دفينة المزرعة : محاولة فك الكنز المرصود
منصور محمد منصور أضيف بتاريخ : 2023-08-23 16:49:32 عدد الزيارات : 2317 زيارة |
في أحد المُدن الأردنية في ثمانينات القرن الماضي ، كانت هناك عائلة تملك مزرعة صغيرة ، مُقام عليها بيت ريفي صغير تقضي به هذه العائلة إجازاتهم و أوقات فراغهم , لكن كانت هناك هواجس غريبة لدى أفراد العائلة و بالأخص الصغار منهم كلما زاروا هذه المزرعة ، و شعور بكيانات غريبة تحوم حولهم لكن بدون أي أذية ، طبعاً هذه المزرعة التي تم شراؤها من قبل ربّ الأسرة كانت بمثابة إدخار لمستقبل العائلة من ناحية ، و مكان للتنفس من ضوضاء المدينة و الهروب من مشاغل الحياة .
بعد أكثر من عقد من إمتلاك المزرعة ، كان هناك جار يمتلك مزرعة مُحاذية لمزرعة العائلة ، و هذا الجار بين ليلة و ضحاها أنقلب حاله إلى أحسن حال و بدأت آثار النعمة و الغنى تظهر عليه ، على الرغم من أنه كان موظف بسيط براتب متواضع بالكاد يكفي نفقات أسرته التي تتكون من سبعة أفراد ، هذا التغيير الجذري أثار التساؤل في نفس صاحب قصتنا ، مما قاده بأن جاره قد وجد دفينة غيرت حياته للأفضل ! و هنا بدأ هذا الرجل بالبحث في حدود أرضه لأي علامة تقوده لدفينة أو كنز يغير مجرى حياته و حياة عائلته للأفضل .
بعد العديد من الأيام بالبحث في أركان أرضه وجد هذا الرجل علامات تدل على وجود دفائن بالأرض و طار فرحاً و عيونه تلمع بمستقبل مُرفّه ، وبدأ الحفر مع أبنه الأكبر ، لكن مع كل مرة يبدأ فيها بالحفر بجانب العلامات كانت تحدث أمور خارج "نواميس وقوانين الطبيعة" كأن يُكسر الفأس الحديدي ، أو "تخرج أفاعي" بجانب أماكن الحفر ، أو يُصاب أحد ممن يعملون بالحفر بمغص شديد أو إغماء و هُلم جراً ، و طبعاً ذلك قاد هذا الرجل بأن يوقن أن هناك دفين ، و الدفين مرصود و يجب أن يتعامل معه أصحاب الخبرة بفك الرصد ، و لأن الرصد لا يُمكن أن يكون إلا على دفين ثمين ، و ثمين جداً أيضاً .
بعد ثلاثة أشهر من البحث تم التواصل مع شخص متخصص بهذه الأمور من إفريقيا ، و قدم إلى المزرعة و معه خادم , و أمر الرجل بأن يبقيه بالمزرعة ثلاث ليالي ، و كل يوم في الصباح يأتيه بطعام له و لخادمه و اشترط بأن لا يكون الطعام يحتوي على أي منتج حيواني "نباتي فقط" و بالفعل انقضت الثلاث ليالي و عندما قدم الرجل إلى المزرعة وجد الخادم بحالة من الخوف و الهلع ، و عند سؤاله عن السبب أجاب بأن هذه المزرعة مسكونة ، وكانت تهتز ليلاً كأن هناك زلزال ، و دخلت على سيدي رأيته مرتقياً بالهواء دون أي قدرة على الحراك كأن هناك قبضة تمسك به ، طبعاً الرجل لم يصدق كل هذا و اعتبره نوع من الدعاية لسيد الخادم بقدراته و كراماته ، وبعد ذلك دخل الرجل عند هذا الساحر أو المشعوذ و قال له المشعوذ : "إن المزرعة محروسة بجيش كامل من الجنّ مع أحد ملوكهم , و هناك كنوز لن يتخيلها عقلك ، و من ضمن هذه الكنوز تمثال ذهب خالص ، وأنا لا أريد أي شيء من هذه الكنوز لقاء عملي ، لكن تحت التمثال يوجد كتاب ، خذ كل الكنوز كلها و اعطني الكتاب فقط ..!!" .
فقام صاحب المزرعة بسؤال الشيخ بنفس السؤال الذي تبادر لذهنك أخي القاريء ، ما في هذا الكتاب ؟ أو ما هو هذا الكتاب ؟ فأجاب بأنه ليس من شأنك ! أنت تريد الكنوز و أنا أريد الكتاب ، وبعد ذلك طلب منه طلبات أخرى كانت تكلفتها عالية بذلك الوقت ، و بينما الرجل يتخبط يُمنة و يسرة لكي يؤمن ثمن المتطلبات ، بحيث كان من المفترض أن يعود هذا المشعوذ بعد ثلاث أشهر لموعد متفق بينهما , وصل لصاحب المزرعة خبر "موت المشعوذ" في ظروف غامضة جداً ! .
لم يستسلم الرجل و بدأ في البحث عن شخص آخر يفك له رصد المزرعة , و فعلًا وجد ضالته مع شخص آخر ، و عندما قدم للمزرعة قال للرجل نفس الكلام بخصوص الرصد و الكنوز و الكتاب ، و بعد شهرين أختفى هذا الرجل بدون أي سابق إنذار و بدون رجعة ! و بعد هذه القصة بسنة توفي الرجل صاحب المزرعة بحادث مأساوي .
بعد عشر سنوات من وفاة الرجل بدأ أبناؤه عندما إشتد عودهم و اصبحوا شباباً بإستكمال مشوار أبيهم سعياً لتحسين وضعهم المادي المتهالك وقتها ، و هذه المرة بعد الحفر و حدوث ما مرّ به أبيهم من قبل , قرروا أن يحضروا ثلاث شيوخ ثقات من حفظة القرآن ، و مُتخصصين بفك الأرصاد بالقرآن الكريم ، و بعد القرآءة يُقال بأنه حضر ملك الجن و حارس الرصد و دار بينهم الحوار التالي :
• ماذا تريدون ؟ .
أنت تعلم ماذا نريد ، نريد الكنوز التي تحرسها .
و ما المقابل ؟؟ ....
ماذا تريد بالمقابل ؟؟ .
• أريد أن يتم "ذبح إنسان" في هذا المكان ! .
أنت تعرف أن هذا لا يجوز بديننا ، و هذه كبيرة و لن نزهق روحاً من أجل المال .
• حسناً إذاً ، إذبحوا لي "كبش" بدون أن تسموا عليه أو تذكروا عليه أسم الله .
ولكن هذا كُفر بالله و لا نستطيع فعله .
• إذاً أخرجوا و لن تحصلوا على شيء ، و إذا تماديتم سألقي بكم على الشارع الرئيسي "يُبعد الشارع حوالي 2 كم عن المزرعة " .
وبعد هذا الحوار خرجوا بخفي حُنين و بقيت هذه المزرعة لعدة سنوات بدون أي أمل في إستخراج الكنز المرصود إلى أن باعها أولاد ذلك الرجل بدون الأفصاح عن قصتها التي دفنوها في صدورهم .
♦ ملاحظة : القصة منقولة لي من أحد أولاد هذا الرجل و تلك الأحداث سواء كانت صحيحة أم مُبالغ فيها فهي نقل على ذمة الراوي .
♦ الكاتب : منصور محمد منصور من الأردن - بكالوريوس مُحاسبة ، باحث ومُهتم بالخوارق والظواهر الغامضة .
كتبه : منصور محمد منصور - Templeofmystery.com
حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com
Copyright©TempleOfMystery.com
التعليقات
-
معبد الغموض - رامي الثقفي
عفواً صديق الموقع عبد الله .. هذا الموضوع لست أنا من كتبه ، كما هو موضح بخانة كاتب المقال ، ولكن قد أجيبك على هذا السؤال عندما أكتب موضوع متعلق بالدفائن والكنوز ..نشكر لك محبتك للموقع ومشاركتكم المستمرة .
-
عبدالله
عفوا يااستاذ رامي ...ماهي العلامات التي تدل علي وجود دفينه...انا احب معبد الغموض
-
بلال
يزلمي قاعدلي مع بحاشين ذهب و جاي تحكيلي قصصهم الواحد بفوت يقرأ مقال يفيده مو قصص بحيشة ذهب عندي مليون قصه مره جابوا شيخ و نسف جبل كامل مشان الرصد فكنا منك رجعولنا الثقفي هذا سواليفه فارطه
-
معبد الغموض - Temple Of Mystery
Hi & Welcome . We are glad to have you on the site, but at the moment there is no translation in Turkish, you can use translation programs at the present time. We wish you a enjoyable reading
-
Canan
Merhabalar aranızda daha yeniyim öncelikle sayfa kurucusuna teşekkür ederim böyle kadim bilgiler paylaştığınız için. İbnü'l Arabî 'hz arapça alfabetik sayfasını bulamadım bana yardımcı olursanız sevinirim.
-
أسامه
أنا اصدق مثل هذه القصص والدفائن موجودة بكثرة في المزارع والقرى ولكن اغلبها مرصودة
-
فاطمة
سبحان الله موضوع جميل