الملائكة الساقطة والمعرفة السرّية
مرحباً ، الملائكة الساقطة أو "أبناء الله" بالتأكيد موضوع مُثير للجدل ، بحيث يعتقد الكثيرون بأن الملائكة الساقطة قاموا عمداً بإنشاء جنس هجين من العماليق في الماضي البعيد يُدعون بالـ "نيفيليم" لتدمير خلق الله وإفساد الأرض كعقوبة للبشر أو ردة فعل مُنتقمة على طردهم من السماء .
الملائكة الساقطة والنفيليم في الكتاب المقدس وكتاب أخنوخ
في الكتاب المقدس هناك العديد من الإشارات إلى "عمالقة النفيليم" الذين كانوا من نسل "أبناء الله" أو الملائكة الساقطة و ولدوا من "بنات البشر" قبل حدوث الطوفان العظيم ، حيث جاء نصاً في سفر التكوين 6: 1-4 ما يلي : "وحدث لما إبتدأ الناس يكثرون على الأرض ، وولد لهم بنات ، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما إختاروا ، فقال الرب لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد لزيغانه ، هو بشر وتكون أيامه مئة وعشرين سنة" ومن هذا النص الواضح كما نرى نجد أن الملائكة الساقطة عندما هبطوا على الأرض تزاوجوا مع بنات جميلات من البشر وأنجبوا جنساً هجيناً من المخلوقات كانوا عمالقة جبارين ، وفي كتاب أخنوخ أو ما يعرف في الثقافة الإسلامية بإسم إدريس ، والذي كان نبياً وكان أيضاً جدّ النبي نوح وأحد البشر الأوائل الذين تحدثوا وجهاً لوجه مع الله و قُبضت روحه وهو على ظهر ملاك طائر في السماء الرابعة كما تقول الأساطير الدينية ، كذلك يُقال أن أخنوخ أو إدريس كان قد جمع كل المعارف السرّية التي حصل عليها وكتبها للأجيال القادمة من البشر في عدد من المخطوطات والكتب ، و في الحقيقة يعتقد مُعظم العلماء أن كتاب أخنوخ هو في الواقع خمسة كتب مُختلفة تم كتابتها في فترات زمنية مُختلفة وتم تعديلها معاً من قبل عدد من المُحررين حتى أصبح النسخة الحالية من الكتاب الذي بين أيدينا الآن ، وتنقسم الكتب الخمسة المُختلفة مع تواريخها التقريبية كالتالي :
1- كتاب الملائكة الساقطة (الفصول من 1 إلى 36) في القرن الثالث قبل الميلاد .
2- كتاب الأمثال ( الفصل من 37 إلى71) في القرن الأول قبل الميلاد .
3- كتاب النجوم السماوية ( الفصول من 72 إلى 82 ) في القرن الثالث قبل الميلاد .
4- كتاب الرؤى والأحلام (الفصول من 83 إلى 90) في القرن الثاني قبل الميلاد .
5- كتاب رسالة أخنوخ ( الفصول من91 إلى 107) في القرن الثاني قبل الميلاد .
وقد أخبر أخنوخ أنه في العصور القديمة ، كان قد تمرد 200 ملاكاً سماوياً ضد الله بقيادة الملاكين "سيميازا" و "عزازيل" وطردت من السماء ثم جائت إلى الأرض وهبطت على جبل حرمون ، حيث تزاوجوا بعد ذلك مع نساء بشريّات و هذا قد أدّى إلى ولادة جنس هجين من العماليق المتعطشين للدماء والذين أفسدوا في الأرض وروعوا حياة الآمنين ، وفي الواقع أن كتاب أخنوخ به تفاصيل رائعة عن الملائكة الساقطة قد أتحدث عنها لاحقاً على الرغم من أنه لا يوجد سجل كامل لأسماء الـ 200 ملاك ، ولكنه قد ذكر بعض من أسمائهم ومن ضمنهم كما ذكرت أعلاه سيميازا وعزازيل اللذان يعتبرهم البعض شيطانين وغالباً ما يتم تعريف الملاك عزازيل على وجه الخصوص بأنه كان زعيم الملائكة و يُعرف بـ لوسيفر الذي يعني "نور الله" .
ويذكر الكتاب أن الملائكة الساقطة قد كشفت عن أسرار وعلوم غامضة للجنس البشري لكي يستخدمها البشر بطريقة سلبية تؤدي إلى تدميره ، بحيث قد علّموا البشر مُختلف الفنون الإبداعية ، وحتى المعارف المتعلقة بالتكنولوجيا الحربية والتعدين والسحر وعلم الفلك والتنجيم ، وكعقاب لهم على ذلك أرسل الله طوفاناً عظيماً على الأرض للقضاء عليهم جنباً إلى جنب مع جميع جنس العماليق ، ومع ذلك نجا بعض من تلك الملائكة وفروا إلى أماكن بعيدة حيث إستمروا في تعليم البشر أسراراً لا يُمكن للبشر معرفتها من دون إذن من الله ، وانتشرت معرفتهم السرّية عبر الثقافات المُختلفة ويعتقد الكثيرون أن معارفهم بقيت حتى يومنا هذا ، ويُقال أن بعض الجمعيات السرّية تمتلك معلومات علمية موروثة من تلك الملائكة الساقطة الذين قادهم الملاك لوسيفر .
هل كانوا بشراً ؟
كما قلت فقد كانت الهوية الحقيقية للملائكة الساقطة والنفيليم موضوعًا مثيراً للجدل كان قد ناقشه العلماء لآلاف السنين ، ولكن ما لفت إنتباهي أن بعض الباحثين يعتقدون أن الملائكة الساقطة لم يكونوا كائنات ملائكية سماوية بل كائنات بشرية من نسل "شيث إبن آدم" وهذا رأي معقول إلى حد ما ، بحيث قد كتب "جوليوس أفريكانوس" المؤرخ والرحاله المسيحي في أواخر القرن الثاني وأوائل القرن الثالث والذي توفي حوالي سنة 250 للميلاد ، أن أحفاد شيث ببساطه يُدعون "أبناء الله" وانتشر منهم عدد من الرجال الصالحين ، وصولاً إلى المسيح نفسه ، أما ذرية قابيل إبن آدم فيسمون بـ البشر ، ولذلك فإن أبناء الله هم أناس صالحين من ذرية شيث إبن آدم وليسوا ملائكة ساقطة ، ولكن المشكلة في هذا الرأي أن الكتاب المقدس لم يذكر إطلاقاً أن أبناء الله هم من نسل شيث ، فلو كانوا من أبناء شيث لذُكر ذلك في الكتاب المقدس المعروف بالدقة في التفاصيل وفي سرد الأحداث ، و كل إستخدام لمُصطلح أبناء الله في العهد القديم كان دائماً يرجع إلى الملائكة ، إذاً .. كان هذا مقدمة بحث في هذا الموضوع ليس إلا ، على أمل أن يسعفني الوقت وأكتب موضوع آخر مُفصل عن كتاب أخنوح والملائكة الساقطة أو حرب السماء قريباً .
إعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery
التعليقات
بعد التحية و الاحترام ، عندي سؤال ، ما علاقة التوراة او العهد القديم بكتب أخنوخ ، و هل هناك رابط مع الرب السيد المسيح بأخنوخ لاهوتيا" ؟؟ هل التوراة أقتبسوها العبريين من كتب أخنوخ ؟؟
مرحبا استاذ رامي..... رسومات المعبد... الغامضه تاسرني حقا مثلما تطلق لعقلك الباطن الرحيل دون قيود للنظر في كل اسرار الكون..... لاشك ان هناك حقائق صادمه عن فتره ماقبل الطوفان لانعرفها ومازالت هناك احاجي كثيره تحتاج الى تفسير واعتقد ان المحطه الاولى لكشف بدايه الاحجيه هي بابل مدينه السحر ولاننسى بعض الاحداث والحفريات التى تم التكتم عنها في في اشور وعشتار وحول بابل...... انا احب معبد الغموض
م احترامي لموضوغك الله اغطي الاختيار للانس والجان اما الملائكه فهم مسخرين لله تبارك اسمه لايغصونه
السلام عليكم ،اريد تعلم بعض العلوم الروحانية وشكرا في انتظار ردكم لكم مني جزيل الشكر والاحترام
صباح الخير وأعرف ان الملائكة كلها خاضعة لمالك الكون الواحد ياسحان الله وأصل البشر من أدم .
ارجوك الرجاء الحار ان لا تتأخر في كتابة المقال واذا نويت التأخر ف اكتبه طويلا جدا هههه
بحث عظيم من باحث عظيم
جميل جدا شكرا على مجهودك الرائع ننتظر جديدك بفارغ الصبر
موضوع شيق جدا
شكرا جزيلا موضوع في غاية الاهمية
رائع في انتظار الموضوع القادم سلمت يداك
شكرا جزيلا استاذ على الموضوع الرائع
مرحبا استاذ رامي...مازلنا منتظرين المقاله التي وعدتنا بها عن كتاب اخنوخ والملايكه الساقطه ...لاشك اننا سنجد بعض التفصيلات الهامه جدا بحيث نستطيع الخروج بتفاصيل ادق من خلال مقالتك هذه ومقاله الاستاذه كاترينا حول هذا الموضوع ..الملايكه الساقطه....انا احب معبد الغموض