تائهة في عالم موازي
العلماء يعملون بجد لإيجاد أدلة قوية تدعم نظرية العوالم الموازية ، ومنذ وقت ليس ببعيد أعلن الفيزيائيون أنهم يعكفون على دراسة عدد من الحالات المثيرة للإهتمام عن نظرية الزمكان التي يُمكن أن تقدم أدلة على وجود الأكوان المتوازية ، و في حين أن العلم لا يزال يحاول أن يثبت وجود تلك الأبعاد الأخرى ، يُمكننا أن نضيف حالة غير عادية بهدف التحليل والتأمل لـ أولئك الذين دخلوا عن طريق "الخطأ" إن جاز التعبير إلى عوالم أخرى أو عالم موازي آخر موجود بالقرب من عالمنا أو ربما في داخل عالمنا .
فكما ذكرت هناك العديد من القصص المُثيرة للإهتمام حول هذا الموضوع وللناس الذين إختفوا فجأه ليجدوا أنفسهم في عالم آخر لا ينتمي إلى عالمهم وينتمي في المقابل إلى عالمنا ، بمعنى هل من المُمكن أن يدخل إلى عالمنا أو البُعد الذي نعيش فيه شخص ما فجأة ينتمي إلى بُعد موازي آخر أو عوالم أخرى مجهولة ومن ثم يجد أن كل شيء أصبح مختلفاً تماماً أو على أقل تقدير يجد بعض الإختلاف من حوله و يجد أشياء أخرى غير مألوفة بالنسبة له ؟ هذا بالضبط ما حدث مع "لينيا بارسيا" وهي فتاة من إسبانيا شعرت فجأة بأن كل شيء حولها كان خطأ ، و بما أن قصتها كانت غريبة جداً فإن الكثير من الناس كان لديهم صعوبة حقيقية في تصديق القصة أو أخذها على محمل الجد واعتبرها البعض فتاة مجنونة ، في الواقع من السهل جداً أن نقول أن تلك الفتاة "مجنونة" ولكن ماذا لو كانت تجربتها حقيقية فعلاً ؟ حيث أن الأطباء قالوا أن "لينيا" فتاة طبيعية تماماً ولا تعاني من أي مرض ، إذاً هذا يدفعنا للتساؤل أيضاً ، هل يُمكن أن تكون الفتاة زائرة حقيقية من عالم آخر في هذا البُعد الذي نعيش فيه ؟ و هل وقعت في الكون الموازي عن طريق الخطأ ؟ نحن لا نعلم حقيقة ولا نستطيع أن نؤكد ذلك ، ولكن يبدو أن كل شيء من المُمكن أن يحدث في هذا العالم الغامض .
بداية القصة
بدأ كل شيء عندما إستيقظت "لينيا بارسيا" في شقتها في مدريد صباح أحد الأيام ، بدا وكأنه مجرد يوم عادي آخر ، لكنها لاحظت شيئاً غريباً ، وهو أنها لم تتعرف على ملاءة سريرها التي كانت تنام عليها ، لم تفكر "لينيا" كثيراً في ذلك ، ولكن سُرعان ما لاحظت أشياء صغيرة حولها والتي كانت تشير إلى أن شيئاً ما كان "خاطئاً" ! كانت شقتها هي نفسها ، ولكن بعض الأشياء بدت كما لو أنها لا تنتمي إلى ذلك المكان ، بعض الأشياء في شقتها لم تكن موجودة في حين أن أشياء أخرى كانت جديدة عليها و لم يسبق لها أن رأتها من قبل ، إذاً ما هو الخطأ ؟ الإكتشاف الأكثر إثارة للصدمة أن صديقها الذي كان ينام معها قد ذهب ! ولم يكن ينام بجوارها ، هل تركها ؟ إلى أين ذهب ؟ في البداية إعتقدت الفتاة أن صديقها قد خرج من المنزل لقضاء شيء ما وأنه سيعود فيما بعد ، قالت أنها عندما أرادت الإتصال به لم تجد رقم هاتفه أو إسمه مُدرجاً في هاتفها ، وكانت "لينيا" مندهشة من ذلك وانتظرت عودته يوماً كاملاً ، ولكنه لم يعد إليها فاعتقدت أنه قد يكون مفقوداً ، ولكن الحقيقة المرعبة أنه عندما سألت الفتاة أصدقائها عنه لم يكن يعرفه أحد ! ببساطة لم يكونوا يعرفون من هو الشخص الذي كانت تتحدث عنه ، حتى إعتقدت "لينيا" أنها قد تكون مجنونة ، بينما أن هناك بعض الأمور الأخرى كانت طبيعية من حولها أيضاً ! فقامت بالإتصال بالشرطة وأفادت عن صديقها الذي كان ينام معها بالأمس فقط ! و قالت أنه قد يكون مفقوداً ، فكانت المفاجأة أن الشرطة قالت لها أنه لا توجد أي سجلات لهذا الشخص الذي كانت تبحث عنه على الإطلاق .
هل كانت لينيا مجنونة أم سقطت في عالم موازي ؟
لم تتمكن "لينيا" من فهم ما يحدث ، على الرغم من أنها كانت مقتنعة في داخل نفسها أنها عاقلة تماماً حيث أثبتت الفحوصات عندما زارت الطبيب النفسي أنها لم تكن تعاني من حالات نفسية أو أي مرض عقلي ، كما أنها لم تكن تستخدم المخدرات ولم تكن تشرب المشروبات الروحية على الإطلاق ، فأخبرها الطبيب أنها قد عانت من "الهلوسة" بسبب التوتر أو ضغط العمل ، فاعترضت "لينيا" على الطبيب وقالت إنها مقتنعة أن شيئاً خطيراً قد حدث وأن هناك أمور غير عادية تحدث حولها ، فقررت "لينيا" زيارة عائلتها وعندما سألت عن شقيقتها التي أجرت عملية جراحية في الكتف مؤخراً ، قال لها والديها أنه لم يحدث لها شيء من ذلك ! حيث أنكرت عائلتها حدوث أي عملية جراحية على كتف شقيقتها قبل بضعة أشهر ، فانتظرت "لينيا" إلى أن جاءت شقيقتها إلى المنزل و عندما سألتها عن الأمر قالت إنها لم تُجري أي عملية أبداً ، فازدادت حيرة "لينيا" وعندما ذهبت إلى الشركة التي تعمل بها لم تستطع التعرف على الموظفين أو على مدير الشركة الذي كانت تبحث عنه على الرغم من أنه نفس المبنى الذي كانت تعمل به ، فكانت الأمور غريبة من حولها ، وعندما إلتقت بالمدير الذي لم يسبق لها مقابلته قالت له أنها تعمل هُنا ولكنه أنكر ذلك ولم يتعرف عليها ولم يجد لها أي سجلات وظيفية في الشركة ! فما الذي كان يحدث في هذه القصة ؟ في الواقع تقبلت الفتاة الأمر وهي لا تفهم ما يجري حولها فقد كان كل شيء حولها غريباً و كأنها أصبحت في عالم آخر جديد وإن بدى لها أنه يُشبه عالمها ، ولكنها كانت مُدركة أنها لا تنتمي إلى هذا العالم ، إنها ببساطة امرأة عادية قالت قصتها للعالم و قلة قليلة من الناس صدقها ، اليوم "لينيا" تقول أنها لا تزال تبحث عن إجابات ولا تزال تحاول أن تفهم كل هذه الأمور التي إستجدت معها ، حيث أنها لا زالت تعتقد أنها قد دخلت إلى عالم آخر لا يختلف كثيراً عن عالمها أو "الوطن الأصلي" الذي كانت تعيش فيه ، و في النهاية قبلت "لينيا" مصيرها وإمكانية أنها قد تكون عالقة في هذا العالم ، وربما لن تكون قادرة على العودة إلى ديارها أو عالمها مرة أخرى .
إعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery
مواضيع ذات صلة...
• العوالم الخفية في الفيزياء : نظرية الأوتار
• ديمومة الزمان و متغيرات المكان
• الموت مجرد وهم : سنعيش في عالم موازي
• لُغز الذين إختفوا في لحظة عن الوجود
التعليقات
مهما كنت مضغوط اتذكر اني كتبت مقال كبير جدا و نسختو ع اساس انقلو هون ..وما رضي ينقل
قصة غريبه فعلا و انا اصدقها الله العالم اظن ان الناس اللي نسمع عن اختفائهم المفاجئ يذهبوا إلى عوالم موازين أو تخطفهم الجن يا ليت يا استاذ رامي تتواصل مع الاخت صاحبة التعليق اللي مرت بنفس التجربه نريد منها أن تقول لنا ما حصل معها .
اتفق مع الاخت الفيلسوفه فعلا
ممكن .السلام عليكم .اصدق ماحصل لهذة الفتاة لانه حصل معي قصة شبيهه ولاكن الله لطف اعلم انه لو قصصت ماحصل معي انا وزوجي وطفلي لم يصدقني احد فقط عليكم بالاذكار والتحصين صباح ومساءا لادري ماذا كان حصل معنا لو استسلمنا لاكن الله سبحانه لطف .منعني زوجي ان احكي ماحصل لانه لايصدقه العقل فكيف بالبشر لاتهملو الاذكار والتحصين ذكر الله كان له دورا كبيرا في رجوعنا الحمدلله كثيرا
رائع ،،، نريد موضوع جديد أرجوكم
أنا مهتمة كتيرر بالعوالم والاكوان الموازيه وقرأت كتتتتير عنها وعن اقوال العلماء وكتير قصص وفعلا في حالات اختفاء لناس وما رجعوا ويلي رجع قال حكايته الغريبة يلي ماحدا صدقها او حالات لزيارات لناس غريبة عن عالمنا حتى في ملابسهم وثقافتهم بتكون مختلفة عن الزمن يلي بيكونو فيه ، هيدي الحالة اول مره بعرفها وانا متعاطفة مع البنت وبصدقها ومافي شي مستحيل فعلا في الكون والعالم يلي بنعيش فيه ، شكرا استاذنا على الموضوع ومنتظرة جديدك
الإنسان هو أعقد مخلوق على وجه الأرض أعتقد أنها تعاني إضطراب ما نادر وغير معرف يجعل الإنسان يهرب من الواقع الي الخيال ويعيش في الوهم هناك متل مشهور يقول كذب الكدبة وصدقها
الله يعطيك العافية على المواضيع الي اكثر من رائعة ياليت تكتب لنا مواضيع اكثر
قصتها غريبة لانه لكل شيء سبب ومسبب يعني انا ابدا لااقتنع انه في شخص اخر نفسي يعيش في عالم اخر نفسي بس مو انا كيف ولماذا والسبب منه لكن في اشياء العلم والمنطق ماوصل لها في ناس اعرفهم خيالهم واسع ويمكن لينيا تكون منهم نفس الشخص الي يكذب ويصدق كذبته ومش حاس بنفسه اتوقع لينيا كذا وانا مثلها تمنى نعيش في عوالم اخرى خيالية بعيدة عن الواقع الممل الأليم بعيد عن الروتين
المال والحظ
حالة غريبة ولكن انا اصدقها ,,, مشكور استاذ على الموضوع
من الطبيعي ان يتم نعتها بالمجنونة و وصفها بأنها غير متزنة، فالمجتمعات اليوم تعتمد المنطق و تستند الى ادلة واثباتات مادية بعيدا عن الفرضيات..ورغم ان نظرية فيبوناتشي ونظرية النسبية ونظرية الاوتار وغيرها هي نظريات يتم استخدامها و اعتمادها في الهندسة و الفيزياء وغيرها الا انها تبقى مجرد معادلات رياضية لا اكثر..اجل هناك الكثير من الفرضيات التي اتت لتطرح نفسها بعد استحالة استخدام العلم المنطقي كمرجع لتفسيرها مثل فرضية الارض المجوفة او الباطنية والتي تذكرنا بقضية الاطفال الخضر و فرضية او نظرية السفر عبر الزمن او الى الكواكب ومقابلة مخلوقات فضائية وهو ما رواه العالم إيمانويل و دانا هوارد وغيرهم وكذلك فرضية التقمص وهو ما حصل مع لورانسي فانوم عندما تقمصتها روح ماري روف وكذلك ما حصل مع دوروثي دي التي يطلق عليها اسم ام ستي دون ان ننسى الساي بابا والعديد من الاحداث التي لا تفسير منطقي وعلمي لها...وبالعودة الى حالة لينيا بارسيا فهناك الكثير من التساؤلات التي تطرح نفسها، مثلا هل كانت فتاة روحية و تمارس اليوغا؟ هل كانت تؤمن بالماورائيات او اللامنطق ؟ و ما كان آخر ما قامت به مباشرة قبل خلودها للنوم؟...الاجابة على هذه الاسئلة قد تساهم ولو بشكل غير مباشر وربما غير قاطع على فهم ما حصل معها...وبرأيي الشخصي فأنا أظن بأنها دخلت في ما يسمى الاسقاط النجمي بشكل غير ارادي و غير واعي و دون حتى ان تدري. فالمعروف عن الاسقاط النجمي بأنه التنقل اثيريا بين العوالم حيث ان الروح تغادر الجسد ولكنها تبقى ملتصقة به بذلك الخيط الازرق الرفيع الذي لا ينقطع الا عند الموت. ربما ما حصل معها بدأ بما يسمى الاسقاط النجمي ما نتج عنه ضياع لروحها في ذلك العالم و في نفس الوقت كانت روحها التي في جسدها الآخر اي الموجود في العالم الموازي ايضا هائمة في عالم الاسقاط النجمي ما جعل الارواح تأخذ مكان بعضها البعض مع الاحتفاظ بالذكريات الشخصية وهو ما اثار الالتباس. ولكن ما يثير التعجب في الامر هو ان الشركة و مدير عملها و اهلها و اصدقائها كانوا جميعا موجودين في العالم الموازي باستثناء حبيبها الذي اظهرت السجلات بأنه غير موجود ابدا ! و ما اظنه هنا هو انه لا ريب موجود وبدون ادنى شك ، ولكن في منطقة مختلفة حيث ربما شاءت الظروف في العالم الموازي على ان لا يلتقيا...ختاما عذرا على الاطالة .. و من يدري، ربما نستيقظ يوما ما لنجد انفسنا في عالم غير عالمنا و زمن غير زمننا.. مع تمنياتي للجميع بعالم جميل مع زمن أجمل...
شكرا على الموضوع الجميل
قصة اعجبتني موضوع رااااااااااااااااااائع متألق كالعادة
شكراً على الموضوع الرائع
موضوع حلو وجميل كالعادة ،،،، انا كمان احيانا بحس اني لا انتمي الى هذا العالم 😍
قصه رائعة وغريبه اهنئك على هذا الطرح الجميل مواضيعك جدا شيقه ومثيره اما بالنسبه لموضوع تائهة في عالم موازي انا من وجهه نظري ارى بان ذالك عائد لموضوع الجن كل ماحصل لهذه الفتاه هو دخولها عالم الجن
بجد الموضوع تحفه
روووووعه
سبحان الله
حالة غريبة عجيبة وشخصيا لا استبعدها
الشيئ الوحيد الي ما فهمته هو الاكوان المتوازية
سبحان الله
موضوع رااائع ، نفسي يصير معي زيها
انا صار معي نفس القصة دخلت في عالم غريب ومختلف قليلا عن عالمنا لمدة اسبوع كامل و عدت الى عالمي الحقيقي بفضل الله ومنته و لكن هذا العالم صعب الخروج منه و اذا خرجت منه يمكن ان يصاب الشخص بالجنون بسبب هول ما يراه من احداث غريبة و مستحيلة