تتحدث عن كهف غامض يُمكن العثور عليه ، و أن لهذا الكهف 100 مدخل يؤدي عميقاً إلى أماكن غريبة تحت الأرض أو إلى العالم السُفلي ، وقالت ذات مرّة : " أبواب الجحيم مفتوحة ليلاً ونهاراً ، النزول إليها عبر الصخور السلسة ... " .
العثور على الكهف
يبدو أن الكاهنة "كوميان سيبيل" كانت تعرف الطريق إلى الهاوية أو إلى العالم السُفلي أو مكان الموتى ! و يعتقد علماء الآثار أن هذا الكهف هو نفس الكهف الذي كانت تعيش فيه "كوميان سيبيل" حيث يذكر التاريخ أنه بالقرب من مدخل هذا الكهف العميق قدمت الكاهنة "سيبيل" الكثير من التضحيات و سكبت الخمور و الكثير من الدماء لإسترضاء الأرواح السُفلية ، كما أنها دعت و استحضرت الآلة "هيكات" إلهة السحر والشعوذة ، وقد بحث علماء الآثار لفترة طويلة عن ذلك الكهف الغامض الذي تحدثت عنه الكاهنة "سيبيل" و في عام 1932 وجد عالم الآثار الإيطالي "أميديو مايوري" أخيراً هذا الكهف الذي تم حفره في صخرة ضخمة بالقرب من شاطئ البحر ، حيث يُعتقد بنسبة كبيرة أنه الكهف المعني لـ "كوميان سيبيل" ومن خلاله يُمكن أن يؤدي إلى عدة مداخل و أنفاق تحت الأرض ، و اليوم من المُمكن جداً زيارة هذا الكهف الذي تم العثور عليه على طول طريق بحيرة أفيرنو في إيطاليا ، فعند دخول ذلك الكهف يُمكن أن تجدوا العديد من الدرج و الممرات ، و كذلك هُناك نفق يؤدي إلى درج آخر تحت الأرض ، و هذا الدرج يؤدي إلى كهف آخر ، وهكذا ... .
ولم يُفصح بعد علماء الآثار أين يُمكن أن تؤدي تلك الأنفاق ، ولكن بأي حال فهو كهف قديم و رائع و مثير جداً يُعطينا إحتمالات كبيرة بأن ما كانت تقوله الكاهنة "كوميان سيبيل" فيه شيء من الحقيقة و الكثير من الغموض ، وأيضاً يُعطينا فرصة للنظر في روعة هذا الكهف و تخيل تلك الأيام القديمة التي كانت تعيش فيها الكاهنة العظيمة كوميان سيبيل .
إعداد : كاثرينا ماردنيان
Copyright©Temple Of Mystery
التعليقات
شكرا سيدة كاترينا ونتمنى وجودك دائما في معبد الغموض
من وجهة نظري أرى أن رأي سيبيل فيه موضع من الشك فكيف يمكن لها التأكد من أن الكهوف ممر للعالم السفلي و غير ذلك فانها كانت تطبق طقوسا لإرضاء أرواح العالم السفلي ( الذي في ذلك الزمان كان يعتبر ملكا للاله هيديس)...
الموضوع رائع و ملخص بطريقة جميلة.
مواضيع في القمة ... شكرا لكم
موضوع جميل
من اجمل ما قرأت موضوع لم اكن اعرف عنه شيئا شكرة استاذه كاترينا
موضوع جميل جدا وشكرا على اجتهادك فى جمع المعلومات الحلوة دى
رووووعه
موضوع جميل جدا واعتقد أن لهذا الكهف شأن ! واتمنى زيارته
شكرا للإفادة موضوع رائع
اهلا بعودتك استاذه كاترينا اشتقنا لمقالاتك الغريبة والجميلة
كم أود زيارة هذا الكهف