ملاحظات ورؤية إبن سينا للمُستعر الأعظم
إبن سينا
هذا العالم الرائع والمؤثر في تاريخ البشرية كان قد ولد في عام 980 للميلاد وتوفي عام 1037 وهو عالم وفيلسوف وطبيب وفلكي وفيزيائي من بخارى وقيل أنه من بلاد فارس ايضاً ، وأياً كان أصله وفصله فقد كان طبيباً عظيماً وكانوا يسمونه بالـ "الشيخ الرئيس" وسماه الأوروبيين "أمير الأطباء" وأبو الطب الحديث ، كان يعيش في فترة العصور الوسطى الأوروبية وقد ألف ما يزيد عن 200 كتاباً في مواضيع مُختلفة وركّز في العديد منها على الطب والفلسفة ، وفي الواقع يُعد إبن سينا من أوائل الذين كتب عن الطبّ في العالم وكانت أشهر أعماله كتاب "القانون في الطب" الذي ظل لسبعة قرون المرجع الرئيسي في علم الطب في العالم كله ، ولكن هذا الرجل كان مُهتماً جداً في علم الكون و الفلك وقد سافر خلال حياته كثيراً وكتب عن كل ما شاهده من غرائب على الأرض أو في السماء على حد سواء ، كانت واحدة من مشاهداته الرائعة ما نتحدث عنها اليوم ، وهي رؤيته لألمع وأكبر مُستعر أعظم في التاريخ ، عندما شاهد جسماً مُشرقاً يتلألأ في السماء في عام 1006 ووصف لمعانه بأنه كان بمقدار لمعان "كوكب الزُهرة" حيث كان هذا الوصف بلا شك أدق وأشمل وصف لمُستعر أعظم من بين كل الأوصاف الأخرى ، وفي الواقع يختلف هذا الوصف عن كل المشاهدات السابقة لأن إبن سينا إستخدم عبارة "حجم كوكب" أو كوكب وذكر لونه البنفسجي البراق وقال بأنه كان عظيماً ويرمي بالشرر ، حيث يعتقد الباحثون أن ملاحظات ورؤية إبن سينا تلك سوف يكون لها دوراً كبيراً في فهم أفضل لحالة السوبر نوفا أو المُستعر الأعظم التي لا تزال حالة غير مفهومة تماماً وواحدة من الأحداث والحالات الغامضة في علم الكونيات والتي تُشير أيضاً إلى إشارة أخرى مثيرة للإهتمام وهو أن هذا الكون مع كل إنفجار نجمي يتوسع ويتمدد .
المُستعر الأعظم - Supernova
كما شرحت بشكل موجز ما هو السوبر نوفا أو المُستعر الأعظم في مقدمتي أعلاه ، كان قد سبق ذكر "المُستعر الأعظم" في العصور القديمة وفي أماكن مختلفة حول العالم مثل المغرب واليابان واليمن والصين وبريطانيا والمكسيك ، ولكن أياً من تلك الأوصاف لم تكن مثل وصف "إبن سينا" بأي حال من الأحوال ، لأن إبن سينا كما قلت هو الشخص الوحيد الذي قال أن ذلك الكوكب كان مُشرقاً ويرمي بالشرر وخاصة في شدة بريقه و لمعانه ، وذكر أيضاً أن لونه تحول إلى اللون الأبيض الناصع قبل أن يختفي تماماً ، ويعتقد مُعظم علماء الفلك الحديث أن ذلك الوصف للعالم إبن سينا الذي شوهد في عام 1006 لم يكن وصفاً لمجرد نجم عادي بل كان لـ"قزم أبيض" وهو نوع من أنواع النجوم في مجرتنا "مجرة درب التبانة" وله حجم صغير ولذلك أطلق عليه إسم "قزم" مقارنة بحجم النجوم الأخرى الكبيرة ، ولكن ما يُميز هذا النجم أن له كثافة عالية جداً تصل إلى مليون مرة قدر كثافة الشمس وألوان تلك النجوم تكون في العادة ما بين الأبيض والأصفر ، ويعتقد علماء آخرون أن ما رآه إبن سينا ربما يكون نتيجة لإصطدام إثنين من الأقزام البيضاء ايضاً ، وبغض النظر عن ذلك فإن هذا النص القديم الذي ذكره العالم إبن سينا هو أفضل وصف تم العثور عليه لهذا الإنفجار النجمي العظيم والذي حدث منذ أكثر من ألف سنة مضت .
إعداد : رامي الثقفي
التعليقات
رائع علم الكون جميل
موقع مدهش ادهشني كل مافيه
سبحان الله ، والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون .صدق الله العظيم
موضوع جميل شكرا لك استاذ رامي وبارك في عطائك
رائع وجميل بكل المقايس .. عظيم أنت يا إبن سينا جمعت بين الشيخ والرئيس وأمير الأطباء فمن مثلك في هذا الزمان..
نعم نعم أنتم كحبة رمل في هذا الكون يموت نجم لاتتاثر باقي النجوم يعطيكم العافية
GREET THANK YOU
رائع
استمتعت بقراءة هذا الموضوع الرائع
موضوعكم جميل بل كل مواضيعكم
موضوع جميل
انه سوبر نوفا عظيم
موضوع جميل جدا
رائع سبحان الله
نأمل منكم المزيد عن مواضيع الكون فانا عاشق لهذا العلم
موضوع رائع ، يكفينا فخراً أن هذه الرؤية كانت لعالم مسلم
لطالما احببت النجوم ولفتني لمعانها و ان كان نورها الذي وصل الينا اليوم قد انطفأ منذ آلاف بل ربما بلايين السنين..لا شك ان النجوم تشكل جزءا لا يتجزأ من حياتنا و ذلك عبر غبارها الذي تنشره مع انفجارها و الذي يهيم في الفضاء الشاسع ليصل الى الارض..وكما الأجيال البشرية التي تأتي و تأفل على مدار الحياة، كذلك حال النجوم التي تولد من غبار نجم انفجر ليكبر و يتعاظم شيئا فشيئا مبتدئا مما يسمى النيترون الذي يشكل النواة ليتفاعل مع غبار نجم آخر مشكلا البلاتينيوم و الحديد و الفضة و الذهب و الالماس و غيرها من المواد التي تغذي النجم فيصل الى اوج تعاظمه لتبدأ بعد ذلك العناصر الداخلية تتفاعل فيما بينها مشكلة جاذبية باطنية فيبدأ النجم بالإنكفاء على ذاته داخليا مما يؤدي الى انفجاره في نهاية المطاف ، والجدير بالذكر بأن طاقة انفجاره تضاهي بقوتها طاقة الشمس..قد يخيل للبعض بأن انفجار النجم يؤدي الى موته بالكامل و اختفائه بينما في الحقيقة فإن الغبار و الفتات الناجم عنه والذي وصل الى مسافات مختلفة، سيصبح بحد ذاته نواة لنجم آخر و هكذا دواليك...اوليس رائعا ما يحمله هذا الكون من جمال في اشكال النجوم او السديم ؟ اوليس عظيما ما يشمل هذا الفلك من طاقات قوية ؟ اوليس غامضا ما يخبئه هذا الفضاء من الغاز و اسئلة ؟ ... اما المدهش فيه فهو اننا نحن بحد ذاتنا نتعامل يوميا مع مئات بل تريليارات من ذرات النجوم التي تصل الى كوكبنا من نجوم انفجرت و تبعد عنا آلاف من السنين الضوئية...أعشق النجوم و أعشق تأملها فهي تشعرني بالأمل بطريقة ما ، حيث أن ضيائها يشع متحديا ظلام الليل القاتم...أشكرك جزيل الشكر بروفيسور رامي على هذا المقال الرائع و أشكر جميع افراد اسرة معبد الغموض على كل الجهود التي يبذلونها ليجعلوه بحق منبر للمعرفة و العلوم و الحقيقة...