• Search
  • Menu


لُغز بصمة اليدّ الغامضة

رامي الثقفي    أضيف بتاريخ : 2022-03-11 21:06:25    عدد الزيارات : 4362 زيارة


منذ أن كنا أطفال ، تعلمنا أن العدالة سوف تسود دائماً ، ولكن عندما كبرنا لاحظنا أن هذا ليس هو الحال ، في الواقع يوجد ظلم في كل مكان ، ويجب أن نتحلى بالمسؤولية للنضال من أجل أولئك الذين ظلموا وعانوا دون أن يكونوا مذنبين بارتكاب أي خطأ ، الظلم موجود في الحياة لا شك في ذلك ، لكن أحياناً كثيرة يكون الوقت قد فات لتغيير مجرى الأحداث ، فلا ينبغي لأحد أن يحكم على شخص آخر دون معرفة الحقيقة كاملة ، إلا أنه في المحاكم خاصة يكون الحكم أمراً لا مفر منه ، وفي أسوأ الحالات يُمكن أن يكون لنتائج أفعال الناس عواقب وخيمة.

موضوعنا اليوم عن قصة تدور حول "بصمة يدّ" ظلت لغزاً غامضاً حتى يومنا هذا ، حلل الخبراء بصمة اليد تلك باستخدام تقنيات متطورة ، لكن لم يستطع أحد الإجابة عن سبب استمرار ظهورها ، نحن نتحدث عن بصمة أو طبعة يدّ رجل ربما لا يزال صراخه المخيف يدوي من أجل العدالة ، ولا يسعنا إلا أن نتساءل عمّا إذا كان هناك خطأ فادح أو ظلم متعمد قد وقع منذ سنوات عديدة على ذلك الرجل المسكين .

قصة إعدام ألكسندر كامبل

"أنا بريء ، ولتكن هذا شهادتي ، لم أكن في أي مكان بالقرب من مسرح الجريمة ، هذه العلامة الخاصة بي لن تمحى أبداً ، سيظل العار يلاحقكم إلى الأبد لشنق رجل بريء" كانت هذه الكلمات الأخيرة لـ ألكسندر كامبل ، الرجل الذي تم شنقه من على مشنقة السجن في يوم الخميس الموافق 21 يونيو عام 1877 حيث وقع هذا الحادث المأساوي منذ أكثر من 140 عاماً من الآن ، ولكن منذ ذلك الحين لا يزال "ألكسندر كامبل" 1833 - 1877 يحاول كل يوم إخبارنا بأنه بريء ، بحيث كان كامبل صاحب حانة ، وتم شنقه مع ثلاثة آخرين في حادثة إشتباه قتل عُمّال في المناجم ، لكن هل كان كامبل مذنباً حقاً ؟ .

إلى جانب "كامبل" تم شنق ثلاثة رجال أيرلنديين في ذلك اليوم في منطقة فحم أنثراسايت في ولاية بنسلفانيا ، وهم "جون دونوهو" و "مايكل دويل"  و "إدوارد كيلي" الذين أدينوا جميعاً بالتآمر لقتل اثنين من عُمّال المناجم ، جرت الملاحقة والاعتقالات ومن ثم التحقيق من قبل ممثلي أصحاب المناجم الذين كان لديهم المال والسُلطة ، وبالطبع كان القانون إلى جانبهم ، لم يتوقع أحد من المحكوم عليهم الرحمة ، ولذلك تم إعدامهم ، ومن الصعب اليوم تحديد ما إذا كان الرجال الأربعة مذنبين بارتكاب جرائم قتل أم لا ، ومع ذلك يمكن للمرء أن يُخمّن أن محاكمتهم كانت بالتأكيد غير عادلة ، بل وصل بهم الحال أن تم طردهم من الكنيسة الكاثوليكية من قبل المحكمة التي أمرت بإعدامهم وحُرموا من الدفن في المقابر المسيحية ، وفي يوم الإعدام الموافق 21 يونيو عام 1877 كان دونوهو ودويل وكيلي هادئين ومستعدين لمواجهة عقوبة الإعدام بكل هدوء وشجاعة ، لكن سلوك "ألكسندر كامبل" كان مختلفاً .

فعندما حُكم عليه بالإعدام كان "كامبل" يصرخ ويقول أنه بريء ولم يقتل أحداً ، لكن لم يستمع إليه أحد ، قبل لحظات من وفاته ، عندما تم إخراجه من زنزانته ، ضرب ألكسندر كامبل بيده المفتوحة بجدار زنزانته وترك طبعة يده عليها ، فقد كانت طريقته الوحيدة ليعبر عن غضبه وليقول إنه بريء ، قال كامبل أيضاً إن بصمة يده ستبقى على الحائط إلى الأبد لإثبات براءته ، وفي الواقع قد بقت بشكل غريب وخارق للعادة كما قال بالضبط ، وبقت بصمة يده هناك وإلى الأبد ، كتذكير بالظلم الذي أودى بحياته.

نحن لا نتحدث عن أسطورة شائعة هنا ، بل حدث حقيقي خارق ولا تزال بصمة يده على جدار الزنزانة رقم 17 في سجن مقاطعة كاربون كما هو واضح في الصورة  ، وفي الواقع حيرت تلك البصمة الجميع ، بمن فيهم القضاة وأفراد الشرطة والسجناء على مرّ السنين ، وحاولت السلطات المحلية إخفائها بأي طريقه ، فقد تم حك بصمة اليدّ وتنظيفها ومن ثم طلائها ، ثم صب الخرسانة عليها لاحقاً ، ولكن ثبتَ أن كل تلك الجهود كانت مستحيلة للتخلص منها ، بل أنه في عام 1930 تم نزع الجدار الأصلي وتغييره بجدار جديد ولكن طبعة اليدّ عادت مرّة أخرى للظهور .

تم تحليل تلك العلامة الغريبة بدقة من قبل خبراء مختصون في استخدام التصوير بالأشعة تحت الحمراء وغيرها من المعدات عالية التقنية ، ولم يتم العثور على أي شيء يفسر وجود بصمة اليد الغامضة .

لا تزال طبعة اليدّ موجودة حتى اليوم ، وفي الواقع دائماً ما نلاحظ أن موت أي شخص بطريقة سيئة أو بشعة أو بسبب ظلم كان دائماَ ما يجرّ وراءه ظهور أشباح وأرواح منتقمة أو على أقل تقدير ظهور شيء غريب كما هو الحال مع طبعة اليدّ الغامضة التي نتحدث عنها اليوم ، لكن ما الذي يجعل الموتى يعودون إلى أماكن زوالهم ؟ لابد أنهم يبحثون عن شيء ، أو ربما أن هذه الأرواح لا تعرف أنها ماتت ، أو لا تريد أن تستوعب ذلك ، و بغض النظر عن سبب عودة أرواح الموتى إلى مسرح الجريمة ، لدينا اليوم دليل إضافي يُشير أن معظم الأماكن التي أدت إلى مقتل الناس ظلماً تكون في العادة أماكن مسكونة بأشباح أو أرواح عالية النشاط .

أخيراً أقول أن بصمة يدّ المقتول ظلماً "ألكسندر كامبل" لا تزال هناك محاولات لإخفائها ، وكل ما نجحوا في ذلك فإنها تظهر مرة أخرى في غضون أيام قليلة لتذكير الناس بمأساة إعدام رجل بريء ، ويمكن رؤيتها في ذلك السجن القديم ، الموجود في مقاطعة كاربون - بنسلفانيا في الولايات المتحدة لو أراد أي أحد رؤيتها من باب الفضول ، وبغض النظر عن نظرية الأشباح والارواح المتعلقة بتلك اليدّ ، لو افترضنا من باب ديني أنها معجزة ، فهل هي كذلك ؟ لا نعلم ، ولكنها ظاهرة حقيقية موجودة بدون أدنى شك .

 

كتبه : رامي الثقفي - Templeofmystery.com

حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com

Copyright©TempleOfMystery.com

التعليقات

  • ماهر حسن

    تسلم ايدك استاذ

  • فاطمة

    سبحان الله

  • ماجده

    الموضوع مُثير فعلا ، وفي اعتقادي بأن اثرها باق للابد او حتى ترقد روحه الغاضبه بسلام …تحياتي للجميع.

  • خالد

    موضوع شيق

  • أم عبد الله

    سبحان الله شي غريب

أضف تعليقك


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق