كما نفعل دائماً ، لا نزال نواصل البحث عن الآثار القديمة للتكنولوجيا المتقدمة ، وهذه المرة نلقي نظرة فاحصة على لوحة جميلة جداً قد تبدو وكأنها واحدة من العديد من اللوحات القديمة التي يُمكن أن نعجب بها اليوم ، ولكن في الحقيقة أن هذه اللوحة غريبة للغاية ، عندما تنظر إليها لأول مرة ، ستعجبك ، وتعجبك تلك الألوان الرائعة التي إستخدمها الفنان في رسمها ، قد لا تلاحظ في البداية أن هناك أموراً شاذة وغريبة تظهر على هذه اللوحة ، ولكن حاول أن تنظر إليها مرة أخرى ، ستجد أن هناك شيء مدهش وغريب للغاية .

العمل الفني الغامض : Glorification of the Eucharist

هذه اللوحة بعنوان "تمجيد القربان المقدس" من عمل الفنان الإيطالي "فينتورا سالمبيني" 1567-1613 الذي كُلفَ في عام 1595 بعملها في كنيسة سانت بطرس في بلدة مونتالسينو التي تقع خارج فلورنسا الإيطالية ، نرى على اللوحة أشخاص يجلسون أمام بعضهم البعض في مكان يبدو أنه مذبح ، البعض منهم كهنة ، والبعض الآخر قد يكونون كرادلة وهناك شخص منهم يرتدي التاج البابوي ، يُمكننا أن نفترض أنه البابا كليمنت السابع مثلاً الذي عاش في تلك الفترة ، وفي منتصف اللوحة أدرج الفنان الإيطالي كأس القربان المقدس مع ضوء متوهج ، ولكن الشيء الأكثر إثارة للإهتمام يقع في الجزء الأعلى من اللوحة ، بحيث يُمكننا أن نرى نوعاً ما من جسم كروي ، لكن ما هو ؟ في الواقع أن هناك العديد من الباحثين الذين قد أشاروا إلى أن هذه اللوحة الغامضة تحتوي على شيء ما له دلالة غير معروفة ، على سبيل المثال وفقاً للباحث والمؤلف الأمريكي "جوزيف روبرت جوكمان" الذي كرّسَ حياته في دراسة اللوحات الفنية الغامضة ، فهو يرى أن هذا الكائن يبدو تماماً مثل الأقمار الصناعية مع إثنين من الهوائيات ، شيء ما أقرب إلى القمر الإصطناعي الروسي القديم المعروف بإسم "سبوتنيك" أو على الأقل يشبه بعض الأقمار الإصطناعية المدارية الأمريكية التي صُنعت في أواخر الخمسينات من القرن الماضي ، على الرغم من أن خبراء الفنون يعتقدون أن هذه الكُرة هي مجرد تصوير للـكون ! و الهوائيات الإثنين عبارة عن صولجانات يُمسك الله "الآب" بأحدهما من على اليمين وفي المقابل يُمسك "الإبن" يسوع بالآخر ، والطير الأبيض في المنتصف عبارة عن "الروح القدس" بحسب المُعتقد المسيحي ، وأن تلك الصولجانات ربما ترمز بشكل أو بآخر إلى الحُكم الإلهي ، ولكن "جوكمان" يختلف جداً مع هذا التفسير ، وهو يرى أن هذا الجسم الكروي هو تصوير لشيء ما صلب جداً ! ولا يُمكن أن يكون مجرد تصوير رمزي للكون ، وتسائل عن ما إذا كان هذا هو الكون بالفعل فأين النجوم ؟ ولماذا لا توجد كوكبة من النجوم الساطعة في داخله ؟ في الواقع إنها نقطة صحيحة ، فإذا كان هذا هو "الكون" فيجب أن نكون قادرين على رؤية بعض الأجرام السماوية في داخله على الأقل ، ولكن لا يوجد شيء ، إلا شيء واحد يُمكن أن يكون الشمس ، أما الهوائيات فهي لا تشبه أي نوع من الصولجانات المُستخدمة أو الموجودة في عصر النهضة ، فـعادة ما يكون شكل الصولجان أعرض وأكبر بالمقارنة مع هذه الأعمدة الرفيعة والحادة ، ويحتوي على بعض الرموز والنقوشات أو الأرقام التي تظهر بشكل بارز ، وفي الواقع عند الفحص الدقيق لهذه اللوحة يُمكن أن يُنظَر إلى ذلك الجسم الكروي كنوع من التلسكوب بالفعل ، أو ربما تكنولوجيا من جهاز غامض للسفر عبر الزمن ! ولكن كيف يُمكن لـ سالمبيني معرفة أي شيء عن هذه التكنولوجيا وهو كان في عام 1595 ؟ حتى عالم الفلك والفيلسوف الإيطالي المعروف "غاليليو غاليلي" لم يقدم إختراعه الجديد المُتمثل في أداة مراقبة السماء إلا في عام 1609 وعندما فرغ "سالمبيني" من رسم هذه اللوحة لم يتم إختراع التلسكوب بعد ، وحتى الهوائيات المُستخدمة للإرسال الإذاعي المبكر لم تظهر إلا في الجزء الأول من القرن العشرين ، الشيء الغريب الآخر في هذا الجسم الكروي أنه عندما ننظر إلى أسفله سنرى ما يشبه عدسة الكاميرا ! وكأن ذلك الجسم كان يلتقط الصور ومن ثم يبثها أو يحولها إلى مكان ما آخر ، على الرغم من أن البعض يعتقد أنه "القمر" فهل يشبه القمر ؟ .

تيكنولوجيا متقدمة ؟

في الحقيقة أن الكثير من الباحثين والعلماء في علم "اليوفولوجي" وكذلك المؤمنين بنظرية "رواد الفضاء القدامى" يعتقدون أن هذه اللوحة تمثل دليلاً واضحاً على زيارات من خارج كوكب الأرض ، ويعتقدون أن الجسم الكروي الغامض في اللوحة ربما يكون "مركبة فضائية" نظر إليها الفنان في عصره ومن ثم قام برسمها في لوحته ، في الواقع أن الأمر ليس بهذه السهولة ، فالمشكلة أنه لا يوجد أي شيء حقيقي في هذه اللوحة تحديداً يرمز إلى هذا الإعتقاد على الرغم من أنني مؤمن تماماً بهذه النظرية ، أما لوحات أخرى من عصر النهضة الأوروبية نعم بالتأكيد ، يوجد العديد من الأعمال الفنية من عصر النهضة الأوروبية التي تصور الأطباق الطائرة والمركبات الفضائية وبوضوح أيضاً ، ولكن ما يبدو شبه مؤكد من وجهة نظري أن هذا الشيء هو جهاز كان نتاج لتكنولوجيا بحتة ، ولذلك يبقى هناك العديد من الأسئلة ، ما الذي كان يراه الفنان بالضبط ؟ وماذا كان يقصد بهذا الجسم الكروي الصلب ؟ ولماذا صور الأقانيم الثلاثة الله والإبن والروح القدس بهذه الطريقة ؟ في الواقع يبدو أن "جوكمان" ربما كان على صواب في إفتراضه ، عندما إعتبر أن هذا اللوحة تصور تقنية غير معروفة من المستقبل ، وأولئك الذين يفضلون النظريات السهلة و العادية سيقولون أن "سالمبيني" قد صور الكون أو الأرض في لوحته تلك ، أو قد يكون مجرد كوكب على أقل تقدير ، ولكن هناك إفتراض آخر ، هل رأى سالمبيني أشياء من أجهزة متقدمة سابقة أو حتى مستقبلية في مناماته مثلاً ؟ ومن ثم أضاف تلك الرؤى الصافية والنقية لاحقاً إلى أعماله الفنية الرائعة ؟ لا نعلم ! قد يكون مجرد إفتراض مجنون ، و لكن أنظر إلى هذه اللوحة الغامضة ودقق النظر بها ، أدرسها جيداً ، ومن ثم شكّل رأيك الخاص الذي تراه مُناسباً .

 إعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery