دفينة المزرعة : محاولة فك الكنز المرصود
في أحد المُدن الأردنية في ثمانينات القرن الماضي ، كانت هناك عائلة تملك مزرعة صغيرة ، مُقام عليها بيت ريفي صغير تقضي به هذه العائلة إجازاتهم و أوقات فراغهم , لكن كانت هناك هواجس غريبة لدى أفراد العائلة و بالأخص الصغار منهم كلما زاروا هذه المزرعة ، و شعور بكيانات غريبة تحوم حولهم لكن بدون أي أذية ، طبعاً هذه المزرعة التي تم شراؤها من قبل ربّ الأسرة كانت بمثابة إدخار لمستقبل العائلة من ناحية ، و مكان للتنفس من ضوضاء المدينة و الهروب من مشاغل الحياة .
بعد أكثر من عقد من إمتلاك المزرعة ، كان هناك جار يمتلك مزرعة مُحاذية لمزرعة العائلة ، و هذا الجار بين ليلة و ضحاها أنقلب حاله إلى أحسن حال و بدأت آثار النعمة و الغنى تظهر عليه ، على الرغم من أنه كان موظف بسيط براتب متواضع بالكاد يكفي نفقات أسرته التي تتكون من سبعة أفراد ، هذا التغيير الجذري أثار التساؤل في نفس صاحب قصتنا ، مما قاده بأن جاره قد وجد دفينة غيرت حياته للأفضل ! و هنا بدأ هذا الرجل بالبحث في حدود أرضه لأي علامة تقوده لدفينة أو كنز يغير مجرى حياته و حياة عائلته للأفضل .
بعد العديد من الأيام بالبحث في أركان أرضه وجد هذا الرجل علامات تدل على وجود دفائن بالأرض و طار فرحاً و عيونه تلمع بمستقبل مُرفّه ، وبدأ الحفر مع أبنه الأكبر ، لكن مع كل مرة يبدأ فيها بالحفر بجانب العلامات كانت تحدث أمور خارج "نواميس وقوانين الطبيعة" كأن يُكسر الفأس الحديدي ، أو "تخرج أفاعي" بجانب أماكن الحفر ، أو يُصاب أحد ممن يعملون بالحفر بمغص شديد أو إغماء و هُلم جراً ، و طبعاً ذلك قاد هذا الرجل بأن يوقن أن هناك دفين ، و الدفين مرصود و يجب أن يتعامل معه أصحاب الخبرة بفك الرصد ، و لأن الرصد لا يُمكن أن يكون إلا على دفين ثمين ، و ثمين جداً أيضاً .
بعد ثلاثة أشهر من البحث تم التواصل مع شخص متخصص بهذه الأمور من إفريقيا ، و قدم إلى المزرعة و معه خادم , و أمر الرجل بأن يبقيه بالمزرعة ثلاث ليالي ، و كل يوم في الصباح يأتيه بطعام له و لخادمه و اشترط بأن لا يكون الطعام يحتوي على أي منتج حيواني "نباتي فقط" و بالفعل انقضت الثلاث ليالي و عندما قدم الرجل إلى المزرعة وجد الخادم بحالة من الخوف و الهلع ، و عند سؤاله عن السبب أجاب بأن هذه المزرعة مسكونة ، وكانت تهتز ليلاً كأن هناك زلزال ، و دخلت على سيدي رأيته مرتقياً بالهواء دون أي قدرة على الحراك كأن هناك قبضة تمسك به ، طبعاً الرجل لم يصدق كل هذا و اعتبره نوع من الدعاية لسيد الخادم بقدراته و كراماته ، وبعد ذلك دخل الرجل عند هذا الساحر أو المشعوذ و قال له المشعوذ : "إن المزرعة محروسة بجيش كامل من الجنّ مع أحد ملوكهم , و هناك كنوز لن يتخيلها عقلك ، و من ضمن هذه الكنوز تمثال ذهب خالص ، وأنا لا أريد أي شيء من هذه الكنوز لقاء عملي ، لكن تحت التمثال يوجد كتاب ، خذ كل الكنوز كلها و اعطني الكتاب فقط ..!!" .
فقام صاحب المزرعة بسؤال الشيخ بنفس السؤال الذي تبادر لذهنك أخي القاريء ، ما في هذا الكتاب ؟ أو ما هو هذا الكتاب ؟ فأجاب بأنه ليس من شأنك ! أنت تريد الكنوز و أنا أريد الكتاب ، وبعد ذلك طلب منه طلبات أخرى كانت تكلفتها عالية بذلك الوقت ، و بينما الرجل يتخبط يُمنة و يسرة لكي يؤمن ثمن المتطلبات ، بحيث كان من المفترض أن يعود هذا المشعوذ بعد ثلاث أشهر لموعد متفق بينهما , وصل لصاحب المزرعة خبر "موت المشعوذ" في ظروف غامضة جداً ! .
لم يستسلم الرجل و بدأ في البحث عن شخص آخر يفك له رصد المزرعة , و فعلًا وجد ضالته مع شخص آخر ، و عندما قدم للمزرعة قال للرجل نفس الكلام بخصوص الرصد و الكنوز و الكتاب ، و بعد شهرين أختفى هذا الرجل بدون أي سابق إنذار و بدون رجعة ! و بعد هذه القصة بسنة توفي الرجل صاحب المزرعة بحادث مأساوي .
بعد عشر سنوات من وفاة الرجل بدأ أبناؤه عندما إشتد عودهم و اصبحوا شباباً بإستكمال مشوار أبيهم سعياً لتحسين وضعهم المادي المتهالك وقتها ، و هذه المرة بعد الحفر و حدوث ما مرّ به أبيهم من قبل , قرروا أن يحضروا ثلاث شيوخ ثقات من حفظة القرآن ، و مُتخصصين بفك الأرصاد بالقرآن الكريم ، و بعد القرآءة يُقال بأنه حضر ملك الجن و حارس الرصد و دار بينهم الحوار التالي :
• ماذا تريدون ؟ .
أنت تعلم ماذا نريد ، نريد الكنوز التي تحرسها .
و ما المقابل ؟؟ ....
ماذا تريد بالمقابل ؟؟ .
• أريد أن يتم "ذبح إنسان" في هذا المكان ! .
أنت تعرف أن هذا لا يجوز بديننا ، و هذه كبيرة و لن نزهق روحاً من أجل المال .
• حسناً إذاً ، إذبحوا لي "كبش" بدون أن تسموا عليه أو تذكروا عليه أسم الله .
ولكن هذا كُفر بالله و لا نستطيع فعله .
• إذاً أخرجوا و لن تحصلوا على شيء ، و إذا تماديتم سألقي بكم على الشارع الرئيسي "يُبعد الشارع حوالي 2 كم عن المزرعة " .
وبعد هذا الحوار خرجوا بخفي حُنين و بقيت هذه المزرعة لعدة سنوات بدون أي أمل في إستخراج الكنز المرصود إلى أن باعها أولاد ذلك الرجل بدون الأفصاح عن قصتها التي دفنوها في صدورهم .
♦ ملاحظة : القصة منقولة لي من أحد أولاد هذا الرجل و تلك الأحداث سواء كانت صحيحة أم مُبالغ فيها فهي نقل على ذمة الراوي .
♦ الكاتب : منصور محمد منصور من الأردن - بكالوريوس مُحاسبة ، باحث ومُهتم بالخوارق والظواهر الغامضة .
كتبه : منصور محمد منصور - Templeofmystery.com
حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com
Copyright©TempleOfMystery.com
التعليقات
عفوا يااستاذ رامي ...ماهي العلامات التي تدل علي وجود دفينه...انا احب معبد الغموض
يزلمي قاعدلي مع بحاشين ذهب و جاي تحكيلي قصصهم الواحد بفوت يقرأ مقال يفيده مو قصص بحيشة ذهب عندي مليون قصه مره جابوا شيخ و نسف جبل كامل مشان الرصد فكنا منك رجعولنا الثقفي هذا سواليفه فارطه
Hi & Welcome . We are glad to have you on the site, but at the moment there is no translation in Turkish, you can use translation programs at the present time. We wish you a enjoyable reading
Merhabalar aranızda daha yeniyim öncelikle sayfa kurucusuna teşekkür ederim böyle kadim bilgiler paylaştığınız için. İbnü'l Arabî 'hz arapça alfabetik sayfasını bulamadım bana yardımcı olursanız sevinirim.
أنا اصدق مثل هذه القصص والدفائن موجودة بكثرة في المزارع والقرى ولكن اغلبها مرصودة
سبحان الله موضوع جميل
عفواً صديق الموقع عبد الله .. هذا الموضوع لست أنا من كتبه ، كما هو موضح بخانة كاتب المقال ، ولكن قد أجيبك على هذا السؤال عندما أكتب موضوع متعلق بالدفائن والكنوز ..نشكر لك محبتك للموقع ومشاركتكم المستمرة .