وجهات نظر : العنقاء
كثر اللغط وصرنا ننسج أساطيراً بعقولنا على أصل أسطورة تناقلتها الألسنة ، وبدلاً من التفكر وإيجاد الحلول صرنا نردفها إلى عالم الغيب والمجهول ، إن الخطأ كل الخطأ أن نقول أن العنقاء هي طائر الرخ ، فلم ولن تكن يوماً العنقاء هي الرخ حتى وإن تحدث الأقدمون وانخدع القادمون ، حتى هم لم يقفوا على خط استواء ليفصلوا بين الرخ والعنقاء فالرخ رخاً والعنقاء عنقاء.
بعد أن خلق الله الديناصورات وتباينت أنواعها وأشكالها خلق الله أنواعاً من الأحياء تمثل حلقات إنتقالية تجمع في صفاتها بين عديد من الأحياء ما بين كائن سابق ومابين كائن لاحق ببعض الخصائص السابقة ، فلما خلقت الطيور لم تكن طيوراً بالمعنى المتعارف عليه وإنما ديناصورات طائرة ولها بعض صفات الطيور اللاحقة في الخلق مع الريش والمنقار.
فكانت البدايات في كائن يدعى ببروتوافيس ديناصور طائر صغير الحجم نسبياً ثم أتى نوع آخر اسمه الأركيوبتركس وهذا هو مايهمنا فذلك الطائر كان حلقة وصل في مرحلة التخليق الإنتقالي من ديناصورات إلى طيور إذ أنه مختلط الصفات ما بين ديناصور بحراشف جلدية ومابين طائر بريش ولكن مايهمنا ايضاً هو ديناصور آخر يدعى الديناصور العابر للقارات لأنه تم خلقه في مرحلة متأخرة بعد الأركيوبتركس وكان بزوائد عظمية وغضروفية في أجنحته أشبه بحراشف ديناصور يدعى "ستيجوصورص" تلك الحراشف التي كانت مابين زوائد غضروفية أو عظمية يتم كسوتها بطبقة غليظة جداً من الجلد وأحياناً أخرى عبارة عن طبقات كيراتينية متراكبة بطريقة غليظة جداً وشديدة الصلابة على الرغم من كونها جلد ولكنه جلد بطبيعة متراكبة شديدة الثخانة والغلاظة ، إذاً فلنضع عدة نقاط نسير على خُطاها ، أولاً الزوائد الغضروفية المكسوة بالجلد السميك على أطراف جناح الطائر ، ثانياً تباين الأنواع المتلاحقة ، فكم طائفة من تلك الطيور البدائية ذوات الأشكال والصفات المُتباينة ، ولكنها جميعاً تتلاقى في الجمع بين صفتين من صفات الكائنات الحية ، أي مابين الزواحف وما بين الطيور .
العنقاء وأنواعها
ولنعد إلى العنقاء ، بعد إنقراض الديناصورات واقول "إنقراض" وليس اختفاء ، ظلت الأنواع التي بقيت تجوب الأرض مابين طائر وزاحف وتعددت مرة أخرى انواعها بناء على تحورات جينية إلى إخراج طائر النار الأعظم وهو الذي سمي بالعنقاء في أرض العرب ، والفينيكس بلسان الإغريق وليس أرض الإغريق ، فإنهم أول مارأوه في أرض الفينيقيين ، وبعد ذلك تعددت أنواعه وصارت أربعة أنواع رئيسية ذكرتها حضارات وديانات الشرق الأقصى والأوسط بل وحضارات الأزيتيك والزوبتيك والتولتيك والمايا القديمة ، وعنقاء أرض آسيا الوسطى ، عنقاء أرض أوروبا ، عنقاء غرب آسيا وإفريقيا ، عنقاء المايا القديمة ، وكانت عنقاء آسيا الوسطى هي أكبرهم وأعظمهم وأضخمهم وكانت في يوم من الأيام فتنة للبشر وذكرت في الديانات القديمة وبالأخص في أرض أذربيجان ، ولا يذهب عقل القارئ بعيداً فليست العنقاء كما قلت هي "الرخ" أبداً ، أما عنقاء غرب آسيا وإفريقيا وكانت اكثرهم جمالاً وبهاء وزهاء وكانت بألوان فائقة الجمال ، عنقاء أرض المايا كانت كبيرة نوعاً ما وبحجم النعام ولكنها كانت قادرة على الطيران بأسلوب اكثر سهولة من غيرها ، عنقاء أرض أوروبا تباينت الأوصاف في وصفها ما بين ضخم هائل مثل عنقاء وسط آسيا ومنهم من قال أنها صغيرة مثل عنقاء غرب آسيا وإفريقيا ، ثم ماذا ؟ نأتي لتفنيد الأسطورة التي ذكرت أن العنقاء كان يحترق ويولد من جديد ، هذه الأسطورة حقيقة بكل حرف قيل فيها ولكن مهلاً ، فكل شيء خلقه الله لا يتم إلا بالعلم وله آلية خاصة ولكن لغياب المشاهدة العينية والعلمية قديما أرجأناها إلى الأسطورة والخيال بدون تتبع علمي ، فأين العلم من كل هذا ؟
في كل ما كان يحدث ، سنرجع مرة أخرى إلى تلك الزوائد الغضروفية أو العظمية التي كانت بمقدمة أجنحة الطائر والتي كانت مُغطاة بطبقات جلدية غليظة والتي كانت تتناثر على جسمه حتى ذيله ، تلك الصفائح إن جاز التعبير كانت تحتوي بأسفلها على حويصلات تحتوي على مادة أشبه بالفوسفور الأبيض وكانت تغطيها تماماً تحت ضغط معين بحيث لا تسمح للهواء بدخولها ابداً ، وكانت تلك الحويصلات موجودة ايضاً تحت رؤوس الريش التي تخرج منها الريشة الخاصة به ، وفي وصفها في الميثيولوجيا الدينية وليست الشعبية ، وأقصد بها أديان الشرق الأوسط القديمة ، ذكروا عمرها الطويل الذي يتعدى الخمس قرون أو العشرة قرون فهل هذا حق ؟ وهل ممكن هذا ؟ نعم ممكن ، أو لم يكن يعيش الإنسان نفسه أكثر من ألف عام في زمن من الأزمان ؟ ولا زالت السلحفاة حتى يومنا هذا أعمارها تتراوح مابين الـ200 الى 600 عام وذكرو عنها أنها تبيض بيضة واحدة بعمرها وبدون تلقيح لها ابداً ، فلم تكن يوما ما أنثى او ذكر ، بل كانت كائن ذي كيان مستقل وهذا الذي لم يذكر في المثيولوجيا الشعبية وذكر بأديان من سبقونا من البشر وما أكثرها ، فهل هذا ممكن ، هل من الممكن أن تبيض بيضة ويخرج منها جنين كامل وبدون تلقيح ؟
نعم ممكن ، انظروا إلى طيور الببغاء والمينا الذي يخرج بيضاً بدون أي تلقيح ، وانظروا إلى عالم الحشرات وأشهرها النحل الذي يبيض ويخرج اناثاً بلا تلقيح ، وذكورا إذا ما تم التلقيح ، وغيرها من الحشرات ، وهذا لتقريب الصورة ، ثم لنأتي مرة أخرى الى مادة الفوسوفور الأبيض الذي كانت تحتويه حويصلات خاصة تحت الزوائد والصفائح الغضروفية والعظمية المغطاة بالجلد السميك ، تلك المادة في أصلها مادة عضوية بيضاء مصفرة جيلاتينية تشتعل فور إتحادها بالهواء الخارجي حيث تتحد بالإكسوجين وتتسبب في احتراق هائل لكل مايقابلها من عظم ولحم فهي لاتبقي ولا تذر ، سيقول قائل مادة مثل تلك كيف تحتويها حويصلات الطير ولا يحترق بها ؟ وأجيب عليه لأقول وكيف لمعدة التمساح أن تحتوي على حامض الهيدروكلوريك ولا يؤذيها ؟ وكيف تحتوي معدتنا على حامض الهيدروكلوريك ولا يؤذينا ؟ بالطبع ذكرت التمساح لأنه من عالم الحيوان الذي له صلة وثيقة بعالم الديناصورات فهو من بقاياها التي تحيا بيننا فعالم الزواحف القديم كان مليئاً بالأعاجيب ، وعلى كل ، فإن الإجابة تكمن في الخلايا الخاصة المبطنة لمعدتنا ومعدة التمساح والتي جعلها الله لا تتفاعل معها ابداً ، وبالطبع كذلك الحال مع موضوعنا ، فما الداعي لذكر مادة الفوسفور الأبيض وعمر الطائر الطويل والجلد السميك الذي يغطي المادة بحويصلاتها والريش الذي يحوي أسفله تلك الحويصلات ؟
أن الإجابة تكمن في التسلسل الذي يحدث مع حياة الطائر ، إذ انه يعمر طويلاً جداً ويسكن بالأعالي فوق قمم الجبال ، وعمره الطويل وتعرضه الدائم للشمس وحرارتها وتغير درجات الحرارة تباعاً فوق قمم الجبال هو الذي يفنيه ، كيف هذا ؟ حيث أنه بعمره الطويل ، يفقد بعض من ريشه وتتكشف الصفائح الغضروفية المغطاة بالجلد السميك أكثر وأكثر وتظل تلك المناطق من جسمه عرضة للشمس وحرارتها وتقلبات الجو إلى أن تتشقق ونهترئ ، وما أن تهترئ إلا وتظهر الحويصلات الحاوية لمادة إفنائه ، وهي المادة التي يعتقد انها الفوسفور الأبيض أو مادة شبيهة لها ، لاحتوائها على مادة الفوسفور سريع الإشتعال ، ما أن تتفتح الحويصلات وتتعرض تلك المادة للهواء إلا وتبدأ عملية الإحتراق الكامل له احتراقاً لا هوادة فيه ، حيث يذوب العظم واللحم ولا يبقى منه إلا الرماد .
علاقة خلق العنقاء من جديد بالبيضة والدودة ؟
ما علاقة بعث العنقاء من جديد بالبيضة والدودة المزعومة وكيف يبعث من جديد هو لا يبعث من جديد ! في الحقيقة الأمر يتعلق بنبات المر وكيس المح الذي يلفه وقت خروجه من البيضة إذ دوماً ماكانت تلك الطيور العملاقة تأخذ من نبات المر عشاً لها فهو يفرز مادة غروية لزجة راتنجية تساعد على سرعة الإشتعال ولهذا بالتتبع العلمي وراء أسطورة انه يخلق من جديد فلا بد أن نعلم التسلسل الذي يتم إذ تكون البيضة في عش من نبات المر ، بينما هو يحترق لتنتهي حياته الى الأبد ، في أثناء تلك الفترة من الإحتراق ، يبدأ نبات المر هو الآخر في الإحتراق فيذيب الطبقة الخارجية من البيضة فيتمخض عنها كيس المح الذي يحوي الجنين الجديد ، ويكون أشبه بدودة ملتفة على نفسها ، ستبدأ في النمو والإزدهار من جديد لتكون طير العنقاء فيما بعد .
Copyright©Temple Of Mystery
التعليقات
اهناك احتمال ان يكون هذا الطائر حقيقى واذا كان فاين يعيش اتمنى ان يكون حقيقيا واراه
شكراً جزيلاً د. أحمد على هذا المقال الرائع ... أعتذر عن السهو في التعليق السابق ...
مااا اجملها العنقاء لاكن للاسف 3 لا وجود لهم و هم العنقاء والغول والخل الودود اي {الصديق الوفي }
دوما تنير عقلنا بمعلوماتك استاذ احمد اتمنى ان نقرا جديدك باقرب وقت
نحن وكاتب المقال لا نعتقد أنها خرافة ، أما القول المشهور " المستحيلات الثلاثة : الغول والعنقاء والخل الوفي " فهو من بيت شعر لشاعر عراقي وهو ليس بنبي ولا رسول ... ولهذا تم هذا البحث والتفصيل العلمي عن العنقاء التي نعتقد بأنها حقيقة وليست مجرد أسطورة تناقلت عبر الأجيال.
و لكن العنقاء خرافة -_-
مقال حلو و صور حلوة ولكن هذا الطائر غير حقيقي
شكراً إلياس ، يسعدنا وجود مهتمين من لبنان في هذه العلوم وبالأخص ما وراء الطبيعة
من أول ما نظرت الى صفحتكم جذبتني لمستواها الراقي ولمواضيعها (غريب حرف العين غير موجود) و هذه المواضيع تهمني وتلفت نظري ولا يوجد مثل أو أسطورة الا ولها قصة تاريخية تخبرنا اياها في كلمتين أو مثل أو اسطورة فوفقكم الله تعالى و الى الأمام و أطيب التمنيات
لك جزيل الشكر عزيزي الكاتب
من العطايا التى انعم الله بها علينا انه اعطانا مفكرين مثثلك ايها الكاتب
العنقاء طائر خرافي وليس له واقع يعطيك العافية كاتب المقال
مقال مميز ووجهه نظر فريده من نوعها ...رائع ومدهش انت ايها العبقري ...لك مني فائق الاحترام. .
واو حقا موضوع رائع واعتقد انه حقيقي لانه ذكر في القران بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم .وخلق مالا تعلمون .صدق الله العظيم وايضا قال تعالي بسم الله الله الرحمن الرحيم . وما اوتيتم من العلم الا قليلا .صدق الله العظيم اكو مخلوقات واماكن لحد الان العلم مكتشفها سبحان الله الخالق البديع