السُمّ الشيطاني : سحر الكو الصيني
سحر الكو
شرح الباحث "وانغ لينغ" في كتابه cience and Civilization in China: History of Scientific Thought عن سحر الكو ، وقد تحدث عن كيفية إعداد هذا النوع من السحر ، وأنه وفقاً لتقاليد الكو القديمة يتم إعداد السُم عن طريق وضع العديد من الحشرات السامة في وعاء مُغلق والسماح لها بالبقاء هناك حتى تأكل بعضها البعض ، والحشرة الباقية يستخرج سُمها ويُلقى عليها السحر وتتحول إلى "شيطان" أو "روح" ويصف الباحث المُمارسات المُعاصرة لسحر الكو في مقالته "السحر الأسود في الصين" التي تم نشرها في مجلة الجمعية الشرقية الأمريكية حيث يقول : "في الوقت الحاضر يسُتخدم الكو في المقام الأول كوسيلة للحصول على الثروة ، ثانياً كوسيلة للإنتقام ، وتكون الطريقة بوضع الثعابين السامة والحشرات معاً في وعاء مُغلق حتى تأكل الحشرات بعضها البعض ، و الحشرة الباقية هي ما يسمونها بالـ كو ، ومن ثم يتم إعطاء الكو للضحية الذي سيصبح مع مرور الوقت مريضاً ومن ثم لا بديل عن الموت" و يقول أن الأفكار المُرتبطة حول الكو تختلف وليست واحدة ، ولكن الكو يُعتبر عموماً بمثابة "الروح" التي تؤمّن ثروة الضحية للساحر ، ويعتقد أن أولئك الذين يصنعون الكو بأنفسهم يصبحون بعد مماتهم تلك الأرواح أو الروح التي تُستدعى في صناعة الكو ، أما أشباح أولئك الذين ماتوا من السُم فيصبحون بمثابة الخدم ، و في القرن الرابع الميلادي كانت مُمارسة الكو مهنة مُربحة ولكنها خطرة ، و يذكر الباحث أنه في مقاطعة يونغ يانغ كان هناك عائلة تسمى عائلة لياو كانت على مدى عدة أجيال تمارس سحر الكو فأصبحت من العائلات الثرية ، وفي وقت لاحق تزوج أحد الأبناء من تلك العائلة واحتفظت العائلة بذلك السرّ عن الزوجة ، وفي إحدى المُناسبات خرجت العائلة ما عدى الزوجة الجديدة التي بقيت مسؤولة عن المنزل ، و فجأة لاحظت أن هناك مرجل كبير في المنزل لفت نظرها وقامت بفتحه ، وعندما فتحته وجدت بداخله ثعبان أسود كبير ينظر إليها ، فأسرعت في سكب الماء المغلي في المرجل وقتلت هذا الثعبان الكبير ، وعند عودة العائلة من الخارج أخبرتهم بحُسن نية بما وجدت في داخل المرجل وكيف قتلت الثعبان الكبير ، حينها غضبت العائلة غضباً شديداً ولم يمض وقت طويل إلا و توفي جميع أفراد العائلة بالطاعون .
إستدعاء روح الوصي
كان النساء الصينيات في القرن التاسع عشر يستخدمن "سحر الكو" بشكل متكرر ، و يُقال إنه في اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم الصيني يذهبن النساء إلى أحد الجبال وينشرن ملابس جديدة وأغطية رأس على الأرض ويأخذن أوعية مليئة بالمياه ويضعنها بجانبهن ، ومن ثم يقمن بالرقص والغناء وهنّ عاريات وذلك لدعوة و إستدعاء "ملك الطب" أو "روح الوصي" وينتظرن حتى تأتي الثعابين و السحالي والحشرات السامة وتدخل في أوعية المياة التي بجانبهن ، بعد ذلك يصببن الماء في مكان مُظلم و ثم يجمعن الفطريات التي تنمو هناك و يجعلنها كالعجين ثم توضع داخل أنابيب صغيرة ويقمن بإخفائها في شعرهن ، ومع حرارة أجسادهن تتكاثر الديدان لتوليد ما يُشبه "الفقس" وبعد ذلك يتم إستخدام هذا العجين كجرعة حُبّ يتم وضعها في الطعام والشراب وتسمى "طب الحُبّ" و مع مرور الوقت يُصبح هذا العجين أو "الكو" ساماً و خطيراً على الجسد ، وعلامة ذلك أنه قد يُصاب جسد المرأة بحكة شديدة كلما سممت شخص ما ، و هذا النوع الخاص من سحر الكو كان يُستخدم أيضاً للإغواء لأنه يُحفزّ هرمون من نوع غريب للشهوة الجنسية الشيطانية .
نساء شعب المياو و كيفية التخلص من سحر الكو
على مدى قرون كان ولا يزال التعامل مع نساء شعب المياو وهي الأقلية العرقية التي تعيش في جنوب الصين وجنوب شرق آسيا بحذر شديد مع مزيج من الشك والخوف بسبب إتقانهن لسحر الكو ، و طبقاً لكتاب The Local Cultures of South and East China فإن سحر الكو يرتبط عادتاً بمهرجان "دوانوو" حيث يتوافق نظرياً مع إرتفاع درجة حرارة الصيف و يقمن نساء شعب مياو بوضع مُعظم الحيوانات السامة في سفينة بحيث تلتهم بعضها البعض ، والغريب أنه وفقاً للثقافة الصينية القديمة فإن سحر الكو قادراً أيضاً على إنتاج وإيجاد الذهب إذا تم تقديم التضحيات اللازمة ، وهناك أغنية أو ترنيمة صينية قديمة يرددنها نساء شعب المياو تقول في مطلعها : "لون الذهب يبرق أمامي من تشوه تشوين ، نضع الكو في الطعام ونُسمم أولئك الذين يأخذونه ، حتى الماء والنار والأسلحة والسيوف لا يُمكن أن تضره" وأخيراً أقول أنه في المقابل نجد أن الفلكلور الصيني قد امتلئ في مفاهيمه بالإرشادات في كيفية التخلص من "سحر الكو" ووضعت عدة طرق و استراتيجيات علاجية ، حيث أوصى الرُهبان البوذيون بالصلوات والتأمل و استخدام أساليب مُضادة للتي كان يمارسها الطب الشيطاني من أجل عمل سحر الكو ، مع وصف عدة أدوية علاجية تستخلص من أنواع مُحددة من النباتات و الحيوانات أو المعادن وكلها تعتبر وصفات فعّالة إلى حد ما ضد سُم و سحر الكو .
بحث و إعداد : ندى العمراني
Copyright©Temple Of Mystery
مواضيع ذات صلة ..
• الحيوانات واستخداماتها في السحر والشعوذة
• النباتات واستخداماتها في السحر والشعوذة
• أبرز الظواهر الماورائية في الصين
التعليقات
قيس السويدي...أنا أعني أنهم ليس لهم رادع يردعهم عن السحر ولاثقافة تشنع عليهم هذا الفعل فهو شيئ عادي عندهم أما أمة الإسلام فلا ويكفي أن السحر يعتبر في الاسلام كفرا ويقتل صاحبه فلا ترمي الكلام على عواهنه بغير بصيرة والحمد لله على نعمة الإسلام أولا وأخيرا.
موضوع جميل شكرا جزيلا لكم معبد الغموض ,,, الأخ احمد البدوي ماهو السحر موجود حتى في الاسلام والقران والاحاديث في الاسلام تحذر منه وأشد أمة تعاني من السحر الاسود هي أمة الاسلام ، و تحمد ربك على الاسلام !! يعني الاسلام مافيه سحر اسم الله
الحمد لله على نعمة الإسلام ،والشكر والتحية موصول لكم ياكتاب المعبد وزواره الكرام وسنة هجرية سعيدة
موضوع رائع ، شكرا على المجهود
حبيت المقال جدا ودائما مثل هذه الطقوس والسحر بالثقافات القديمة تملئني بالرهبة والدهشة .. وانتظر المزيد من مقالاتك
هذا من اغرب انواع السحر الدي قرأت عنه
نتمنى المزيد عن مواضيع السحر والجن من ثقافات الشعوب وأسراره .. شكرا على الموضوع الجميل
مواضيع قيمة شكرًا لكم
عجيب جدا ! هل يعقل أن بعض الأغنياء جمعوا أموالهم بسبب السحر !
موضوع رائع شكرًا على المجهود
الحمد لله انه سحر موش عربي
موضوع وائع ، عودا حميدا استاذة ندى 🌹😊
احمد البدوي ....كل الأديان لديها رادع وطرق وعلاجات من السحر وفي القرون الوسطى قتلت الكنيسة الاف السحرة بالحرق ..كفاك استشرافا