طبعات الأقدام العملاقة في معبد عين دارا
المتابعون لصفحة موقع معبد الغموض على فيسبوك يعرفون أنه قد نشر على صفحته في 28 أكتوبر الماضي منشوراً صغيراً عن معبد "عين دارا" في سوريا الذي تقع فيه ثلاثة آثار لأقدام عملاقة محيرة جداً ، والمؤمنين بوجود العماليق يعتبرون أنها تمثل دليلاً دامغاً على وجود العماليق في العصور القديمة على الرغم من أن الهدف وراء تلك الآثار للأقدام العملاقة لا يزال لغزاً غير مفهوماً لعلماء الآثار والأنثروبيولوجيا .
معبد عين دارا
هذا المعبد الرائع والمُسمى "عين دارا" يقع في شمال غرب حلب ، و هذا المكان كان قد جذب الإنتباه في عام 1955 عندما تم اكتشاف أسد ضخم من البازلت عن طريق الخطأ في ذلك الموقع ، وقد تم التنقيب و الحفر في المعبد في وقت لاحق بين عامي 1980 و 1985 وكثيراً ما تمت مقارنته مع معبد "الملك سليمان" المذكور في الكتاب المقدس ، وفي الواقع هناك أوجه من الشبه الملفت بين معبد عين دارا في سوريا و المعبد الموصوف في الكتاب المقدس ، و على الرغم من أن معبد عين دارا يُشارك معبد الملك سليمان العديد من الميزات إلا أنه من غير المرجح أنه كان نفس المبنى ، حيث أن معبد عين دارا يقع في شمال سوريا و يُعتقد أنه قد بُني حوالي 1300 سنة قبل الميلاد بينما أن معبد سليمان يُعتقد أنه قد دمر على يد نبوخذ نصر في حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد ، وبغض النظر عن ذلك نجد أن معبد "عين دارا" كان قد أقيم على منصّات صناعية ضخمة و مرتفعة عن سطح الأرض ويحتوي على تماثيل وتصاوير رائعة و مختلفة لعدد من الحيوانات المُجنحة وتماثيل تشبه أبو الهول ولوحة بازلتيه تمثل الآلهه "عشتار" ويوجد باحة مُبلطة بالحجارة البازلتية والكلسية في المعبد وبينها وبين مدخله درج مرتفع وعلى جانبيه شُرفتان تُزينها الأعمدة وعلى جانبيها أسدين ووراءها ضريح مرتفع أو ما يسمى بقدس الأقداس ، كما أن هناك سلسلة من الغُرف المتعددة التي كانت تخدم وظائف مختلفة ، و بطبيعة الحال يزين الجدران الداخلية للمعبد تصاميم هندسية مُزخرفة و عدد كبير من النقوشات المنحوتة والتصاوير النادرة للأسود و عدد من المخلوقات الأسطورية الأخرى ، وفي الواقع يوجد إختلاف واضح بين الأوساط العلمية على الإله الذي سُخّر من أجله هذا المعبد ، على الرغم من أن الكثيرون يعتقدون أنه كان مُخصصاً لنجمة الصباح الآلهة "عشتار" إلا أن آخرون يعتقدون أن صاحب المعبد هو الإله "بعل" و بغض النظر عن صاحبه فإن معبد عين دارا لديه العديد من الميزات الهيكلية الجميلة التي لازلت موجودة بما في ذلك أسُس الأحجار الجيرية وكُتل البازلت وطبعات الأقدام العملاقة التي نلقي الضوء عليها اليوم ، و مع شديد الأسف أن المعبد قد فقد الكثير من بناءه و شكله الحقيقي الذي كان عليه منذ مئات السنين .
طبعات الأقدام العملاقة
على الرغم من جمال وروعة المعبد وما يحتويه من تصاميم للعديد من المخلوقات الغريبة و المثيرة للإهتمام كالأسود والثيران المُجنحة على حد سواء وعدد من الأنواع الأخرى من المخلوقات الأسطورية لكن لا شك أن لكل أسطورة أساس كما نقول ونكرر دائماً ، ونرى أنه لم يتم نحت وتخليد تلك المخلوقات على الصخور البازلتية ترفاً أو عبثاً ، يكفي أن نعرف أن النبي "حزقيال" كان قد تحدث عن مخلوق بجناحين رآه يجّرُ مركبة تسير فوق نهر الخابور القريب من تلك المنطقة وقال أن له رأس إنسان وأقدام عجل وجسم أسد ، حزقيال 1 : 14-1 ومع أن هذا الأمر مثير للإهتمام بحد ذاته إلا أن ما يُهمنا في هذا الموضوع بالدرجة الأولى هي "طبعات الأقدام العملاقة" المُحيرة جداً عند مدخل المعبد ، فهناك كما ذكرت أعلاه زوج من آثار أقدام عملاقة على بعد خطوتين من مدخل المعبد يبلغ طولها حوالي متر واحد ، و هناك زوج آخر من آثار الأقدام العملاقة ليس ببعيد عن الأول و المسافة بينهما حوالي 30 قدماً فقط ، ووجود تلك الأقدام العملاقة بالقرب من مدخل المعبد جعل البعض يتكهن أن إله المعبد كان عملاقاً ! حتى أن بعض علماء الآثار مُقتنعون أن هذا النحت أو الطبعات في معبد عين دارا صُممت للتذكير على وجود آلهة من هذا النوع في تلك الفترة الموغلة في القدم وأن ذلك النحت كان تصويراً مُبدعاً لذلك النوع من الآلهة ، في الواقع كل شيء وارد و مُحتمل فلست أرفض فكرة وجود العماليق ، فحتى لو كان خيال الإنسان القديم جامحاً لماذا قام بنحت وتصوير تلك الأقدام كبيرة بهذا الشكل لولا وجود شيء ما كان يُشير إليها أو على الأقل شيء ما كان يُحفز العقل إلى صنع ذلك ، مع الأخذ في الإعتبار أننا نتحدث عن تصوير ونحت لطبعة قدم عمرها آلاف السنين ، في الختام تبقى هذه الأقدام العملاقة في معبد عين دارا لُغزاً حقيقياً ، فربما أنها كانت تُشير إلى أن أجدادنا كانوا قد شهدوا كائنات عملاقة أو ضخمة الحجم في ذلك الزمن القديم .
إعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery
التعليقات
شكرا لكم على المواضيع الشيقه ، اعتقد انالعمالقة كانوا موجودين وايضا الحيوانات الاسطورية في الماضي
اسم يعقوب ينتسب من سولاف
ذكر التاريخ أن الكنعانيين في بلاد الشام كانوا من العماليق ،، شكرا على الموضوع الجميل
موضوع جميل جدا
Fallen Angels ?
فعلا محيره وغريبة وأنا أصدق بوجود العماليق
الله اعلم
مشوق
هل هذا العملاق كان جالوت الذي حاربه وهزمه نبي الله داود ؟ شكرا على المواضيع الشيقه
فعلا موضوع مهم ومحير
أنا مؤمن بوجود العماليق وقوم عاد كانوا عماليق
موضوع جميل أشكركم على تسبيط الضوء في المواضيع الاخيرة على المناطق العربية
موضوع مهم وجميل حدا