كلمة الموقع

۩۞۩ نرحب بكم جميعاً زوار موقع معبد الغموض - Temple Of Mystery نُثمّن لكم إهتمامكم على البحث والمعرفة في الموقع الأول لكل ما يتعلق بالخوارق و الغرائب و الظواهر الغامضة . الباحث : رامي الثقفي ▲  

لُغز الشيء الرهيب في دير الرُهبان السودّ من الدومينيكان

راسبوتين : رجل شرير أم شخص أسيء فهمه

كاثرينا ماردنيان 2018-08-06 16:18:18 9106

قصة راسبوتين المتداولة في الكتب والروايات والأفلام الوثائقية هي مزيج من الأكاذيب والحقائق ، فعندما تحتوي قصة حياة رجل على مؤامرات وخلافات ومكائد وشائعات سوف يصعب فهم كيف بدأ كل شيء و انتهى ، يجب أن نعتمد على الخبراء والمؤرخون المحايدون لنصل إلى سرّ راسبوتين ، يمكننا القول على وجه اليقين أن "جريجوري راسبوتين" كان واحداً من أكثر الشخصيات التاريخية إثارة للإهتمام ، ولكن كان أقلها تفهماً وإنصافاً في روسيا ، فقد كان له تأثيراً قوياً على عائلة القيصر "نيكولاس الثاني" وربما أن ذلك ما أدى إلى وفاته ، يقال أنه كان رجلاً مقدساً ، ومتنبئاً مثيراً يمتلك قوى الشفاء ، وكان يبدو من المستحيل تقريباً قتله ! فقد نجا من عدة محاولات إغتيال قبل أن يُقتل في النهاية بوحشية فائقة من قبل مجموعة من المتآمرين .


راسبوتين في السنوات الأولى


التاريخ الدقيق لحياة "جريجوري يفيموفيتش راسبوتين" غير مؤكد ، ولكن يُفترض أنه قد ولد في أواخر الستينيات من القرن التاسع عشر ، كان طفلاً لعائلة فلاحية تعيش في سيبيريا ، ويبدو أنه كان فتى غير متعلم ، لأن عائلته لم يكن لديها المال أو ربما الرغبة في إرسال الشاب راسبوتين إلى المدرسة ، ووفقاً لبعض المؤرخين لم يتعلم راسبوتين أبداً القراءة والكتابة ، لكن المؤلف "كولين ويلسون" الذي كتب كتاب "راسبوتين وسقوط الرومانوف" يذكر أن راسبوتين قد علّمه والده أساسيات القراءة والكتابة ولكنه كان "قليل التعليم" و كان يكره الإنضباط و يفضّل الصيد أو السباحة أو السير في الغابات على الجلوس على مقاعد الدراسة أو قراءة الكتب ، وعندما إلتقى بـ براسكوفيا دوبروفينا كان جديراً بالزواج بها لأنها قد أعجبت به بما يكفي وولدت له خمسة أطفال ، على الرغم من أنه قد مات إثتين منهم ، وكان راسبوتين مسانداً لـ أولاده  وكان يحثهم على العمل في مزرعة العائلة في السنوات الأولى من زواجه بـ براسكوفيا ، ولكن إهتمامه بالدين والسياسة هو الذي قد دفعه إلى الشهرة ، وفي النهاية إلى حتفه .


هل كان راهبًا ؟ أم أن الدين قد سيطر على حياته


على الرغم من أن "راسبوتين" كان يُشار إليه على أنه كان رجلاً مقدساً صوفياً وراهباً مجنوناً
قضى عدة أشهر في حالة من الإنعزال في دير ديني قديم ، إلا أنه لم يأخذ الوعود النهائية ليصبح راهباً معتمداً ، وقام بعدة رحلات إلى الأراضي المقدسة وبحث عن الزعماء الدينيين من خلال بحثه عن الله ، وقد أثرت شخصيته القوية وجاذبيته على العديد ممن سمعوه ، كما نمت شعبيته وكان لديه عدد كبير من الأتباع في نهاية المطاف ، لدرجة أنه بدأ ببناء كنيسة صغيرة حتى يتمكن من التدريس والوعظ بكل سهولة في كنيسته الخاصة ، لكن نظرته إلى الدين أصبحت ملتوية قليلاً وقد تغيرت ، فقد كشف "كولين ويلسون" أن راسبوتين لم يعد مُهتماً بالنُسك الدينية وفكرة الحج والتقرب إلى الله في السنوات الأخيرة من حياته .


لقاء راسبوتين مع عائلة القيصر - وقوى الشفاء


إستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن يلفت "راسبوتين" إنتباه العائلة المالكة في روسيا ، حتى جاء عام 1903 عندما أصبح راسبوتين معالجًا شهيرًا وإيمانياً معروفاً وانتشرت الكثير من الأخبار والشائعات أنه كان يمتلك قوى للشفاء غير عادية ، حيث كان قد شفى كلب العائلة لأحد أقارب القيصر الروسي نيكولاس الثاني 1868 - 1918 وانتشرت الأخبار حول هذا المتصوف الإستثنائي حتى قرر القيصر الروسي في عام 1905 دعوة "راسبوتين" للإنضمام إلى بلاطه الملكي ، فقد كانت عائلة القيصر لديها طفل مريض يعاني من الهيموفيليا ، وكان من المؤكد أن "راسبوتين" يُمكن له أن يساعدهم على علاج هذا الطفل المريض ، وعندما عُرض الطفل على راسبوتين قال لهم أنه يجب إيقاف الأسبرين الذي كان يتناوله الفتى الصغير ، وقام بالركوع والصلاة من أجل الصبي ثم وضعه على يديه ، واستخدم طباً شعبياً خاصاً لمعالجته ، وبعد أيام قليلة تحسنت بالفعل صحة الطفل وشفي في نهاية المطاف ولم يكن للقيصر وزوجته إلا الإعجاب والثناء والإمتنان على راسبوتين ، وطلبوا منه البقاء معهم على المدى الطويل ، وعند ذلك أصبح راسبوتين صديقاً مقرباً جداً لعائلة القيصر ، ووجد الزوجان الملكيان الراحة من مشورته ونصائحه ، وفي المقابل أحاطت بـ راسبوتين الكثير من الأحقاد من قبل الناس الغيورين من أصحاب النفوس المريضة لدرجة أنه تم إعداد عدة مؤامرات لقتله والتخلص منه ، فكما نعرف أنه غالباً ما تسير الشهرة والغيرة جنباً إلى جنب ، ولم يكن راسبوتين في مأمن من هذه الحقيقة .


المؤامرات والأحقاد

عندما أصبح تأثير "راسبوتين" على العائلة الملكية واضحاً ، سيطرت الغيرة حتى على قادة الكنيسة والمسؤولين الحكوميين ونخبة المجتمع ، وبسبب هذه الغيرة كان هناك العديد من القصص المُحيطة بـ راسبوتين والتي قد تكون أو لا تكون صحيحة ، فقد أصبح راسبوتين فجأة هدفاً لكل الإتهامات المُحتملة ، فقد قيل أنه كان عضواً في جماعة "الخيليين" وهي مجموعة تعتقد أن التقرب إلى الله يتم بممارسة الفسوق والجنس والخطايا الأخرى ، ولكن إبنته "ماريا" قد دحضت هذا الإتهام وقالت أن والدها كان يرفض هذه الطائفة ولا يحب طريقة تفكيرهم على الإطلاق ، إحدى الشائعات الشريرة الأخرى التي كانت تحيط بـ راسبوتين أنه كان على علاقة غرامية مع زوجة الملك ألكساندرا ! وكانت الشائعات والإتهامات الأخرى تتضمن خيانته لـ روسيا والتأمر مع الألمان ،  فلم يكن هناك نهاية لتلك الإتهامات الموجهة إلى راسبوتين ، ومدى صحتها يصعب تحديده إلى اليوم ، ولم يثبت أي شيء منها إطلاقاً .

مقتله

على الرغم من عدم وجود معلومات دقيقة حول هذا الموضوع ، إلا أن مُعظم المؤرخين إتفقوا على أن مجموعة من المتآمرين بدأوا في التخطيط لـ مؤامرة من أجل قتل المتصوف الروسي ، أحد الشخصيات الرئيسية في مؤامرة الإغتيال كان الأمير "فيليكس يوسوبوف" 1887 - 1967 الأرستقراطي الروسي الذي كان متزوجاً من إبنة أخت القيصر "نيكولاس الثاني" فعندما نجا "راسبوتين" من عدة محاولات إغتيال ، شعر الناس بالخوف من أن هذا الرجل المقدس في خطر بينما يجب أن يكون خالداً ! لكنهم كانوا مخطئين ، في كتابه "مقتل راسبوتين : حياة وموت غريغوري راسبوتين" يصف المؤلف "أندرو كوك" كيف تم دعوة راسبوتين في ليلة 29 ديسمبر عام 1916 إلى بعض الأصدقاء المتآمرين الذين أرادوا قتله ، وقد أعطى الأمير "يوسوبوف" وإبن عم القيصر الأول الدوق "ديمتري بافلوفيتش" الأمر لدس السمّ في طعام راسبوتين ، لكن ذلك لم يؤثر عليه ، فقد أكل جميع الكعك المسموم وشرب كأسين من النبيذ المسمومة أيضاً ولم يحدث له شيء على الإطلاق ، حتى إستخدم المتآمرون القتلة النار من أجل إغتياله ، ونجا راسبوتين أيضاً من تلك المحاولات على الرغم من أنه كان قد أصيب بجروح بالغة ، فقد كان راسبوتين يعلم أن الموت أمر لا مفرّ منه ، حتى توفي في قصر مويكا وقام قاتلوه بلف جثته بسجادة وألقوا بها نهر نيفا ، حيث تم إكتشافها بعد ثلاثة أيام ، وعند فحصها من قبل الطبيب الشرعي وجد أن "راسبوتين" كان لديه ماء في رئتيه ، وكان على قيد الحياة في الوقت الذي ألقي به في الماء ! وذهب هذا المتصوف الروسي الغامض والعظيم إلى العالم الآخر ، لكن صوته كان يُمكن سماعه من خلال نبؤته الشهيرة ، فقبل وفاته بأيام كتب إلى القيصر يقول : "إذا قتلني رجال عاديون ، فستحكم أنت وأطفالك روسيا لقرون قادمة ، أما إذا قُتلت من أحد أقاربك ، فسوف يتم قتلك أنت وعائلتك على يد الشعب الروسي" .

وقد تحققت نبوءة "راسبوتين" بعد 15 شهراً فقط ، حيث قُتلت عائلة القيصر بأكملها ، تم قتل القيصر وزوجته وجميع أطفالهم على يد الناس أثناء الثورة الروسية ، فهل كان "راسبوتين" ساحراً شريراّ مهووساً بالجنس والسلطة كم روج أعدائه ؟ أم أنه رجل متصوفاً صالحاً كان قد أسيء فهمه ؟ فقد كانت حياته ملونة ، وشخصيته الجذابة أسرت الناس ، وكتبت عنه المئات من الكتب والمئات من القصص والروايات ، ولكن كل ما كتب عنه لا يُمكن أن يكون حقيقة مطلقة ، فلا أحد يعرف قصته أو شخصيته الحقيقية ، فقط من خلال إحساسك وحدسك وخيالك الخاص يُمكن أن تخلق صورة خاصة بك عن هذا الشخص التاريخي المثير للجدل الذي لا يُمكن أن يُنسى .

 إعداد : كاترينا ماردنيان
Copyright©Temple Of Mystery

 

التعليقات

Olave 2019-02-10 17:12:40

لا ننسى ان التاريخ غير منصف غالبا ,, خاصة اذا تم كتابته بأيدي غربية وقد يكون قد تم ظلم هذا الانسان كما تم ظلم الكثير غيره

عربي 2019-02-09 22:55:09

من خلال القراءة والاطلاع على العديد من الكتب والصفحات الاكترونية استنتجت التالي : ان سبب وضع الاساطير الغريبة العجيبة عن هذا الرجل هو اولا : كان سبب او احد اسباب الثورة على القيصر الروسي رومانوف (الانجليزي الاصل) وهذا بطبيعة الحال لا يعجب الانجليز والذين صوروا الرجل على انه اصلا من غير البشر بل هو نوع من الوحوش الشيطانية وكما هو معروف عن عدم نزاهة الانجليز في عدائهم ضد من خالفهم ,, حيث يجندون كل ما هو ممكن وما هو غير ممكن في تحويل صورة من يخالفهم في اعين العالم بحيث تبدو تلك الصورة عبارة عن شر محض , وعليه فللانجليز دور كبير بالتامر على راسبوتين وقتله ثانيا : في احد المصادر قرأت انه لم يكن مؤيدا لدخول روسيا بالحرب مع انجلترا ضد المانيا , حيث يرى انه من غير المجدي استنزاف اموال روسيا في حرب غير ضرورية بالنسبة لروسيا , وكذلك هذا لم يكن ليعجب الانجليز بالتأكيد وقد يكون هو ما ادى الى التامر عليه واي كان السبب فهو لم يكن ذلك الوحش الاسطوري الذي يتم تصويره عليه , وهو بالتأكيد ليس بالسوء الذي يتم تصويره لكن الويل لمن كرهه الانجليز .

رضوان 2018-08-28 10:08:14

مرحبا كاترينا ... مقال جميل و سرد مميز لموضوع حقيقة محير و لشخصية غامضة .. و يبقى للتاريخ أسراره الشيقة دمتم دائما متألقين

Jawad ali 2018-08-10 19:50:46

Great article miss katharina thank you

محمد القاسم 2018-08-10 15:21:22

ع العموم شكرآ لاجتهادك على المقال أخت كاترينا .... الاختلاف لا يفسد للود قضية

سامر 2018-08-09 16:35:33

احسنتم ، موضوع جميل

كاترينا ماردنيان 2018-08-09 02:08:29

شكرا جاكلين والاخوة القراء، اخ محمد قاسم ، انا كتبت القصة الحقيقية مختصرة كما هي مع بعض الافتراضات ، الصيغة المختلفة للموضوع جعلتك ترى ان الظالم مظلوم والمظلوم ظالم ،،لا اكثر ولا اقل ، شكرا الك

جاكلين 2018-08-09 01:57:08

موضوع رائع ,, أنا بميل لنفس اعتقادك ست كاترينا ,,, شكرا كتير

محمد القاسم 2018-08-09 00:53:09

يا كاترينا انت حرفتي المقال أو القصة وخليتي الظالم مظلوم والعكس صحيح

خالد 2018-08-07 22:24:37

موضوع رائع اختصر كل المواضيع التي تحدثت عن الراهب راسبوتين

محمد التميمي 2018-08-07 22:23:48

لا ارى فيه جاذبية وجهه خبيث

ماجد 2018-08-07 22:23:09

شخصية شريرة

نواره 2018-08-07 22:19:46

شرير وداعر ومدعي القداسة

سامح 2018-08-06 23:57:46

موضوع جميل

عبد العزيز 2018-08-06 18:22:00

فعلا على الغالب مثل هذه الشخصيات يصعب الوصول للحقيقة خاصة اذا كانوا محاطين بالأعداء الذين يزورون التاريخ

محمد حسن 2018-08-06 18:10:55

رائع ,, وعودا حميداً سيدة كاترينا ،، أنا ارى أنه قد اسيئ فهمه

إضافة تعليق على المقال



تنبيه : اكتب تعليقك مع احترام الرأي وتجنب الاستخفاف ضد أي معتقد أو دين أو طائفة أو تمييز ضد المرأة أو إهانة للرموز العلمية والثقافية أو التكفير أو الاستهزاء من فكر أو شخص .


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق

مشرف الموقع : تم تدشين هذا الموقع الخاص بالماورائيات والظواهر الغامضة التي تخرج عن حدود التفسير من أجل كل المهتمين في العالم العربي خصوصا ، وهو سيكون منبرا لكل من يجد في نفسه القدره والشغف على البحث والتحقيق في مثل هذه الظواهر ، نحن لسنا من أنصار الخرافات والاساطير ولكن طالما كان البحث العلمي مصدرا للمعرفة لكي نفهم ونعلم والله وحده أعلم . رامي الثقفي
تصميم و برمجة : يونيك اكسبيرنس لخدمات المعلومات المتكاملة