ألغاز غامضة من العالم القديم
المصابيح ذات الضوء الأبدي
تخيل أن تفتح قبراً وتجد مصباح صغير مضيئ مخبأ في عمق ذلك القبر القديم ، ذلك ليس مجرد خيال ، لأن هذه المصابيح الغامضة التي تعمل بدون توقف وبدون وقود بشكل مستمر لآلاف السنين وجدت بالفعل ، ما رأيك في ذلك ؟ على الأرجح سوف تتسائل بينك وبين نفسك ما إذا كان ذلك المصباح هو مصباح سحري أو أنه يعمل بواسطة "جني" أو كائن من العالم الآخر أو من قبل بعض القوى الشريرة أو من عمل الله ! فهل يمكن أن يكون هذا "الكنز القديم" إن جاز التعبير دليلاً على تكنولوجيا متقدمة للغاية ؟ كيف عرف أجدادنا سر اكتشاف ذلك الضوء الأبدي ؟ وكيف يعمل المصباح ويبقى مشتعلاً بداخل قبو أو قبر بدون أوكسجين ! بالتأكيد وبشكل أو بآخر هذا العمل الرائع والعجيب يعبر عن تقنية قديمة معقدة جداً وهو إلى هذا اليوم لا يزال لغزاً ، في الواقع خلال العصور الوسطى تم اكتشاف عدد من المصابيح التي تعمل ذاتياً وباستمرار في القبور القديمة والمعابد ايضاً ، وبناء على السجلات القديمة فإنها قد وجدت في جميع أنحاء العالم ، في الهند والصين وأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية ومصر واليونان وإيطاليا والمملكة المتحدة وآيرلندا وفرنسا وبلدان أخرى كثيرة.
لكن للأسف ، فإن اللصوص والمخربين وحفاري القبور الذين خافوا من تلك المصابيح وكانوا يخشون من ما إذا كانت تمتلك قوى خارقة للطبيعة ، قاموا بتدمير العديد منها ، وخلال العصور الوسطى تم اغلاق هذه المصابيح حتى في داخل القبور ، ويفترض أنها كانت تعني بشكل أو بآخر ضوء يعبّر عن ضمانة للمتوفين لإرشادهم في طريقهم إلى الآخرة ، حيث عندما فتحت المقابر بعد وقت طويل وجدت تلك المصابيح تعمل دون انقطاع ، وقديماً أتهم الناس الكهنة الوثنيين بخداعهم باستخدام السحر لأنهم رفضوا فكرة أن المصابيح ممكن أن تبقى مشتعلة بشكل دائم ، وزعمت الغالبية العظمى من الناس أن الشيطان كان السبب ، وتشير التكهنات إلى أن المجتمعات العبرية كانت من أول الناس الذين اكتشفوا هذه الطريقة والحفاظ على المصابيح لتكون مضيئه بشكل دائم لأنهم عرفوا ما يعرف اليوم بالكهرباء ، أيضاً وفقاً للأسطورة كان حاخام فرنسي يدعى "جيشيلي" يمتلك مصباح يمكن أن يضيء في حد ذاته مع عدم وجود الوقود أو الفتيل ، ووفقاً لهذه الرواية فقد اخترع جيشيلي زر خاص من شأنه أن يوقف ويشعل ذلك المصباح في أي وقت أراد ، وكتب بلوتارخ عن مصباح يعمل بشكل دائم على مدار السنين على باب في معبد جوبيتر ، ووفقاً للكهنة ظل مصباح النار يعمل لعدة قرون دون أي وقود ولا يمكن لأي طاقة أو الرياح أو حتى الأمطار أو أي شيء أن يستطيع إخماده ، وفي الواقع كل الذين حاولوا تكرار اختراع أو عمل المصابيح المشتعلة لتعمل بشكل دائم باءت محاولاتهم بالفشل ، لذا يبقى السؤال كيف كانت هذه المصابيح قادرة على الحفاظ على الإضائة بدون أي انقطاع لمئات السنين بدون وقود أو فتيل أو زيت أو مزود للضوء ؟ في كتابي "إمبراطورية نوح والعالم المتقدم" قد تحدثت عن وجود عدد من الثقافات القديمة والرائعة والمتقدمة للغاية ، حيث لا تزال تنتشر إلى اليوم قطعها الأثرية وعلامات عديدة من عوالمهم الرائعة التي تقطع الشك باليقين على تفوقها العلمي والحضاري المشترك في المعرفة العلمية والتكنولوجية العالمية.
كهوف بانكشان
هي كهوف تعود إلى العصر الحجري القديم ، تقع في واد صغير ولكن بارتفاع 1630 متر فوق مستوى سطح البحر على هضبة قويتشو الغربية جنوب الصين ، كان البشر أو الإنسان البدائي يعيش في المنطقة وفي داخل تلك الكهوف قبل حوالي 300000 سنة مضت حيث كانت تشكل ملاذاً مُهماً لهم ، ولكن ما حير العلماء حول كهوف بانكشان هو كيف يمكن للحيوانات العملاقة مثل الفيلة ووحيد القرن أن تصل إلى كهف في جبل يقع على ارتفاع 1630 فوق مستوى سطح البحر ! لأن من المعروف أيضاً في علم الحيوان أن الحيوانات الكبيرة لا تعيش بالقرب من الكهوف ، فما بالكم بوصولها إلى كهف في جبل على ذلك الإرتفاع ، ومع ذلك العلماء فوجئوا للغاية عندما عثروا على هياكل عظمية يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ تشير أن حيوان وحيد القرن الضخم عاش أيضاً بداخل تلك الكهوف ، أو على الأقل لقوا حتفهم هناك ، وهذا الأمر غريب جداً أن يكون بداخل الكهوف وحيد القرن ، وقد ذكرت العالمة "لين شيبرتز" أنه من النادر والغريب جداً أن نجد الحيوانات الكبيرة بداخل مغاره وهي عادتاً لا يمكن أن تعيش هناك ، وأعربت عن اعتقادها أن وحيد القرن من غير المرجح للغاية أن يتجول ببساطة في داخل كهف ، على وجه الخصوص أنه ليس من الحيوانات التي يمكن أن ترعى بمفردها ، لكن هناك نظرية ممكنه تقول أن الحيوانات آكلة اللحوم التي تقتل الثدييات قد تكون قتلت وحيد القرن وسحبته إلى الكهف وهو الجواب الأرجح على هذه الحالة ، رغم ذلك ، البعض يقول أنه ناجم عن تدخل بشري ، حيث أظهر فحص العظام فيما بعد أنه قد تم قتلها بأداة مصنوعة من الحجر ، وكشفت الحفريات إلى أن هناك أكثر من 40 نوعاً من الثدييات والتحف الحجرية وأسنان الإنسان وأسنان للحيوانات وجدت بداخل تلك الكهوف ، والحملات الأخيرة إلى كهوف بانكشان وكان آخرها عام 1998 لم تحرز حتى الآن أي تقدم آخر في تحديد كيف وجدت تلك الحيوانات الكبيرة بداخل تلك الكهوف على الإطلاق.
عرش السيدة ذات السنابل
عرش السيدة ذات السنابل هو الإسم الذي أعطي لقطعة أثرية غامضة وفريدة من نوعها يعود تاريخها إلى 2700 سنة قبل الميلاد ، لا يعرف الكثير عن هذه القطعة الأثرية الفريدة والمعقدة جداً التي على الأرجع أنها تعود لحضارة اندوس ، وكذلك غياب البيانات المتعلقة بالسياق الأثري إن جاز التعبير لهذه القطعة يجعل من الصعب تحديد مصدرها الحقيقي والغرض منها ، تمت دراسة هذه القطعة الأثرية الغامضة أول مرة من قبل عالم الآثار الإيطالي "ماسيمو فيدالي" الذي اكتشفها عن طريق الصدفة في خريف عام 2009 مع مجموعة قطع أثرية أخرى لكن ليست مماثله لها ، وقال ماسيمو أن في هذه الحالة يكون هذا الاكتشاف استثنائي جداً ، في البداية كان ماسيمو وزملاؤه متشككين في أصالة هذه القطعة الأثرية ، ولكن بعد أن أجريت عليها عدة اختبارات وتجارب اتضح أن هذه القطعة أصيلة للغاية وليست مزورة أو وهمية وتعود إلى 2700 سنة قبل الميلاد بالفعل ، فهي تحتوي على عدد 15 تمثال صغير لرجال على رؤوسهم العباءات المخروطية التي لم يتم ملاحظتها في التماثيل الأخرى ، وبداخل عربة أو سفينة مع ما يبدو أربعة عجلات ومعهم امرأه تبدو كأميرة أو سيدة فريدة كأنها ملكة استثنائية تجلس على الكرسي وكأنه موكب رسمي لها ، وكما ترون في رأس العربة أو مقدمتها رأس ثور ضخم ، ورأس ذلك الثور هو واحد من أكثر الأمور إثارة للإعجاب وجمالية في هذه القطعة الأثرية ، في الواقع لا يوجد أي دليل مادي في علم الآثار يؤكد أن حضارة السند لديها نماذج من أنواع طينية من التماثيل على هذا النحو أربع عجلات أو غيرها ، فما هو الغرض من هذه الأداة ؟ هل هي سفينة ، قارب ، عربه ، أو ربما فيمانا ، فلا بد أن يكون لها معنى أعمق بكثير مما نتصور ، في النهاية خلصت دراسات ماسيمو فيدالي وفريقة أنه تم إنشاء تمثال هذه السيدة من قبل حضارة اندوس القديمة كما ذكرت "مع أن هذا الاستنتاج غير مؤكد" ولكن معناها والغرض منها كما ذكرنا يبقى لغزاً ، ولحد الآن لا تشير الأدلة على أي دليل حقيقي على أنها مركبة رباعية الدفع أو قارب كبير ، ومن غير المعروف ما إذا كانت تستخدم في طقوس معينة أو لشيء آخر .
هيكل قديم تحت بحيرة طبريا
في عام 2003 اكتشف العلماء بالصدفة هيكل دائري تحت بحر الجليل أو بحيرة طبريا ، وقال الجيوفيزيائي شموئيل ماركو لشبكة الـCNN أنهم فوجئوا جداً أنهم رأوا ما يشبه التمثال البرونزي في قاع البحيرة ، وتم نشر النتائج في وقت لاحق حيث تكهن شموئيل أن الهيكل القديم ربما كان بمثابة آثار لمدينة قديمة غمرتها المياة مع مرور الوقت ، ويتكون الهيكل من حجارة البازلت وعلى شكل مخروطي بقياس 70 متراً في الجزء السفلي وهيكل بطول 10 أمتار ويقدر أن يزن نحو 54,5 مليون كجم أي ما يعادل 60 ألف طن ويقدر عمره ما بين 2000-12000 سنة ، وقام فريق من الباحثين من قسم الجيوفيزياء وعلوم الكواكب وعلوم المحيطات بجامعة تل أبيب ومعهد البحوث بدراسة ذلك الهيكل الغريب المغمور تحت المياة ، ويُعتقد أنه قد تم جلب الحجارة للهيكل من موقع أبعد من ميل واحد من المكان ، ورتبت وبُنيت وفقاً لخطة بناء محددة ، ونشرت تفاصيل الموقع في المجلة الدولية لعلم الآثار البحرية في إسرائيل ، وفقاً للدكتور "إسحق باز" من جامعة بن غوريون قال أن الهيكل يشبه مواقع الدفن المبكرة في أوروبا وبالتحديد "ستونهنغ" مضيفاً أنه يعتقد أنه تم بناء هذا النصب خلال أوائل العصر البرونزي.
ومن المقرر إجراء المزيد من التحقيقات والإختبارات عليه لزيادة فهم هذه النُصب الغامض ، في الواقع بالتأكيد أن هذا الهيكل هو اكتشاف غير عادي حقاً ، ولا أدري إن كانت معدات العالم الثقيلة والمتطورة تستطيع أن ترفع هيكل بهذا الحجم ، لا اعتقد ذلك ابداً ، هناك عدد من النظريات أن الهيكل كان يُمكن استخدامه للأغراض الإحتفالية وأنه قد جرى بناؤه باستخدام الحجارة الكبيرة بوزن يقرب من 100 كجم ، فهل يعود هذا الهيكل لقوم لوط مثلاً المذكورين في القرآن لأنهم تقريباً كانت أرضهم في ذلك المكان ! لا اعلم ولكن لا يزال الغرض منه وعمره الحقيقي من المرجح أن يظل غير معروف.
أقدم خريطة في التاريخ
أخيراً مع واحدة من أغرب القطع الأثرية ، هذه القطعة الأثرية بالنسبة لي هي من أغرب القطع الأثرية التي تم اكتشافها على الإطلاق ، بالتحديد فيما يتعلق بالخرائط ، فهي مثيرة للدهشة والصدمة على حد سواء ، وتعتبر أقدم خريطة للكرة الأرضية عرفتها البشرية لحد الآن ، يعود تاريخها إلى 12 ألف سنة مضت واكتشفت في لوس انجلوس وهي عبارة عن حجر جرانيتي محفور عليه نقوشات تمثل قارات العالم ، والغريب أنها تقدم الكرة الأرضية بقاراتها منذ ما قبل العصر الجليدي ، نشاهد بوضوح وبدون لبس قارة اوروبا والهند وجزيرة العرب والمنطقة الساحلية من جنوب شرق آسيا ، وفي الجانب الآخر من الخريطة نرى الأمريكيتين ولكن بشكل مختلف نوعاً ما حيث تفتقر إلى جزر الكاريبي وشبه جزيرة فلوريدا ، والمدهش حقاً أن في منتصف شمال المحيط الأطلسي تقع قارة صغيرة وهي تتوافق بشكل كبير مع وصف الفيلسوف افلاطون عن قارة "اطلانتس" يمكن لأي شخص مُطلع على شكل قارات العالم الحديثة أن يتعرف على التشابه القوي في نمط رسومات القطعة الأثرية مع قارات العالم في العصر الحديث ، كيف تم نقش خريطة العالم وقارات العالم بهذا النحو العجيب على الحجر الجرانيتي بدون نظام جي بي اس أو أنظمة متطورة ، كيف عرفوا أن قارات العالم فعلاً بهذا الشكل ، إذاً العالم القديم ليس على التصور الذي نألفه ، وليس على الشكل الذي نعرفه عن الإنسان القديم ، ويجب علينا أن نفهم أن مفهومنا التقليدي حول التاريخ البشري يحتاج إلى مراجعة شاملة وأن الإنسان منذ أن وطأت قدماه على الأرض كان يمتلك قدرات عقلية استثنائية وقد توصل الإنسان القديم إلى بناء حضارات ذات مستوى رفيع عكس ما يقوله لنا علم التاريخ التقليدي الذي يروي أن الإنسان كان غبياً أبلهاً يعيش في الكهوف .
عالم الآثار النمساوي "كلاوس دونا" متحدثاً عن أقدم خريطة في العالم
بحث وإعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery
التعليقات
انتظر المزيدوالذي كتب هذا المقال شخص رائع ولك جزيل الشكر والتقدير والاحترام
معلومات مهمة ومدهشة تستحق الذهول
ظواهر عجيبة فعلا,, شكرا لك أستاذ رامي
ارجوكم نريد مقال عن قارة اطلانتيس
مقال في غاية الروعة والغرابة
رائع ننتظر كل ماهو جديد اتمنى ان تضع موضوع حول مملكه جابريسا وجابلقا
amaziiiiiiiiiiiiiiiiiing
amazing
اتمنى منكم الاستمرار لأنكم افضل موقع عربي
رائع جدا شكرا لكم
اكتشافات مثيرة للدهشة وتجعلنا فعلا نعيد النظر بكل ماعرفناه او حشي في عقولنا عن الانسان القديم ..واغلب ظني ان حضارتنا تعتبر متخلفة امام بعض الحضارات القديمة ...جهد متميز للباحث ...اتمنى منكم الاستمرار ...
بالفعل العالم القديم كان متطور جدا وكل الدلائل تؤكد على ذلك ، شكرا جزيلا
سبحان الله ، رائع جدا
شيء مبهر صراحة وفعلا الحضارات كما قال عنها الدكتور زغلول النجار ليست تصاعديه كما يراد لنا ان نظن لسبب مبهم!! وانما كانت هناك حضارات وعلوم بشريه اندثرت بفعل الحروب والهمج ومحاربي العلم والتطور الانساني ومتعصبي النظرية الدارونيه الذين زجوا بالبشرية في صراعات انهت العديد من الحضارات ولكن سوف تعود هذه العلوم من جديد وسوف يسود الاسلام العالم لانها الديانه الوحيده التي تضمن حفظ التراث الانساني للشعوب بعيدا عن شجع وهمجية الغوغائيين!