دونجلاس هــوم : قدرات خارقة لا زالت تأسر العلماء
رامي الثقفي أضيف بتاريخ : 2023-03-20 14:07:35 عدد الزيارات : 3231 زيارة |
نظراً لكونه مختلفاً عن الأطفال الآخرين ، فقد تعرض للتنمر عندما كان طفلاً ، واستغرق الأمر سنوات عديدة قبل أن يجد صديقاً حقيقياً .
لقد فتنت قدراته غير العادية الخبراء لفترة طويلة ، ولا يزال العلماء يجادلون حول القدرات التي يمتلكها ، إنه أحد أكثر الناس غموضاً في عالم الخوارق في العصر الحديث ، ويشهد له حتى المُشككون وممثلون عن أكاديمية علمية مشهورة ، إنهم رأوا بأم أعينهم كيف قام بأفعال لا يُمكن لإنسان عادي أن يفعلها ! .
إذاً ، من كان هذا الرجل الغامض ؟ لماذا كانت له قدرات خارقة ، وكيف نفسر قصته الغريبة ؟ .
دانيال دونجلاس هــوم
ولد "دانيال دونجلاس هــوم" في قرية كوري بالقرب من إدنبرة - اسكتلندا ، في 20 مارس عام 1833 ، كان عمره أربع سنوات فقط عندما بدأت تحدث معه بعض الرؤى الغريبة والمثيرة للإهتمام ، قال دانيال الصغير في ذلك الوقت أنه يمكنه رؤية الأشياء التي كانت تحدث في أماكن أخرى ، وأنه ورث قدرته من والدته "بيتي هوم" التي تنحدر في أصولها من سلسلة طويلة من العرافين ، واشتهرت بالتنبؤ بالأحداث المستقبلية ، مثل أوقات الزواج والموت ! ولسوء الحظ ، لا توجد معلومات عن والد دانيال ، ولكن كانت "بيتي" والدة دانيال لديها ثمانية أطفال ، ولأسباب غير معروفة ، نشأ دانيال تحت رعاية خالته ، التي كان يحبها كثيراً ، وكان يفضل قضاء الوقت معها بدلاً من عائلته ، كان دانيال طفلاً ضعيف البنية ولكنه موهوب ، عانى من مرض السُل في وقت مبكر ، لكن مهاراته كانت رائعة ، كان يمكنه العزف على البيانو والغناء وحفظ القصائد الكاملة .
وعندما كان في الثالثة عشرة من عمره ، كانت لديه رؤية لصديق له إسمه "إدوين" بدى وكأنه يقف عند سفح سريره ، قام إدوين برسم ثلاث دوائر في الهواء ، والتي يعتقد "هــوم" أنها تعني أن إدوين قد مات قبل ثلاثة أيام ، وبالفعل مات صديقه قبل ثلاثة أيام من تلك الرؤيا الغامضة .
أراد "هــوم" أن يصبح طبيباً وكان في الأصل غير مهتم بصنع اسم لنفسه كوسيط. روحاني أو صاحب قدرات خارقة ، ومع ذلك فإن الأخبار المتعلقة بقدراته المُذهلة سُرعان ما جعلته مشهوراً ، بحيث لم يمض وقت طويل عندما انتشرت سمعته في جميع أنحاء أوروبا ، وسُرعان ما أصبح شخصية مشهورة دولية وضيفاً متكرراً للعائلة المالكة في بريطانيا ، وكان من بين معارفه ومعجبيه نابليون الثالث ، والإمبراطور الألماني ، وملكة هولندا ، وأيضاً العديد من أعضاء البلاط الملكي الروسي .
في الواقع كان يمكن لـ "هــوم" أن يشفي المرضى ، ويتحدث إلى الأرواح ، ويحرك الأشياء بأفكاره ، وأكثر من ذلك بكثير ، ومع ذلك فإن جميع مواهبه التي أذهلت الناس أكثر من غيرها كانت قدرته في عملية التحليق أو الإسترفاع ، في الواقع أظهر "هــوم" أنه يستطيع أن يطفوا في الهواء ! لم يفعل ذلك مرة واحدة ، بل عدة مرات .
أقسم شاهدان موثوقان أنهما شاهدا "هــوم" يطير في الهواء ، بحيث طاف مترين فوق الأرض لمدة عشر ثوان ، وكان أحد الشهود هو الباحث والمؤلف المتشكك "مارك توين" وهو باحث معروف ، الشخص الثاني الذي شهد أداء "هــوم" في التحليق هو "ويليام كروكس" رئيس الأكاديمية البريطانية للعلوم ، و كونه رجل علم ، كان "كروكس" مقتنعاً بأن الناس لا يستطيعون الطيران ، ومع ذلك لم يستطع كروكس شرح كيف طار "هــوم" عبر النافذة من الطابق الثالث وعاد عبر نافذة أخرى .
ظهر تقرير كروكس في جريدة كوارترلي جورنال أوف ساينس في يوليو 1871 عندما أصيب العلماء بالصدمة ولم يعرف معظمهم ماذا يقولون ، قال "تشارلز داروين" 1809 - 1882إنه لا يستطيع أن ينكر تصريحات كروكس ولا يستطيع في نفس الوقت أن يؤمن بالنتائج .
إعتبر البعض أن "هــوم" وسيط روحاني مدّعي أو مزيف ، ولكن لا يوجد دليل ضده ، فالشهود كُثر ومن ضمنهم أشخاص مرموقين وأصحاب علم وحتى متشككين ، فالمراقبين العلميين تحققوا مراراً وتكراراً من أنه يمكن أن يطفو في الهواء ويجعل قطع الأثاث الثقيلة تتحرك ، لم يتم ذلك في مناسبة أو مناسبتين فحسب ، بل في مئات المناسبات على مدار حوالي أربعين عاماً ، قام "هــوم" أيضاً بتنفيذ هذه الأعمال في وضح النهار ، وبدون أي من الأدوات ، لسوء الحظ ، حدثت هذه الأشياء في عصر ما قبل تأسيس SPR ( جمعية البحث النفسي ) ليتم توثيقها تماماً ، فعندما تميل الطاولات الثقيلة ، ظلت الأشياء الموجودة عليها ثابتة ، كما لو كانت ملتصقة بسطحها ، وأكد "هــوم" مراراً أنه ليس لديه فكرة عن كيفية إنجاز هذه الأشياء .
في الواقع كان الظاهر أن "دونجلاس هــوم" رجلاً مسيحياً وكان لديه انطباع بأن قواه غير العادية أعطيت له من قبل الأرواح ، ومع ذلك ، أوضح أيضاً في سيرته الذاتية أنه لم يفهم كل أسرار قدراته الغير طبيعية فهو عبارة عن لُغز لا يمكن له أن يفهمه .
أخيراً ، توفي "هــوم" في عام 1886 عن عمر يناهز 53 عاماً ولا يزال العلماء يناقشون قدراته الغريبة ، فقد إقترح بعض العلماء أن تلك القوى والقدرات كانت ( ربما عقلية ) أي ناشئة من قوة العقل وقد تسببت في أن يطفو و يطير داخل النوافذ وخارجها ، وسمحت له بالتعامل مع الجمر الأحمر الساخن دون أن يمس جسده أذى ، ومنع الأشياء من الانزلاق عن الطاولات المائلة .
إذا كان هذا صحيحاً ، أليس من المُمكن أن نمتلك جميعاً مثل هذه القوة ولكننا لا ندركها ؟ .
كتبه : رامي الثقفي - Templeofmystery.com
حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com
Copyright©TempleOfMystery.com
مواضيع متعلقة
الإسترفاع : قدرة خارقة تتحدى الجاذبية
التعليقات
-
احمد علي
موضوع رائع جدا
-
ام عبد الله
سبحان الله ولله في خلقه شؤون