كلمة الموقع

۩۞۩ نرحب بكم جميعاً زوار موقع معبد الغموض - Temple Of Mystery نُثمّن لكم إهتمامكم على البحث والمعرفة في الموقع الأول لكل ما يتعلق بالخوارق و الغرائب و الظواهر الغامضة . الباحث : رامي الثقفي ▲  

لُغز الشيء الرهيب في دير الرُهبان السودّ من الدومينيكان

علم الفلك والتنجيم وعلاقته بحياة الإنسان

ياسمين عبد الكريم 2016-02-14 14:59:44 15865

هناك العديد من العلوم الأساسية في الحياة مثل علوم الفلك والتنجيم التي تجعلنا نخضع أمامها برهبة وخشوع لعمق مفاهيمها ولعمق تأثيرها بكافة نواحي الحياة ، وقد سلّم العديد من الناس منذ القدم في العديد من العلوم مثل علم الفلك والتنجيم على الرغم من أن المجتعمات العلمية إعتبرتها من ضمن العلوم الزائفة و إعتبرتها بعض الأديان ضمن علوم السحر المُحرّم ، ورغم هذا فإن علم الفلك والتنجيم هو من العلوم التي يؤمن فيها الكثير من الناس حتى الآن ويلعب هذا العلم دوراً مهماً ورئيسياً في تركيب الكون و آلية عمله كما أنه بحسب رأي الكثير من المختصين يحكم مجالات واسعة في حياتنا.


كان الناس في العصور القديمة يعتقدون أن الشمس والقمر والنجوم بمثابة الآلهة حتى عبدوها وشيدوا لها المعابد و الصروح في كافة أنحاء الأرض لتمثل لهم مراصد فلكية ضخمة ، كما سجّلوا تحركاتها وتأثيراتها ووضعوا حسابات مذهله ودقيقة في علم الفلك ، وزعموا تأثير الشمس والقمر والكواكب و الأبراج على حياة الإنسان الحيوان والجماد ، واعتبروا هذا العلم من العلوم التي كُشف للإنسان من خلال كيانات روحية وعلوية يصعب إستيعابها ، واعتقدوا أيضاً أن نظام الأفلاك و الأجسام السماوية يعكس نظام المعرفة والعالم نفسه ، ولطالما إرتبط علم الفلك بالتنجيم حيث لم يكن من السهل التمييز بينهما قبل العصر الحديث لأن هناك فرق بين علم الفلك وبين علم التنجيم ولا يجب الخلط بينهما ، حيث يقول عالم الفلك الدانمركي "تايكو براهي" 1546 - 1601 عن علم التنجيم : "يُمكن أن أرى ما هو في الأسفل من خلال النظر إلى أعلى" حيث أنه يعتبر علم التنجيم من العلوم التي يُدرس فيها تحركات ومواقف الأجرام السماوية وتأثيراتها على كوكب الأرض وعلى حياة الإنسان والتنجيم علم رمزي يُساعد على التنبؤ بالمستقبل ومعرفة أحداث الماضي والحاضر ، و آمن العديد من الناس منذ القدم بأن كل شيء في الكون عبارة عن طاقة ، كما آمن بعض الناس والمنجمين والباحثين بأنه عندما تكون الطاقة الكونية في مواقع معينة من نشاطها تسبب في التأثير على حقل الطاقة الأرضي ، وبالتالي على حقل الطاقة لكل كائن حي .

وعلى مدى عصور كثيرة تأثر علم الفلك و دراسة الكواكب و الأجرام السماوية وثريات النجوم بالعديد من الأديان والفلسفات والعلوم القديمة ، فقد كان عند الكلدانيين والفينيقيين والفرس والهندوس والصينيين دوائر بروج وحسابات خاصة بهم وصنفوا البشر وشخصياتهم بحسب هذه الدوائر واعتبر الوثنيين النجوم كائنات حية قادرة على التأثير على الأفراد و الأحداث و آمن اليهود الأوائل بأن الأجرام السماوية تتحكم بإدارة شؤون الإنسان ، كما اشتهر كهنة فارس بمراقبة النجوم و اشتهر الكهنة المصريين في حساب مدى قوة وحركة الأجسام السماوية وتأثيرها على مصائر الأمم و الأفراد ، وكان عند أمم أمريكا الشمالية والوسطى مفاهيم خاصة حول علم الفلك ودائرة الأبراج ، ويعد حساب الطالع أو التخطيط الفلكي أساس علم التنجيم بالأبراج وفروعه ، وقد أصبح الإعتقاد في علم التنجيم راسخاً اليوم في أجزاء كثيرة من العالم ، ففي أحد استطلاعات الرأي أقرّ حوالي 31 ٪ من الأمريكيين باعتقادهم في علم التنجيم ووفقاً لدراسة أخرى إعتبر 39 ٪ منهم أن التنجيم يعد شيئاً علمياً.


أصل تسمية الأبراج

يعود أصل تسمية الأبراج إلى الكلمة اللاتينية "زودياك" ZODIAC والتي تعني عجلة الحيوانات ، وبعض الباحثين يعتقد أن كلمة زودياك تعني "كيان الحياة" وقد أطلق الفلكيين القدامى مجموعة من النجوم تُحيط بالأرض وكان يبلغ عرضها 16 درجة ، ويعتقد بعض الباحثين أن سبب تسمية الأبراج بأسماء الحيوانات هو نتيجة لخيال القدماء الذين راقبوا السماء كثيراً ، فصمموا خلال تفحصهم للسماء في الليل خرائط نجمية ، وهذه الخرائط النجمية سموها بأسماء الحيوانات التي يألفونها ، بينما هناك باحثين آخرون يعتقدون أن السبب وراء تسمية الأبراج بهذه الأسماء كان لغرض ترميز لطاقات كونية مُعينة تأتي في أوقات معينة ، أو كانت من أجل ترميز مدى شدّة قوة الشمس أثناء مسيرتها في الأبراج ، ويرى العديد من الباحثين في مجال دائرة الأبراج والتنجيم أن للأبراج صفة زمنية قبل أن تتحول إلى صفة مكانية قبل أن تصبح بهذا الشكل الذي نألفه .

دراسات في علم الفلك والتنجيم





مسارات الشمس في الأبراج

تمرّ الشمس كل عام عبر مسار دائري في الأبراج وينتج عن هذا العبور ظاهرة المواسم وقد ظهرت مدرستين فلسفيتين مختلفتين لتفسير مسارات الشمس عبر دائرة البروج الأولى تتبع منهج مركزية الأرض ، ولها مفاهيم عامة ومعلنة "ظاهرية" والمدرسة الثانية تتبع منهج مركزية الشمس ، ولها مفاهيم باطنية خفية "سرية" ولكي نفهم الأبراج وتأثيرها بشكل أعمق يجب علينا أن نعرف الموقع الذي تحتله الشمس ، والموقع الذي تؤثر فيه الشمس أثناء مسيرتها ، على سبيل المثال  لو كانت الشمس في برج الثور فهذا يعني من الناحية الفلكية أن الشمس تقع في البرج المقابل لبرج الثور أي تقع في برج العقرب ولكنها ألقت بأشعتها على برج الثور ، ويقول بعض العلماء أن الشمس في مسيرتها كل عام تتأخر عن الوصول في الوقت المحدد للبرج المفترض الوصول إليه بسبب تباطؤ دوران الأرض ، وقد نتج عن هذا تغيير في مواقع الأبراج القديمة وهذا التغيير لا يؤثر تأثيراً كبيراً في الحسابات الفلكية ولكن من المُمكن أن يتسبب في ولادة برج جديد بحسب رأي الباحثين ، و في العصور القديمة كانت بداية السنة دائماً تبدأ عند برج الحمل ، أي خلال الإعتدال الربيعي في 21 حزيران "يونيو" ويتم الإحتفال بهذه المناسبة من خلال تقديم العديد من المذاهب الأضحية "خروف أو كبش" ويعتقد بعض الباحثين أن برج الحمل و تقديم الأضحية له يعود للوثنيين الذين قدسوا هذا البرج ، وقد قال الباحث "غودفري هيغنز" أنه كان يُشار إلى هذا البرج بحمل الله وكان يسمى ايضاً بـ"المُخلص" ويقال أنه خلص الإنسان من خطاياه وكان كثيراً ما يذكره الوثنين بصلواتهم مرددين "أيها الحمل ، حمل الله ، أيها المخلص خلصنا وامحي عنّا خطايانا وارحمنا وامنحنا سلامك" أما خلال هذا العصر الذي نحن فيه فأن السنة تبدأ عند برج الحوت وهذا يعود لتأخر الشمس في مسيرتها  وحدوث تغير طفيف في طريقة دوران الأرض في الفضاء حيث أن في هذا العصر لم يعد للأبراج أي علاقة بالكويكبات التي لها نفس الإسم ولكنها ما زالت مرتبطة بالأشهر والفصول ، وتتحرك الشمس بحسب بعض الفلكيين في الأبراج ثلاث دورات رئيسية منها دورتان سريعتان و دورة واحدة بطيئة كما يلي :
الدورة الأولى : هي دورة اليوم و تستغرق 24 ساعة تسير فيها الشمس في حركة تقدمية سريعة تمر فيها بكل برج من الأبراج لمدة ساعتين فقط و يبدأ اليوم دائماً ببداية الفجر ببرج الحمل الذي يعتبر برج ناري ونشط و تستقر فيه الشمس لمدة ساعتين ، ثم بعد ذلك تمر الشمس ببرج الثور لمدة ساعتين ثم الجوزاء و هكذا إلى أن ينتهي اليوم ببرج الحوت في آخر ساعتين قبل الفجر ، ولهذا يكون نشاط الإنسان اليومي وقدراته العقلية والروحية والمعرفية مرتبطة بدائرة الأبراج اليومية ، ونجد بعض الأديان تستغل دائرة الأبراج اليومية هذه في إحداث حالة روحية معينة على سبيل المثال وقت السحر أو وقت ما قبل الفجر الذي يكون في برج الحوت بحسب بعض الباحثين "وقت روحاني عالي" لهذا يفضل بعض المسلمين الصلاة بمثل هذا الوقت والذي يُسمى عندهم الثلث الأخير من الليل ، وعلى سبيل المثال ينصح بعض المنجمين الذين يرغبون في دراسة لغة جديدة بالدراسة في وقت معين بحسب برج معين يفيد في دراسة اللغة وهكذا يتم استغلال تأثير دائرة الأبراج اليومية بحسب زعم المنجمين لتسهيل الحياة.

الدورة الثانية : هي دورة سنوية تستغرق 365 يوم تسير فيها الشمس عبر حركة تقدمية سريعة تمر فيها بكل برج من الأبراج لمدة 30 يوم و تبدأ السنة ببرج الحمل من21 مارس إلى 20 أبريل ثم الثور ثم الجوزاء و هكذا و يكون آخر برج في السنة هو برج الحوت من 19 فبراير إلى 20 مارس. 
أما الدورة الثالثة للشمس : هي دورة السبق المحورية  Precession of the Equinoxes و هي دورة تستغرق 26000 سنة وتنتج بسبب الجاذبية و التغيير البطيء و المستمر عن ميل محور الأرض وفق شكل مخروطي أثناء دورانها حول نفسها .
و في دورة "السبق المحورية" تسير الشمس في حركة عكسية بطيئة جداً ، بحيث يستغرق زمن كل برج حوالي 2100 سنة ، كما أن ترتيب الأبراج فيها أيضاً يكون بشكل معكوس ، فالدورة التقدمية يكون ترتيب الأبراج فيها " الحمل - الثور - الجوزاء - السرطان - الأسد - العذراء - الميزان - العقرب - القوس - الجدي - الدلو - الحوت" أما الدورة العكسية فيكون ترتيب الأبراج فيها "الدلو - الجدي - القوس - العقرب - الميزان - العذراء - الأسد - السرطان - الجوزاء - الثور - الحمل - الحوت" والآن قد دخلنا بحسب رأي المُختصين اعتباراً من 21 ديسمبر عام 2012 في  دورة جديدة في برج الدلو ، وهذه الدورة تمت الإشارة إليها في نبوؤات حضارة المايا القديمة مما يثبت براعة القدماء في علم الفلك والتنجيم ، فهل كان عند القدماء تكنولوجيا حديث مكنتهم من البراعة في علم الفلك والتنجيم ؟ وهل تلقى  القدماء مثل هذه العلوم من وحي إلهي مثلاً !؟ .


تقسيم الأبراج




تم تقسيم دائرة البروج إلى 12 قسم كل منها يحتل 16 درجة عرضاً و 30 درجة طولاً وكان كل قسم من هذا التقسيم يسمى "منزل" وقد اعتمدت العديد من الثقافات على هذا التقسيم المأخوذ بحسب زعم العديد من الناس من الحضارة الإغريقية ، إلا أن بعض الباحثين يرجعون هذا التقسيم إلى عهد بابل حيث تم اكتشاف العديد من المخطوطات القديمة التي تعود إلى حضارة بابل والتي تحوي على علوم و أسرار فلكية ، ومن هذه العلوم هو تقسيم دائرة الأبراج الفلكية إلى 12 قسم متساوي  ويعتقد الباحثين أن الحضارة الإغريقية تأثرت بالعلوم البابلية و أيضاً أثرت الحضارة البابلية بحسب رأي الباحثين على الحضارة المصرية ، وقد طورت الحضارة المصرية في علم الفلك البابلي وتوسعوا فيه وربطوا بين نظام النجوم والكواكب وبين موعد ولادة الإنسان واكتشفوا أن سمات شخصية الإنسان ورغباته وقوته وصحته الجسدية والنفسية تتحدد عند ساعة ولادته في برج معين ، كما أن الإنسان يتأثر جسدياً ونفسياً في مواقع النجوم وحركة الشمس ، كما قد تم الربط بين دائرة الأبراج وبين عناصر الكون الأربعة "الماء - الهواء - النار - اليابس" و وضعوا "الحمل ، الأسد ، والقوس" ضمن الأبراج النارية  و"الثور، العذراء ، والجدي" اعتبروها أبراج ترابية  و"الجوزاء ، الميزان و الدلو" أبراج هوائية أما "السرطان والعقرب و الحوت" اعتبروها أبراج مائية ، وقسموا الأبراج أيضاً إلى أبراج ذكورية وأبراج أنثوية فاعتبروا "الحمل والجوزاء والأسد والميزان والقوس والدلو" أبراج ذكورية ، أما "الثور و السرطان و العذراء والجدي والحوت"  أبراج أنثوية ، و بسبب تأثر الفلاسفة الإغريقيين بعلم الفلك أدخلوا عليه الرموز المعروفة حتى يومنا هذا عن الأبراج الفلكية ، ويفترض بعض الباحثين أن عدد الأبراج في العصور القديمة هو عشرة أبراج وليس أثنى عشر برجاً ، ولكن الإغريق قسموا برج العذراء والعقرب إلى برجين منفصلين ، فقد كانوا في السابق برجاً واحداً ، وبهذا أصبح عدد الأبراج 11 برجاً ثم فيما بعد نتج بينهم برج جديد وهو برج "الميزان" الذي لم يكن معروفاً قبل ذلك فأصبح عدد الأبراج 12 برجاً كما هو معروف الآن ولقد سُمي الميزان بسبب توسطه بين الأبراج الشمالية الصاعدة وبين الأبراج الجنوبية الهابطة ، كما زعم بعض الباحثين ظهور برج جديد حيث أصبح عدد الأبراج بحسب زعمهم 13 برجاً بدل 12 برجاً ، وهذا بسبب الحركة المدارية التي سببت في إنزياح نقطة التقاطع مابين خط الإستواء السماوي ومابين مدار الشمس لتتحرك غرباً بحوالي
36
درجة ، وهذا الإنزياح يقارب ‘نزياح الأبراج من مواقعها لمدة شهر كامل ، وكل هذا حدث خلال الـ2500 عام الماضية ، ونتج عن ذلك ظهور برج فلكي جديد لم يكن معروفاً في أي وقتاً مضى ويسمونه ببرج "حواء" التي تمر فيه الشمس مباشرةً بعد برج العقرب ! ولهذا فأنه بحسب الباحثين المؤيدين للأبراج الثلاثة عشر يعتبرون من وُلدوا بين 21 آذار "مارس" وما بين 19 نيسان "أبريل" من الخطأ أن يعتبروا أنفسهم من مواليد برج الحمل ، لأننا اليوم نعلم تماماً أن الشمس لم تعد ضمن كوكبة الحمل بل ستكون ما بين 11 آذار "مارس و18 نيسان "أبريل" في برج الحوت ، ومن ولد ما بين 29 تشرين الثاني "نوفمبر" و17 كانون الأول يكون من مواليد برج "حواء" ! و قد تم إنكار تقسيم الأبراج إلى ثلاثة عشر برجاً من قبل العديد من المنجمين والراسخين في التنجيم ورفضوا وجود برج "حواء" فهل تؤيد الرأي القائل بوجود ثلاثة عشر برجاً بدل إثنا عشر برجاً وهل تعتقد بوجود برج "حواء" !؟ أما في الصين فقد طورت نظاماً مختلفاً في الأبراج رغم أنه تتفق مع تقسيم الأبراج إلى أثنى عشر برج سًميت بأسماء الحيوانات ايضاً ، وتشير الأبراج الصينية إلى دورة تقويمية نقية تعتمد على التفاعل بين الشمس والقمر فقط دون ربط الأبراج بالكويكبات كما هو الحال في الأبراج الغربية و الفيدية التي تربط دائرة الأبراج بمواضع الكويكبات مما يضيف على الأبراج الغربية مصداقية أكبر .


التنجيم والسحر


يعتمد السحر على فهم واستثمار الدورة المكانية و الزمنية للكون ، ويرى العديد من الباحثين أن السحر هو تفاعل بعض الطاقات الكونية "التأثيرات الفلكية" مع المادة ، كما يعتمد السحرة الكبار في كتاباتهم ودراساتهم ومخططاتهم ورسوماتهم على منهج ترتيب الأجرام السماوية حسب منهج "بطليموس" الذي يعتمد في حساباته الفلكية على نظام مركزية الأرض بالنسبة للكواكب والشمس ، أي أن الكرة الأرضية تمثل مركز النظام الشمسي ويدور حولها كل من الشمس والقمر والكواكب ، وهذا النظام خاطئ بحسب علم الفلك ، ورغم أنه خاطئ إلا أن له تأثير كبير جداً وعميق على طقوسهم السحرية ، ويرى العديد من الباحثين في العلوم الروحانية والسحر ، أن أسماء الأرواح الواردة بكتب السحر المنتشرة مثل إسم "حزقائيل" ليست أسماء أرواح أو ملائكة وشياطين كما يزعم السحرة بل هي أسماء قوى كونية ، يتم إستمداد قوتها عن طريق بعض الممارسات التأملية والطقوس والتفكير وليس عن طريق الأرواح و الملائكة والشياطين كما يزعمون ، ومن المعروف أن التفكير والإعتقاد بشيء يخلقه ، ومن مطلق الإيمان تتحقق الرغبات السحرية كما يزعم السحرة ، على سبيل المثال لو استيقظت مبكراً وكنت تشعر بحيوية ونشاط وذهبت للعمل فقال لك مديرك في العمل لماذا وجهك  شاحب اليوم ؟ هل أنت مريض أو مرهق ؟  فتقول له : لا ! أنا بخير و أشعر بحيوية ونشاط  ، ثم بعد مده من الزمن يراك زميلك بالعمل ويقول لك : هل أنت بخير تبدو مريض ؟ تقول له كما قلت للمدير ثم تعود للمنزل وتراك زوجتك فتقول : هل أنت مريض يبدو وجهك شاحباً جداً اليوم ، فترد عليها أنك بخير ! ولكن عندما يأتي المساء سوف تشعر بالمرض فعلاً بسبب الإيحاء الذي تعرضت له طوال اليوم ، فلو قلت لك أنك لو قمت بترديد هذا الطلسم فإنك سوف تشفى بكل تأكيد فأنك سوف تشفى وهذا كله بسبب اقتناعك و إيمانك بأن هذا الطلسم سوف يؤثر عليك ، كما يقول العديد من الباحثين أن الأسماء المستخدمة بالطقوس السحرية كإسم "حزقائيل" تعود لأصول يهودية قديمة ، وهذه الأسماء بحسب رأي الباحثين أسماء مُشفرة لقوى كونية كان محتكر فهمها فقط على كبار الكهنة .

 

التنجيم و الخيمياء


تحالفت وتضافرت الكيمياء القديمة تاريخياً في العالم الغربي بشكل خاص مع علم التنجيم ، وقد أستخدم علم التنجيم مفهوم العناصر الكلاسيكية الأربعة للكيمياء القديمة ، وقد ربطوا كل واحد من الكواكب السبعة في النظام الشمسي المعروفة للقدماء مع مادة معينة ، وعرف القدماء أن العالم المادي في الكون يخضع لدورات زمنية مرتبه بشكل دوري وثابت ، فعلى سبيل المثال مهنة "صقل الحجارة ونحتها" كان القدماء يمارسونها في أوقات معينة بسبب تأثر الحجارة بالدورات الكونية ، لهذا تقل كثافتها في أوقات معينة وتزداد صلابتها في أوقات معينة ، وكان هذا الإعتقاد بزيادة وقلة كثافة الحجارة في أوقات معينة معروفة ويعمل به حتى القرن الماضي ، أما الآن وبعد ما توصلنا له من التكنولوجيا لم نعد نكترث لمثل هذا الإعتقاد ، و أيضاً من المعروف إرتباط علم الخيمياء بعلم الكيمياء والفلك والفيزياء ، ولا يقوم علم الخيمياء إلا بمعرفة واسعة ودقيقة بآلية عمل الكون واستغلال ما فيه من طاقات من أجل تكاثر المعادن وصناعة الذهب بأقل وقت ممكن .

 

التنجيم الطبي


يزعم بعض الباحثين والمنجمين وجود ترابط بين الأمراض الجسدية و التأثيرات الفلكية ، حيث يعتقد بعضهم أن سبب تسمية مرض الأنفلونزا بذلك الإسم لأنها مشتقة من كلمة influentia اللاتينية والتي تعني "التأثير" لأن الأطباء كانوا يعتقدوا أن الأوبئة ناجمة عن كواكب ونجوم غير حميدة لها تأثيرات سلبية ، وتأتي كلمة "كارثة" من كلمة disastro الإيطالية المشتقة من البادئة dis وكلمة star اللاتينية وهي تعني "النحس" ، وتعتبر الصفات كالـ "قمري" و"الزئبقي" venereal "فينوس" و martial "المريخ" و jovial "لمشترى" و saturnine "زحل" كلمات قديمة تستخدم لوصف الصفات الشخصية ، ويقال أنها تشبه أو تتأثر بالخصائص الفلكية للكوكب وبعضها مشتق من سمات الآلهة الرومانية القديمة التي سميت بأسمائها ، وقد لاحظ بعض العلماء بحسب الدلالة الإحصائية أن أكثر مرضى الفصام مولودين بشهر فبراير ويناير ومارس ، وقد وجد العلماء الشيء نفسه بالنسبة لإضطراب ثنائي القطب ، فقد وجد أنه يحدث بشكل أكبر عند الأشخاص الذين ولدوا في فصل الشتاء وفصل الربيع ، كما لاحظوا أن نسبة حدوث هذه الأمراض كانت منخفضة بشكل خاص للأشخاص الذين ولدوا في أواخر الصيف و أوائل الخريف ، و وجد العلماء أن الإنتحار "الذي يرتبط ارتباط وثيق بالمرض العقلي" يكثر بشدة في أبريل و يونيو ، وقد يحدث مرض عسر القراء بشكل أكبر عند مواليد فصل الصيف ، وكانت دراسة سويدية قد وجدت أن الأشخاص الذين ولدوا في فبراير ومارس و أبريل هم أكثر الناس الذين لديهم سلوك تلمس الإخبار وهم محققين ومُحللين جيدين خصوصاً لمواليد جنس النساء ، وذكرت دراسة أخرى أن الذكور المولودين في الصيف هم أقل ضمير .


التنجيم في علم النفس


إستثمر بعض علماء النفس علم التنجيم في الإستشارات النفسية ، حيث يعتقد بعض علماء النفس مثل "كارل يونغ" في القوة الوصفية لعلم التنجيم خصوصاً تحليل العقل والشخصية دون التعرض للتنبؤات ، ويرى المحلل النفسي "فريتز ريمان" أن النظر في برج الشخص و موقف الأبراج السماوية وقت ولادته يُمكن أن يعطينا مفتاحاً لإكتشاف هيكل شخصية الفرد الأساسية ، كما يرى "فريتز ريمان" أن علم النفس في السابق لم يكن من العلوم المعترف بها في المجتمعات العلمية ولكن بعد العديد من التجارب تم الإعتراف به ، كما سوف يتم قريباً الإعتراف بعلم التنجيم في المجتمع العلمي ، لأنه يحوي جانباً تطبيقياً يمكن قياسه ، و كتب عالم النفس الفرنسي والإحصائي "هانز ايزنك" بالتعاون مع الطبيب النفسي "ميشال جاوكيلين" الذي كرّس حياته في محاولة لإثبات صحة بعض أساسيات علم التنجيم ، حيث قال "جاوكيلين" : أنه وجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية عاليه بين مواقع الكواكب و الأوقات وبعض السمات البشرية مثل الموهبة و النجاح والشهرة ، كما وجد بعد عدد من الدراسات دعم إحصائي لـ"تأثير المريخ" على ميلاد بعض الرياضيين ، وتعتبر أكثر المفاهيم المعروفة لجاوكيلين هي تأثير كوكب المريخ والتي تشير إلى وجود علاقة بين كوكب المريخ الذي يشغل مواضع معينة في السماء عند ولادة بطل رياضي بارز أكثر من المواضع التي يتخذها عند ولادة شخص عادي ، وقدم "ريتشارد تيرناس" فكرة مشابهه حيث درس التطابق بين تحالفات الكواكب والأحداث التاريخية الهامة للأفراد ، وقال أن تأثير كوكب المريخ هو موضوع الدراسات النقدية والمنشورات التشكيلية التي تهدف إلى دحضها بالإضافة إلى دراسات العلوم الهامشية المستخدمة لدعم توسيع الأفكار الأصلية ولم تحصل أبحاث جاوكيلين بعد على  إشعارات علمية وقد زعم بعض أنصار التنجيم من علماء النفس أن التشابه في التوائم يعود لعلم التنجيم وأن أي اختلاف في التوائم يرجع للبيئة و الوراثة .


علم التنجيم والأحجار الكريمة


في العصور القديمة كان الناس يعتقدون أن الحجارة والمعادن المختلفة تتأثر بشكل كبير بأشعة الشمس و التأثيرات الفلكية والكونية المختلفة ويشبهون بعض الباحثين هذه التأثيرات بالموجات الكهرومغناطيسية ، وهذه التأثيرات تحدث بشكل دوري كل عام ، ومن المعروف أن الأحجار والمواد الصلبة تتحرك حركة إهتزازية على خلاف الغازات التي تتحرك حركة عشوائية في جميع الإتجاهات والسوائل التي تتحرك حركة إنتقالية حول نفسها ، وكون الأحجار والمواد الصلبة تتحرك حركة إهتزازية حول نفسها يفترض الباحثين أنه الأحجار هي  "كائنات حية" تؤثر وتتأثر بالمحيط الموجودة فيه ، و أن درجة فاعلية ولمعان الأحجار ترتبط إرتباطاً قوياً جداً بالتأثيرات الكونية ، ويزعم بعض الفلاسفة والروحانيين وبعض معتنقي الهندوسية والبوذية أن الجماد والأحجار لديها روح وأن كل شيء بالوجود يحتوي على روح العالم ، وهذه الروح يمكن مخاطبتها ويمكن الشعور بها بعد ممارسة العديد من طقوس التأمل التجاوزي ، وقد ورد بالتاريخ الإسلامي أن النبي محمد كان يخاطب الحجر وكان الحجر يرد عليه ! فقد جاء بحديث منسوب إلى جابر بن سُمرة بأن النبي محمد قال ذات مرة : إني لأعرف حجراً بمكة كان يُسلِّم عليّ قبل أن أُبعث ، إني لأعرفه الآن "رواه مسلم" ،  ويعتقد القدماء في الماضي البعيد أن الأحجار تتفاعل مع التأثيرات الكونية المختلفة و لديهم حسابات معينة يحسبون فيها أطوار الدورات الكونية الإيجابية لاستغلالها ، و أطوار الدورات الكونية السلبية لمنع تأثيراتها ، فعلى سبيل المثال هناك أحجار معينة تمنع تأثير كوكب المريخ ، و أحجار معينة تمنع تأثير اكتمال القمر وغيرها من الطاقات الكونية ، كما أن هناك أحجاراً معينه ترتبط بكل برج لزيادة التأثير الإيجابي ، وللمزيد عن الأحجار وتأثيراتها وعلاقتها بالنفس البشرية وعلاقتها بالفلك والتنجيم يمكنكم الضغط على هذا الموضوع لخبيرة المعبد في هذه التخصصات "يارا سعيد حجاج" بالضغط هُنا .


التنجيم والأحلام


يعتقد العديد من الباحثين والمنجمين أن الكون بما فيه من حياة وجماد هو عبارة عن "طاقة متداخلة" وعندما تكون الطاقة الكونية في مواقع معينة قد تنشط طاقتها أو تقل ، ولكن مما لا شك فيه أن القمر يؤثر على كوكب الأرض و ما فيه من بحر وكائنات كذلك الدورات الزمنية المنتظمة تؤثر جوهرياً على حقل الطاقة الأرضية ، كما تؤثر على حقل الطاقة لكل كائن حي بما فيه الإنسان ، وخصوصاً عقل الإنسان كما أن محتوى الأحلام تتأثر بحقول الطاقة فقد وجدت في أحدى الدراسة أن "الأحلام" التي تكون قبيل وقت الفجر أي التي تكون في برج الحوت لها دلالة كونية كبرى وتتحقق ، أما الأحلام التي تكون مابين الساعة 8:00 صباحاً حتى الساعة 10:00 والتي تقع تقريباً في برج الجوزاء غالباً ما تكون أحلام منسية لا تذكر عند الاستيقاظ من النوم , أما الأحلام التي تكون في فترة الظهيرة غالباً ما تكون أحلام عن الأرواح والموتى ، وتعتبر أحلام فترة الظهيرة أحلاماً روحيه غالباً ، و الأحلام التي تكون قبل غروب الشمس بساعتين عادة ما تكون أحلاماً "تخاطرية" بين الناس وتكون صادقة بنسبة 80% فهل لهذه الدراسة علاقة بمسارات الشمس ومدى تأثيرها على وعي و إدراك العقل البشري في اليوم الواحد !.


الأبراج و علاقتها بالأهرامات المصرية و أبو الهول


تقدم الفراعنة في علوم الفلك و التنجيم وكان يقتصر علم التنجيم وإسراره الخاصة على الكهنة دون العامة من الناس ، كما قسم الفراعنة السنة الواحدة إلى اثني عشر برجاً فرعونياً ، وفي عام 1865 قاس الفلكي "بياتسي سميث" الهرم الأكبر بدقة متناهية وقد عرض "سميث" دقة توجهه وفق إتجاهات الكون ، وقال بأن الكهنة المصريين كانوا يراقبون حركة ألفا التنين "نجم القطب" عن طريق أبو الهول ، وفي عام 1936 أجرت الفلكية الأمريكية "فرجينيا ترامبل" بحثاً مفصلاً عن فهم وظيفة فوهات الهرم الأكبر واختبرت صحة فرضية الباحثين الذين رأوا أن تلك الفوهات كانت تستخدم مثل فتحات التهوية ، وقد وضحت في بحثها أن الفوهات كانت موجهة نحو أبراج معينه لها أهمية كبيرة عند المصريين القدماء ، ففي حجر الملك داخل الهرم الأكبر وجدت أن الفوهة الشمالية موجهة نحو ألفا التنين ، أما الفوهة الجنوبية كانت موجهه نجو زيتا الجوزاء ، ويقول الباحث "روبرت بيويل" عام 1983 عن الأهرامات في الجيزة أن " الهرم الأكبر والهرم الثاني موضوع على امتداد خط منحرف بزاوية 45 إلى الجنوب الغربي من الحدود الشرقية للهرم الثاني ، وبهذا يحاكي الهرمان الأول والثاني النجمين "النيزك والنيلم" أما الهرم الثالث يقع قليلاً شرق حدود الهرم الأول والثاني كما هو حال النجم الثالث "مينتاكا" وبهذا تصبح الأهرامات تحاكي السماء وتحاكي المكان الذي تمتد فيه نجوم حزام الجوزاء الثلاثة ، ورد في كتاب "هينكوك وبيويل" الذي صدر في عام 1996 فرضية مفادها أن الأهرامات تعد مركزاً فلكياً قديماً يعود تاريخها إلى ما يقارب
2500 ق.م ، وللمزيد عن الأهرامات اقرأ "من هم بناة الأهرامات" بالضغط هُنا


التنجيم في الأديان والحضارات القديمة


في بابل القديمة


في العديد من المخطوطات والرسومات البابلية القديمة يتضح مستوى معرفة بابل في العلوم الفلكية ، يقول عالم الفلك "يو.أ.زفينياغين" في كتابة "علم الفلك في بابل القديمة : رؤية جديدة " أن بابل وصلت إلى أدق وأعمق العلوم الفلكية على الرغم من أن إمكانيتهم لا تسمح لهم بالوصول إليها .


في مصر القديمة


ومن المعروف أن المصرين القدماء عبدوا الشمس التي كانت متمثله في الإله "راع" وبحسب المنهج العلمي التقليدي فقد كانت هي العبادة الرسمية في ديانات مصر القديمة لما لها من دلالة وتأثيرات في الكون ، في الديانات المصرية القديمة هناك عقيدة الثالوث الشمسي الذي يتألف من : راع ، خيبري ، سوبديت "نجم الشعرى" وهذا الثالوث ظهر في كل مراحل التاريخ المصري حتى تم توحيد هذا الثالوث في ثالوث واحد وهو "الشمس" حيث أصبح خيبري "الشمس المُشرقة" و راع "شمس منتصف النهار" وآتوم أو خيبري "الشمس الغاربة".


الأبراج في الزارادشتية


تعني كلمة "ماجوس" مفسر الرؤى وهي مأخوذة من الكلمة الفارسية القديمة "ماكوس" أي الشخص الذي یُفسر الرؤى والأحلام ویُخبر أخبار الغیب کالمنجم والتنجیم ، ترتبط الديانة الزارادشتية بالأسترولوجيا الفلكية البدائية والأسترولوجيا هو العلم يدرس تأثير حركة الأجرام السماوية على الكائنات الحية والتطور الروحي للإنسان ويؤمنون بأن مصير الإنسان يحدده موضع النجوم لحظة الولادة ، والتنجيم بحسب الزارادشت علم من وحي "أهورا مزدا" الذي وضع الكواكب في السماء بين مملكة النور والأرض وخلق النجوم ثم تجمعت في اثني عشر برجاً رئيساً وهم : الحمل والثور والهينتان والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والرامي "القوس" والجدي والمغرفة "الدلو" الحوت ، وقد تنبأ زارادشت في مجرى الأحداث في بلاد الآريين عن طريق مراقبة ظهور نجم تيشتريا "إله الآريين قبل ظهور الزارادشت" في السماء ، ويعتقد البعض أن نجم تيشتريا هو نجم الشعرى نفسه ، وعند ظهور نجم تشيتريا يجب مراقبة البرج ألنجمي الذي يظهر فيه ، فإذا ظهر في برج العقرب فسوف تكون هناك حرب ينتصر فيها الملك وسوف يأتي فصل الشتاء بسرعة وتتساقط حبات البرد ويكون أول الشتاء شديد البرودة ، أما في نصفه فيكون دافئاً وآخره خفيف البرودة ، أما أذا ظهر في برج المغرفة "الدلو" فسوف تكون هناك عاصفة تهب بعد ظهور نجم تيشتريا وسوف تهطل أمطار غزيرة ، وتحدث فيضانات في بعض الأماكن ، أما أذا ظهر النجم في برج الأسد فسوف يكون الزرع والحصاد وفير وتحدث معارك ويكون هناك ملك جديد وهكذا ، وقد ذكر في كتاب "الأفيستا" حدوث ظاهرة سماوية غير عادية حيث أن النجم تشيتريا "الشعرى" شع شُعاعاً خارقاً ، وحزام الجوزاء المؤلف من ثلاث نجوم أصبح مرئياً كما الشمس في نهار اليوم التالي وقد رأى منجمين ذاك الزمان أن هذه الظاهرة تدل على ولادة رجل نبي يدعوا لعقيدة جديدة تقدس النار حيث ورد ما يلي : " عشر ليال أيها السبيتاما زارادشت وتيشتريا النجم الساطع الماجد يخلط معالمه مع نور الشمس متحركاً في صورة شاب في الخامسة عشر من عمره وجهة مشرق ونظرة صافية متعال ومليئ بالقوة ،  جبّار وعاقل" وقد قال العديد من أتباع االزارادشتية أن النبي زارادشت مرتبط ظهوره مع النجوم بحسب ما ورد في كتاب الأفيستا : " إن الشعرى وزارادشت مترابطان ترابطاً مباشراً" ويعتقد بعض الباحثين أن إسم زارادشت الذي له جذور فارسية معناه "الشعرى الذهبي" حيث يترجم الإسم الأولى بمعنى "الأصفر أو الذهبي" والجزء الثاني "دشت" مقتبس من نجم تشيتريا "الشعرى" وبهذا يكون إسم النبي زارادشت "الشعرى الذهبي" وهناك بعض الباحثين الذين يدّعون أن معنى زارادشت هو "النجم المضيء" .


في اليهودية  


يعتقد العديد من الباحثين أن العهد القديم عبارة عن روايات رمزية تظهر في باطنها وبعض من ظاهرها رموز فلكية و تنجيمية ، وقد إنقسمت اليهود في أيمانهم بعلم التنجيم والتأثيرات الفلكية إلى قسمين ، فمنهم من آمن بتأثير الأبراج على الكائنات الحية ومنهم من رفض الإيمان بها و أعتبر الأيمان بها من  الكفر ! فمثلاً يستدل المؤمنين بعلم الفلك والتنجيم بما ورد في سفر القضاة الذي يقول : "لقد قاتلت من السماء ، حتى النجوم في مسارها قاتلت ضد سيسيرا" كما يخبرنا التلمود أن الفرد أذا ولد في علامة المريخ فسوف تكون شخصيته تميل إلى سفك الدماء ، و يقول الحاخام شانينا "إن تأثير النجوم تجعل الرجل ذكيًّا ، وتأثيرها يجعله ثريًّا ، وبنو إسرائيل تحت تأثير النجوم" ولكن المتعرضين يرفضون هذا التأثير ، و يقول الحاخام يوحنان معترضاً عليه قائلًا : "بنو إسرائيل ليسوا تحت تأثير النجوم ، من أين أثبت هذا ؟ لقد قال ربك : "لا تتعلم طريق الوثنيين ولا تفزعك آيات السماء ، لأن الوثنيين أفزعتهم آياتها" "إرميا 10: 21 ، ويرى بعض اليهود أن النجوم ليس لها علاقة في الأحداث التي تحدث في الأرض ، كما أنه ليس من المهم اليوم الذي ولد فيه الشخص سواء كان قد ولد في يوم عيد الفصح أو يوم عيد الغفران أو في أي يوم آخر ، فكل الأيام لا فرق بينهم .


في المسيحية


إرتبطت ولادة المسيح بظهور نجم فريد من نوعه "نجمة بيت لحم" جعل ثلاثة من الماجوس يتنبؤن بولادة المسيح فتتبعوا النجم حتى قادهم لبيت لحم ، وهناك شهدوا بحسب زعم إنجيل متى ولادة ملك اليهود ، ورغم إيمان المسيحيون بنجم "بيت لحم" إلا أن الإنجيل يُدين علم التنجيم ويعتبره من الرجم بالغيب الذي تم النهي عنه في سفر الملوك الثاني حيث ورد : "أسلم الله شعب إسرائيل للأسر لأنهم مارسوا الخطايا بما فيها الرجم بالغيب" و ورد مصطلح الرجم بالغيب في الطبعة الأمريكية المعتمدة لطبعة الملك جيمس حيث جاء مصطلح "الكهانة" في طبعة الملك جيمس الجديد" كما يقول إشعياء : "ليقف قاسموا السموات الراصدون النجوم المعروفون عند رأس الشهور ويخلصوك مما يأتي عليك ، ها إنهم قد صاروا كالقش ، أحرقتهم النار ، لا ينجون أنفسهم عن يد اللهيب" "إشيعاء 47 : 13 و14 وقد ورد في سفر الأحبار "لا تلتفتوا إلى مستحضري الأرواح ولا تقصدوا العرافين ، فتتنجسوا بهم ، أنا الرب إلهكم".


في الإسلام


تحرم بعض مذاهب الإسلام التنجيم و تعتبره شركاً أكبر ، كما تدين بعضها ممارسة التنجيم لأنه يعتبر من الرجم بالغيب الذي نهي عنه وقد ورد عن إبن عباس عن النبي محمد قال :  "من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبه من السحر زاد ما زاد" رواه أبو داود ، وهناك البعض الآخر من الذين يؤمنون بعلم التنجيم وبتأثيرات الفلكية على الكائنات الحية والإنسان مستدلين بآيات من القرآن ومن هذه الآيات التي يستدلون بها : "فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم" 88-89 سورة الصافات ، يفسر الباحثين هذه الآية بأنه حيلة من النبي إبراهيم حتى لا يحضر احتمال قومه ، ولكن البعض الآخر من الباحثين يقولون أن أي نبي لا يتحاج للكذب و الحيلة ، و أما الذي حدث لإبراهيم من مرض "سقيم" هو أنه وقع تحت تأثير بعض الطاقات الكونية السلبية الصادرة من النجوم والكواكب ، فهل تعتقد أن التأثيرات الكونية ممكن أن تصيب الإنسان بالمرض !؟ وجاء في القرآن : "فلا أقسم بمواقع النجوم" الواقعة 75 ويفسر بعض المفسرين هذه الآية بأنها تشير لتأثير مواقع النجوم على الكائنات الحية ولهذا أقسم الله بمواقع النجوم ، و بعضهم فسرّوا المقصود منها هي النجوم التي نراها وهي في الحقيقة نجوم ماتت منذ ملايين السنين ولكن بقي ضوئها ! وقوله كذلك : "وعلامات وبالنجم هم يهتدون" النحل 16 يعتقد بعض المفسرين الذين يستدلون بهذا الآية أن الإشارات الكونية يُمكن أن تجعل الإنسان يهتدي لطريق الصواب ، ويتجنب الخطأ في بحياته !؟ بينما البعض الآخر من المفسرون يعتقدون أن المقصود من هذه الآية هو الإستدلال على الطرق أثناء السفر في البر والبحر .


رأي المشككين


لم يخلو التنجيم من الإنتقادات قبل العصر الحديث ، بل كان كثيراً ما يهاجمه المتشككين الهلنستيين ، وسلطات الكنيسة ، وعلماء الفلك من المسلمين في القرون الوسطى ، وكانت أسبابهم لدحض علم التنجيم في كثير من الأحيان تعود لأسباب علمية حيث تعد الأساليب التي يستخدمها المنجمين تخمينية وليست تجريبية ، وينظر العديد من العلماء المعاصرين مثل "ريتشارد دوكينز" و "ستيفن هوكينج" إلى التنجيم بوصفه غير علمي و أنه خرافة ، يقول العالم "ستيفن هوكينغ" عام 2001 في أحد محاضرته "بأن السبب في أن معظم العلماء لا يعتقدون في علم التنجيم هو لأنه لا يتفق من نظرياتنا التي تم اختبارها في العديد من التجارب" واستخدم "إبن القيم الجوزية" في كتابه "مفتاح دار السعادة " الحُجج التجريبية في مجال علم الفلك من أجل تفنيد التنجيم وقراءة البخت وقد وصف "أندرو فرانكوني" من الجمعية الفلكية في منطقة المحيط الهادئ التنجيم بالزائف ويقول الفليلسوف " إدوارد جيمس" أن علم التنجيم غير عقلاني ولا يُمكن وضع آليات لتحليله وقياسه ، وقد فشل كعلم منطقي و قد انتقد "بارت بوك" في بيان له علم التنجيم ايضاً  وقال أنه لا أساس علمي لمبادئ علم التنجيم كما حذر الناس من طلب النصيحة الفلكية .

دراسة في علم التنجيم

 
على النقيض من المشككين بعلم الفلك والتنجيم ينظر العديد من العلماء والباحثين والدارسين والمنجمين أن علم التنجيم علمي ومنطقي وقد إقترح بعض المنجمين التقليديين مبدأ السببية عند قياس التأثيرات التي يُمكن أن تحدث بالحقل المغناطيسي من الأرض يكون كبيراً جداً ، ولكن عند قياس الحقل المغناطيسي على سبيل المثال من كوكب بعيد مثل كوكب المشتري يكون التأثير أصغر بكثير من تلك التأثيرات التي تنتجها الأجهزة المنزلية العادية ويقول الفلكي "فيل بلايت" أنه من حيث الحجم الشمس هو الكائن الوحيد مع المجال الكهرومغناطيسي القابلة للملاحظة ولكن علم التنجيم لا يقوم على مراقبة الشمس وحدها أنما يحاول المنجمون أن يشيروا إلى القوى الخمسة ويحاولون توحيدها ، وهذا لا يتفق مع إتجاهات علم الفيزياء ، ولكن على الرغم وجود العديد من الدراسات العلمية لمحاولة أثبات تأثير حركة النجوم والكواكب على الأحداث في الأرض وحياة الإنسان ، إلا أنه لم يثبت علم التنجيم فعاليتها في الدراسات كما أنه ليس لديه الصلاحية العلمية ولهذا يعتبر علم زائف لأنه يستخدم منهج التجربة العمياء في اختبار فاعلية علم التنجيم ، كتب التنجيم تحتوي على العديد من البيانات القابلة للقياس ، حيث يقال أن : مواليد الأبراج الهوائية "الجوزاء - الميزان - الدلو" هم الأكثر تفكيراً مقارنة بالذين ينتمون إلى الأبراج المائية "السرطان - العقرب - الحوت" ولهذا يُمكننا أن نتوقع أن عدد الأشخاص المشككين في الأبراج المائية ورغم هذا تبقى هذه مجرد فرضية لم يتم إختبارها ، وقامت الفيزيائية "شون كارلسون" بإجراء إختبارات تجريبية صارمة بعلم التنجيم وتعتبر من أشهر التجارب التي نشرتها في العديد من المجلات المرموقة ، ومنها مجلة "الطبيعة" ووجدت الدراسة أن علم التنجيم الولادي ليس أكثر من صدفة وأن الإختبار يدحض بوضوح التأثيرات الفلكية على الأحداث في الحياة وعلى الناس . 

وبين هذا وذاك يبقى علم الفلك والتنجيم من أهم العلوم والمهارات التي يؤمن بها الملايين من الناس في العالم قديماً وحديثاً ورغم حملات التشكيك العلمية لهذا العلم إلا أنه ينجح في أحيان كثيرة في إثبات نفسه كعلم قديم مهم في حياة الإنسان .

بحث وإعداد : ياسمين عبد الكريم
Copyright©Temple Of Mystery
اقرأ ايضاً لخبيرة معبد الغموض في الأبراج وعلم التنجيم يارا سعيد حجاج ...
الأبراج كما لم تعرفها من قبل 1
الأبراج كما لم تعرفها من قبل
2
الأبراج كما لم تعرفها من قبل 3

التعليقات

William 2018-11-06 01:58:42

رائع

منى 2017-05-25 01:16:14

اكثر من رائع فعلا استفدت منكم الكثير

امل يس حسن علي 2017-02-18 11:07:42

موضوع شيق جدا عايزة اعرف كل حاجة عن برج القوس وعلي طول الحمد الله انا كل حاجة علي طول مش بتحقق مع اني باشتغل كتير وانا عندي٥٢ سنة ومش عارفة اعمل ايه

المها 2016-12-28 14:18:34

شكررا على المعلومات

هبة قزيحة 2016-12-18 16:30:13

الجميل في هذا المقال بأنه تم نشره في اليوم الموافق لتاريخ ميلادي...

زينة 2016-12-18 14:13:55

لطالما آمنت بأن الابراج لا سيما تراصف المواكب والنجوم قد تؤثر بشكل او بآخر علی حياتنا اليومية سواء من مشاكل او حظ جيد او حتی في المزاج وإلی الآن أؤمن بذلك، لكنني أؤمن أكثر بأن الانسان هو سيد مصيره وأنه هو من يصنع قدره اذا ما آمن بذلك عوض ان يتقيد بالتنجيم او التنبؤ او الفلك فيصبح مقيدا لما يسمی تنبؤ الابراج واسيرا لهواجس قد لا تتحقق..مقال رائع استاذة ياسمين وبالتوفيق دوما

سارة 2016-10-04 11:47:47

اريد ان اعرف بالتفصيل عن برج الدلو

ريان طابت 2016-06-21 22:12:43

انا من السودان اول مره اتعرف ع معبد الغموص غايه في الروووعه دخلت الابراج كل الاتكتب صحيح وتوقعات برجي كانت كلها صادقه وصحيحه

نازنين 2016-04-27 10:37:25

جميل و روعة

نرمين ابراهيم 2016-04-16 16:25:13

قمة فى الروعة والجمال . ماشاء الله بالصدفة اتعرفت ع الموقع دا ومن وقتها وانا بستنى وقت الفراغ عشان ادخل واقرأ الموضوعات. جزاكم الله خيرا وزادكم علما .

نسيمة 2016-03-26 21:21:10

موضوع جميل ويستحق المتابعة وانا احب علم الابراج

عبدالله 2016-03-05 23:40:40

يجب ان لا نقترب من ذلك العالم المظلم صدقيني لا عوده ارجو المعذره لا اقصد السخريه باللعكس تماما انا اعرف ما اقول لاعوده انهم يراقبوننا دكتوره ارجوك لا تصدقي فقط اجعلي لك خط دفاع قوي لاتبتعدي عن الحقيقه فقط بها تصبحين قويه انا احب معبد الغموض

عبدالله 2016-03-04 00:21:10

موضوعك شيق دكتوره ياسمين وبمثك يشمل جميع النقاط الهامه لكن مازال غامضا ومحيرا ومعظم مقالاتك شديده الوضوح لاتبتعدي دكتوره عن الحقيقه لانك تملكين القدره علي ايجادها اقرب نجم يبعد ملايين السنين الضوايه كيف توثر علي عقولنا واجسادنا فقط نستطيع بها معرفه المواسم فعلا كانت البدايه بابل والسحر من هناك السحر الوهم الخيال الظل الذي بجانبك هرا كذب كل شي نسبي حتي وجودك نسبي انا احب معبد الغموض

مها 2016-02-24 15:28:12

قمة الرووعه

ندى العمراني 2016-02-22 17:34:10

رااااااااائـٰعة ياصديقتي ،، مقال بمنتهى الدقة ابدعتي ❤ وأنا مع الاخ طارق اذا اجتمعت يارا وياسمين في مقال سيكون قنبلة 😍 بالتوفيق ياعزيزتي

ماريا 2016-02-20 23:31:37

ابداع واتقان اشكركم جزيلا

باسم عياد 2016-02-19 01:49:37

موضوع مثير للإهتمام و المقال منظم بطريقة رائعة ! شكرا لمعبد الغموض على تطرقهم إلى مواضيع تثير فضولنا و تمنياتي لكم بالإستمرارية و التقدم !

sirine ayadi 2016-02-19 00:33:26

I reallly do think and beleive in all of this !! it is so intresting topic to be suggested . I'm from Tunisia and most of us or even the majority beleives in horoscopes . So thank you for your research and I hope better for you

طارق محمد 2016-02-17 23:44:33

اتمنى ايضا لو اجتمعت استاذة ياسمين واستاذة يارا في موضوع انا متأكد سيكون موضوع مذهل جدا

طارق محمد 2016-02-17 23:42:26

شكرا استاذه ياسمين انا من المعجبين بمقالاتك وحسن اختيارك لمواضيعك واحببت لك موضوع مملكة إرم كان غاية في الروعة والجمال وفي انتظار مواضيعك القادمة

رائد 2016-02-17 01:11:04

والله انتي اجمل واحلى وارقى يارا سعيد انتي في منتهى الجمال والروعه

عمر عبد اللطيف 2016-02-15 09:13:27

الموضوع اكثر من رائع ، شكرا استاذه ياسمين

عبد الله 2016-02-15 09:12:10

مقال مفيد ورائع

ساهر الليل وطن النهار 3 2016-02-14 22:39:52

البعض يعتقد ان الابراج تؤثر على كل مايجري على سطح الارض والبعض لا يؤمن بذلك . . ولكن الاهم من ذلك .. على الانسان ان يؤمن بأن الابراج مسيره ومدبره ومسخره بيد الله خالقها .. فإذا كان هناك قدر فلا يرد القدر إلا الله جل في علاه ... شكرا استاذه ياسمين

نسرين 2016-02-14 20:40:40

من اجمل المواضيع

وليد عمر 2016-02-14 19:58:04

شكرًا أستاذه ياسمين

حاتم 2016-02-14 18:03:40

موضوع جميل ومحايد في علم الفلك والتنجيم بين العلم والحقيقة والزيف

احمد جابر 2016-02-14 16:48:36

نريد مواضيع جديدة أكثر نرجوكم

نوره 2016-02-14 16:25:54

روووووووووووووووعه

محمد 2016-02-14 16:16:28

موضوع جميل استفدت الكثير

أمل 2016-02-14 16:15:59

موضوع قمة الروعة

إضافة تعليق على المقال



تنبيه : اكتب تعليقك مع احترام الرأي وتجنب الاستخفاف ضد أي معتقد أو دين أو طائفة أو تمييز ضد المرأة أو إهانة للرموز العلمية والثقافية أو التكفير أو الاستهزاء من فكر أو شخص .


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق

مشرف الموقع : تم تدشين هذا الموقع الخاص بالماورائيات والظواهر الغامضة التي تخرج عن حدود التفسير من أجل كل المهتمين في العالم العربي خصوصا ، وهو سيكون منبرا لكل من يجد في نفسه القدره والشغف على البحث والتحقيق في مثل هذه الظواهر ، نحن لسنا من أنصار الخرافات والاساطير ولكن طالما كان البحث العلمي مصدرا للمعرفة لكي نفهم ونعلم والله وحده أعلم . رامي الثقفي
تصميم و برمجة : يونيك اكسبيرنس لخدمات المعلومات المتكاملة