• Search
  • Menu


نوح : أسطورة العماليق من نسل الملائكة الساقطة

رامي الثقفي    أضيف بتاريخ : 2022-02-06 10:31:47    عدد الزيارات : 4204 زيارة


دائماً عندما يُذكر إسم "نوح" يتبادر إلى الأذهان فوراً عند مُعظم الناس ذلك النبي الصالح المذكور في القرآن الكريم والكتاب المقدس الذي بنى فُلكاً أو سفينة عملاقة وأنقذ نفسه وأسرته وعدداً كبيراً من الحيوانات من الطوفان العظيم ، قصة نوح الذي كان يبلغ من العمر 600 عام وقت الطوفان وسفينته ليست مجرد قصة توراتية أو قرآنية ، بل كان نوح معروفاً بإسم مُختلف في الهند ، وأيضاً بين قدماء المصريين وحتى عند قبائل الأمريكيين الأصليين في أمريكا الشمالية .

في الواقع تبدو بعض تفاصيل قصة نوح أسطورية ، لذلك يعتقد العديد من الباحثين أن قصة نوح والسفينة مستوحاة من قصص الفيضانات الأسطورية في بلاد ما بين النهرين ، ولا سيما في "ملحمة جلجامش" وعلى الرغم من أن الكثيرين لا يزالون يشككون في أسطورة الطوفان ، إلا أن هناك عدد آخر من العلماء مقتنعون بأن قصة سفينة نوح والطوفان العظيم كانت مبنية على أحداث حقيقية ، ومع ذلك بقدر ما تكون هذه الأحداث مثيرة للإهتمام ، فإننا لن نُركزّ اهتمامنا على محاولة نوح الهرب من الطوفان ، بدلاً من ذلك سنناقش هذه المرة أصل نوح نفسه ، وسنحاول أن نبحث في بعض السجلات والمخطوطات القديمة التي ذكرت أن نوح لم يكن إنساناً عادياً ، سنناقش أيضاً علاقة نوح مع العمالقة ذوي البشرة الحمراء من نسل الملائكة الساقطة والتي غالباً ما يتم تجاهلها .

الكتاب المقدس وحتى القرآن مليء بالنصوص عن حياة "النبي" نوح ، وعندما نقرأ ما بين السطور وندرس بعض النصوص بمزيد من التفصيل ، يُمكننا أن نكتشف أن بعض الشخصيات الدينية قد لا تكون تلك التي إعتقدناها ، حيث تم ذكر نوح في نصوص قديمة أخرى غير كتابية تستحق المزيد من المناقشة .

قصة ولادة نوح في المخطوطات القديمة

جاء في مخطوطات ونصوص قديمة للغاية أنه عندما رأى "لامك" والد نوح إبنه المولود لأول مرة ، شعر بالرعب الشديد بسبب مظهر الطفل غير العادي ، كان نوح مختلفاً عن الأطفال العاديين لدرجة أن "لامك" شكك في أن يكون هذا الطفل من نسله ، ونظر لامك إلى الطفل ورأى أن "جسده كان أبيض كالثلج وأحمراً مثل الوردة وشعر رأسه طويل أبيض كالصوف وعيناه واسعتان جميلتان ، وعندما فتح عينيه ، أضاء المنزل كله مثل الشمس" وعندما شك لامك في أن هذا الطفل ليس من صُلبه إحتجت زوجته "باثنوش" بسخط وقالت : "أن هذه الفاكهة زرعتها أنت ، وليس من قبل شخص غريب ، أو أي من الكائنات السماوية".

قرر "لامك" المُضطرب والمرتبك زيارة والده "متوشالح" ليسأله عن هذا الطفل الجديد غير الطبيعي ، وهناك نص مثير للإهتمام مأخوذ من كتاب نوح يروي كيف يخبر "لامك" والده عن قلقه من وجود خطأ ما بهذا الطفل .

قال له "لامك" : "يا أبتي لقد ولدت إبناً غريباً ، يختلف عن الإنسان ولا يشبهه ، ويشبه أبناء إلهة السماء ، طبيعته مختلفة ، وهو ليس مثلنا ، وعيناه كأشعة الشمس ومنظره مجيد ، ويبدو لي أنه لم ينشأ مني ! بل من الملائكة ، وأخشى أن يحدث في أيامه عجائب على الأرض ، والآن يا أبي ، أنا هُنا ألتمس منك أن تذهب إلى أبينا أخنوخ "إدريس" وتعرف منه الحق .

ولما سمع "متوشالح" كلام ابنه "لامك" ذهب إلى أقصى الارض بحثاً عن أخنوخ ، وجاء ما نصه : "ولأنه علم أنني هناك ، صرخ بصوت عال وسمعت صوته وأتيت اليه" فقال له أخنوخ : ها أنا ذا يا إبني ، لماذا أتيت إلي ؟ فأجاب متوشالح وقال : "لسبب مثير للقلق أتيت إليك ، وبسبب رؤية مزعجة جئت ، والآن يا أبي إسمعني : لقد ولد إبني لامك إبنًا لا يُشبهه أحداً ، وطبيعته ليست مثل طبيعة الإنسان ، ولون جسده أكثر بياضاً من الثلج ، أحمر مثل الوردة وشعر رأسه أبيض من الصوف وعيناه تشع مثل الشمس وعندما فتح عينيه أضاء البيت كله ، وخاف أبوه لامك وهرب إليّ ، ولم يصدق أنه نزل منه ، بل يظن أنه على شبه من ملائكة السماء ، وها أنا أتيت إليك لتعرفني بالحق .

فأجابه أخنوخ "إدريس" وقال له : "الربّ سيفعل شيئاً جديداً على الأرض ، وهذا ما رأيته بالفعل في رؤيا سابقة ، وأخبرك أنه في هذا الجيل بعض من ملائكة السماء قد تعدّوا على كلمة الربّ ، وها هم يرتكبون المعاصي ويتعدون على الناموس ، واتحدوا بنساء الأرض وارتكبوا الخطيئة معهُن ، وتزوجوا وأنجبوا منهن أولاداً ، وسيظهر على الأرض عمالقة ، ويكون هناك عذاب عظيم ، ثم تتطهر الأرض من كل نجاسة ، نعم ، سيأتي دمار عظيم على كل الأرض ، وسيكون هناك طوفان ودمار عظيم لمدة سنة واحدة ، وهذا الإبن الذي ولد لـ لامك سيبقى على الأرض ، ويخلص أبناؤه الثلاثة معه عندما يموت كل البشر الذين على الأرض "يخلص هو وأبناؤه" والآن عرِّف ابنك "لامك" أن المولود هو في الحقيقة هو إبنه ، واجعل إسمه نوحاً ، لأنه سيخلص هو وأبناؤه من الدمار الذي سيأتي على الأرض بسبب كل الخطيئة وكل الإثم الذي سيكتمل في أيامه ، وبعد ذلك سيكون هناك إثم أكثر من الذي تم على الأرض لأول مرة ، لأني أعرف أسرار القديسين ، فقد أراني الربّ ذلك وأخبرني ، وقد قرأتها في الألواح السماوية" .

إذاً .. فهمنا من هذا النص أن ما أقلق "لامك" هو أن مظهر نوح اللامع والغريب وأن هذا قد يعني أنه كان طفلاً من صنع أحد الملائكة ، لكن أخنوخ "إدريس" يؤكد له أن هذا ليس هو الحال ، وأن الطفل هو من نسله وأسماه نوحاً الذي يعني الخلاص .

وفي الحقيقة كان لدى "لامك" أسباب للشك في أن نوح كان طفله ، وفي الواقع هناك نصوص غريبة في "كتاب أخنوخ" تقول أنه "في العصور القديمة ، تمرد 200 من الملائكة على الله في السماء بقيادة الملائكة "شمحازي" و"عزازيل" الذين سبق أن أشرت إليهم في موضوعي السابق المتعلق بكوكب الزهرة ، حيث هبطت الملائكة الساقطة إلى الأرض على "جبل الثلج" أو ما يُسمى جبل الشيخ في الشام ، وتزاوجوا مع نساء البشر ، وأدّى ذلك إلى ولادة "عمالقة هجينين" متعطشين للدماء ومن ثم أدّى كل ذلك لاحقاً إلى الطوفان العظيم ، كما تقول النصوص القديمة في بعض المخطوطات المكتشفة ، وعلى الرغم من أن "أخنوخ" أكد لـ "متوشالح" وأبنه "لامك" والد نوح أن نوح كان بالفعل من نسلهم ، إلا أن هناك بعض الجوانب الغريبة لهذه القصة بأكملها ، هل كان أخنوخ "إدريس" رسول الله قبل الطوفان على حق ؟

حيث أن تلك النصوص القديمة تذكر أن نوح لم يكن إنساناً عادياً ، و ارتبط بالعمالقة ذوي البشرة الحمراء ، وهذا يجعلنا نتساءل ، ما هو الدور الذي لعبته الملائكة الساقطة في كل تلك الأحداث الكتابية الغامضة ؟ وأيضاً ، ما الذي يشترك فيه نوح مع الحضارة القديمة الغامضة المفقودة وبالتحديد قارة اطلانتس ؟ جاء التأكيد المذهل للقصة مع إكتشاف "مخطوطات البحر الميت" حيث أشتبه "لامك" كما ذكرنا أعلاه في أن طفله قد جاء به أحد "السماويين" أو الكائنات العملاقة الهجينة ، فربما لم يكن نبي ما قبل الطوفان على علم بالحقيقة الكاملة وما نعرفه أيضاً من الكتاب المقدس أن ولادة نوح تتزامن مع موت آدم .

وعندما نأتي على ذكر آدم يجب أن نعترف أنه شخصية كتابية معقدة أيضاً ، والعديد من الجوانب التي تتناول آدم مفتوحة للتأويل ، وتظل هوية ودور الملائكة الـ 365 الذين لهم أحداث خاصة وغريبة في خلق آدم لغزاً كبيراً ، وربما نتحدث عن هذا الموضوع فيما بعد ، كما تم التشكيك في ما إذا كان آدم هو أول إنسان على هذا الكوكب ، هناك أيضًا نظرية مثيرة للتفكير تقترح أن آدم لم يكن إنسانًا بل كان شيئًا آخر ، بل أن هناك نظريات تقول بأن آدم كان عملاقاً ولم يكن كائناً عادياً وظهر من عالم تحت الأرض ، صحيح ، تبدو هذه النظريات مذهلة وغريبة وتكاد تكون سخيفة ، كما قد يقول البعض ، ومع ذلك فهي ليست نظريات صرفة ، ولكنها بيان نجده في الكتب والنصوص القديمة المقدسة.

فهل يمكن أن نقول الشيء نفسه عن نوح ؟ هل كان نوح أيضاً عملاقاً ولد في ظروف غير طبيعية ؟ .

هل كان نوح ناجياً من شعب قارة اطلانتس ؟

في الواقع يعتقد بعض العلماء وبخاصة علماء السحر والفلك أن نوح كان ناجياً عملاقاً ذو بشرة حمراء من قارة أطلانتس حوالي 10000 سنة قبل الميلاد ، وقد إقترحت نفس الأمر في كتابي "إمبراطورية نوح والعالم المتقدم" في الواقع لم أقترح أنه كان عملاقاً من نسل الملائكة ولكني إقترحت انه بالفعل كان ناجياً من قارة اطلانتس المفقودة ، وتقترح نظريات قديمة بديلة أخرى أن عمالقة أطلانتس يعرفون أكثر مما نتخيله عن أسرار كوكب الزهرة ، بحيث أن قصة تدمير حضارة أطلانتس الفاسدة توازي الحكاية التوراتية للعماليق أبناء آلهة السماء الذين بسبب شرّهم المُفرط كان الطوفان العظيم الذي دمر كل البشرية الخاطئة ، تاركاً فقط نوحاً الصالح وعائلته ليتم خلاصهم .

وبالعودة إلى صُلب الموضوع لابد أن أشير إلى أن الإغريق قد إعتبروا أن العمالقة هم أبناء "أورانوس" مما يرمز إلى أقدم سلالة نجمية ، وبالتالي ربطوا نوح برجال الفضاء ، ووفقاً للتقاليد الكتابية والدينية ربطوه "بالملائكة" أبناء الله ، حيث تصف القصة في سفر التكوين أن ما قبل الطوفان كان مُجتمعاً متحضراً ومتقدماً جداً ولكن الشرّ والظلم قد عمّ في تلك المجتمعات بكثرة ، وقد دُمّرت حضارتهم تماماً بسبب ذلك الفيضان والطوفان الهائل ، الذي أبحر الناجون منه بعيداً ، مما يُشير إلى تدمير أطلانتس كما اقترحت في كتابي المذكور أعلاه ، هُنا وجهة نظر ، لو أن البشر كانوا بشراً عاديين في تلك الفترة من حيث الأجسام والقدرات فهل يستحق الأمر أن يأتي طوفان وفيضان هائل عظيم يدمر الأرض ليبيدهم جميعاً ؟ في الواقع إن إعتقدنا بتلك القصة فنحن نرى أن فكرة العماليق والملائكة الساقطة نظرياً أرجح من حيث نوع العذاب الموصوف لإبادتهم .

أخيراً أقول أن هذه الأحداث التي ناقشناها "إن حدثت" فهي حدثت في الماضي البعيد ، والنظريات المقدمة ذات طبيعة بديلة ، وما أشرت إليه فقط من أجل المعرفة ليس إلا ، ولا يُمكن تأكيد أي شيء ، لكن أولئك الذين يستغرقون وقتاً في دراسة ومقارنة الشخصيات والأحداث الموصوفة في النصوص القديمة والسجلات المقدسة سيجدون العديد من أوجه التشابه التي تدفعنا إلى التفكير بجدّية في القصص الكتابية حيث يبدو أنها أكثر تعقيداً مما نتصور .

 

كتبه : رامي الثقفي - Templeofmystery.com

حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com

Copyright©TempleOfMystery.com

التعليقات

  • noor

    موضوع رائع

  • Magda

    على الارجح انه من نسل العمالقة الحمراء .. موضوع رائع 👏

  • عبير

    موضوع رائع كالعادة

  • سامي

    نريد موضوع عن الملاكئة 365 !! ارجوكم

  • عمار الاسدي

    افكار غير تقليدية اعجبتني وفعلا قصة نوح وشخصيته لغز محير

  • هاني سعد

    مواضيع متميزة جدا

  • جواهر

    موضوع راااااائع

أضف تعليقك


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق