بريبيات
إخلاء شامل
في 26 أبريل عام 1986 إنفجر المفاعل رقم 4 في محطة "تشيرنوبيل" للطاقة النووية ، ووقع الإنفجار أثناء محاولة العلماء إجراء إختبار السلامة ، وتسببت الإنفجارات في إنتاج كميات كبيرة من المواد المُشعة الخطيرة والسامة التي إنتشرت على مساحات واسعة من الإتحاد السوفياتي السابق وأوروبا ، أثناء وقوع الإنفجار كان الكثير من سُكان المدينة نائمون ولا يعرفون ما الذي كان يحدث ، حتى المستيقظون منهم كانوا في غفلة عن تلك المأساة النووية التي بدأت تتكشف من على بُعد بضعة كيلومترات ، وفي صباح اليوم التالي واصلت المواد المُشعة الإنتشار أكثر في المدينة وجزء كبير من الريف ، وذهب سُكان بريبيات لإعمالهم العادية غافلين عن ذلك الخطر ولكن سُرعان ما بدأ الناس يشعرون بالمرض وبالأعراض الجديدة التي بدأت تظهر عليهم من الصُداع والغثيان والقيء ، حيث شهدت العيادات والمستشفيات تزايداً مفاجئاً في أعداد المرضى للعديد من الناس الذين كانوا يعانون من الشعور بطعم معدني في الفم جنباً إلى جنب مع غيرها من الأعراض بسبب إنتشار السموم الكيماوية من المفاعل النووي ، واستغرق الأمر ما يقرب من يومين لإجلاء كل سُكان المدينة ، على الرغم من أنه قيل لهم في بادئ الأمر أن الإخلاء سيكون لفترة مؤقتة حيث قد تركوا معظم ممتلكاتهم ، ولكنهم لم يكونوا يعلمون أنهم سيتركونها وراءهم إلى غير رجعة .
بقايا مدينة
بريبيات هي كانت مدينة أوكرانية تأسست في فبراير عام 1970 بغرض إيواء العلماء والعُمال وعائلاتهم لبناء مفاعل تشيرنوبيل النووي ، وبنيت في الأساس لإستيعاب كل موظفي محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية والسكك الحديدية وميناء البضائع ، وبحلول عام 1986 كان عدد سكانها حوالي 49 ألف نسمة وكان من المتوقع أن يتضاعف ذلك العدد تقريباً في غضون بضعة عقود ، وكانت المدينة مهيئة مع كل عوامل البنية التحتية من مراكز سُكانية تكفي لإيواء جميع موظفي المفاعل النووي مع وجود 15 مدرسة إبتدائية و 5 مدارس ثانوية ومستشفى وعدة عيادات ومحلات ومراكز للتسوق والمقاهي والمطاعم والفنادق والملاعب والقاعات الرياضية وحمامات السباحة العامة والملاعب والمصانع ، والأكثر شهرة من كل شيء في هذه المدينة كان متنزه تسلية صغير كمدينة للألعاب والترفيه ، حيث كان متوسط عمر الأفراد في تلك المدينة ستة وعشرين عاماً ، وبعد إخلاء المدينة تم تسييج المدينة بالكامل وأصبحت الطرق محطمة ومتصدعة تماماً كما بدأت النباتات تنمو على أسطح المباني والمنازل وبدأت غالبية المباني تنهار تدريجياً ، مع العلم أنه يمكنكم للآن أن تأخذوا جولة في مدينة الأشباح عندما تسافرون إلى أوكرانيا لأن مستويات الإشعاع ليست عالية بما يكفي لتكون خطرة على الصحة من خلال جولة واحدة ، باستثناء أولئك الذين يبقون لأسابيع طويلة بدلاً من ساعات ، حيث يوجد حارس وحيد يقف عند بوابة المدينة الذي سوف يوفر لك الوصول إلى داخل المدينة ، وعلى الرغم من تسييج المدينة بالكامل ووجود دوريات أمن تدور حول المنطقة فإن المدينة ليست مُحصنة بما فيه الكفاية ضد السارقين والمخربين ، حيث تم نهب معظم المباني وتمت إزالة وأخذ أي شيء ذو قيمة ، وعلى الرغم من أن غالبية سُكان المدينة لم يفقدوا حياتهم نتيجة الكارثة ، ولكن كثير منهم قد توفي في وقت لاحق بأمراض السرطان وغيرها من المضاعفات الناجمة عن تعرضهم للغبار والغازات خلال إنفجار المفاعل النووي ، ولكن بعد إخلائها برزت العديد من قصص الأشباح المثيرة للإهتمام .
أشباح من بين الخراب
بحسب الروايات فإن الظهورات الأكثر شيوعاً للأشباح في بريبيات كانت "أشباح الأطفال" الذين قد شوهدوا في الممرات والغرف في المباني السكنية الفارغة وفي مدينة الألعاب القريبة منها ، حيث لاحظ الزوار والمستكشفين ظهورات شبحية لأطياف تظهر وتختفي بسرعة وقد تم العثور على العديد من اللعب والدمى بين أكوام الخراب التي كانت تنتمي إلى العديد من الأطفال والأسر المختلفة ، مع العلم أن بعض الأشخاص الذين ترددوا على دخول المدينة لمرات متعددة قالوا بأن ألعاب ودمى الأطفال كانت تتحرك من مكانها وتذهب إلى مكان آخر غير الذي وجدوها فيه أول مرة ، شخص آخر قال أنه عثر على جميع الدمى مجتمعة في مكان واحد تحديداً في مدينة الألعاب في البلدة ، حيث يعتقد الكثيرون أن أرواح الأطفال هي التي قامت بذلك ، ويبدو أن أي إتصال مع أرواح هؤلاء الأطفال سوف يكون تفاعلياً ، حيث أن العديد من الزوار يقولون أنهم كانوا يشعرون بالمراقبة من شيء ما ، وبالتأكيد كان هناك من ينظر إليهم بصمت من بين الأطلال ، الظهورات الأخرى كانت لأشباح طيفية بيضاء ، حيث تم الإبلاغ عن تلك الأشباح وقالوا بأنها تظهر ومن ثم تختفي بسرعة وكانت تلك الأشباح الطيفية البيضاء "واضحة جداً" لجميع زوار المدينة ، ربما أن الطبيعة المُشعة للموقع تسمح للإنسان رؤية أرواح الموتى أو أن ترى الأشباح بوضوح أكثر من أي مكان آخر وأي ظروف أخرى بسهولة !.
بريبيات تبقى دائماً فارغة وخطير جداً ، وسوف تبقى دائماً من أفضل الأماكن بالنسبة لأولئك الذين يرغبون في تجربة الكشف عن الأشباح ، لأن هذه المدينة هي أكبر مُدن الأشباح في العالم اليوم ، ما رأيك ؟ هل يجب عليك المغامرة هناك ؟ لأنك لو تجرأت على تسلق المباني المرتفعة في بريبيات ربما سوف تكون في إستقبالك العديد من الأشباح ، والأجمل أنك سوف تلقي نظرة بعيدة على محطة تشيرنوبل للطاقة النووية وأنت على سطح المباني المرتفعة من على بُعد بضعة كيلومترات ، وهذا في حد ذاته شيء مهم لمحبي الإكتشاف ومشاهدة المواقع التاريخية العالمية ، فهل تعتقد أن مستويات الإشعاع العالية قد تسمح لأن تكون الأشباح أكثر وضوحاً ويمكن رؤيتها بسهولة ؟ .
بريبيات - مدينة الأشباح
Copyright©Temple Of Mystery
التعليقات
موضوع جميل
كم اعشقكم واعشق هذا الموقع الرائع
موضوع رائع كاثرينا شكرا لك
روعه بجد كنت صغير اوى ساعت انفجار المفاعل وعشت سنين وانا عايز افهم ايه اللى حصل شكرا ليكو بجد احلى موقع فى الدنيا
حرام عليكم موضوعات حضراتكم في غاية الروعة والجمال
هذا أشبه بالخسف عندما يهجر السكان مدينه او قريه أو جزيره .. مدائن صالح.عقابها من السماء ...بريبيات عقابها بما صنعته ايديهم ...ثانكيو كاثرينا
جمييييل
موضوع جميل يفتح لنا نافذة ثقافية على هذه المدينة ، شكراً لكم ، كنا قال المعلقون الاخوة قبلي نرجو منكم مواضيع اكثر لأن موضيعكم جميلة جدا وموقعكم رائع ونحن ننتظر كل جديد منكم ، عن نفسي ادخل للموقع يومياً لأرى ما الجديد
مخيفة لا اتمنى زيارتها
موضوع جميل ،،،، نريد مواضيع اكثر ارجوكم
اتمنى زيارتها يوما ما مع أنها خطيرة ليس من الاشباح فقط وإنما من الاشعاعات النووية
فكرة جديدة استاذة كاترينا ان تطرحي سؤالا ان مستويات الإشعاع تساعد اكثر على روية الاشباح ، اعتقد نعم ، وايضاً هجران المكان لمدة طويلة يساعد على تواجد وكثافة الجن والأشباح
سبحان الله انها اصبحت مدينة اشباح فعلا
أنه موضوع جميل جدا ، ارجوكم نريد مواضيع بسرعه لان مواضيعكم جميله وننتظرها دائما
جميل ..اناشد القائمين علي الموقع بالتجديد اسرع لاننا ننتظر بين مقال ومقال فتره طويله ..
موضوع راائع كالعادة
شكرا كاترينا الموضوع حلو ولااعتقد ان جولة في مدينة كهذه عدة ساعات سوف تسبب ضررا لصحة الانسان لذلك ارحب بجولة في مدينة كهذه بغموصها واشباحها والهدوء بعيدا عن ضوضاء البشر ومن اجل ايضا اخذ العبرة انه لايوجد اي سيء دائم ولا ثابت وانه بلحظة قد يفقد الانسان كل شيء ولابد ان يكون قويا
لا ريب ان الاشعاعات تساهم في جعل الاشباح مرئية اكثر كذلك فإن الغازات السامة قد تسبب نوع من الهلوسة الدماغية بحيث تنشط فيه حركة التخيل تماما كالمخدر و يكون تأثير هذه السموم اكبر علی الناس الذين لم يحتكوا به اي الذين ليس لديهم مناعة بعكس السكان الاصليين مما جعل احساسهم بالمحيط اكبر و مضطربين اكثر..انا لا انكر وجود الارواح التي هي ربما ارواح الذين ماتوا بسبب تلك الكارثة ولا اظن بأنها ارواح ناقمة لانها لو كانت كذلك لما سمحت لأحد بالدخول..ولكن الاشعاعات و الغازات السامة و العوامل المحيطة ستؤثر بدون شك علی مستوی عمل الدماغ مما يجعل الامور مختلطة..قد يقول البعض بأن التأثر بالغازات يحتاج الی وقت ومدة معينة..اجل بالطبع ولكن ليس بالنسبة للأشخاص الذين لم يعتادوا علی تنشق مثل تلك الغازات والتي تعمل عملها تماما كما تعمل المخدرات عند استخدامها لأول مرة..في جميع الاحوال و رغم انني قرأت كثيرا عن الاماكن التي تسكنها الاشباح، لكن هذه هي المرة الاولی التي اسمع بها عن بريبيات...شكرا جزيلا علی المعلومات القيمة و بانتظار كل جديد ^_^