بوغاراش
رامي الثقفي أضيف بتاريخ : 2022-02-26 00:29:36 عدد الزيارات : 4381 زيارة |
لا شيء كما ينبغي أن يكون في قرية غامضة تعود إلى عصور قديمة تقع في منطقة شاذة وكانت ذات يوم موقعاً مقدساً حيث يجتمع الناس لأداء الطقوس ، يكتنف القرية حجاب من الغموض ، ويقال أن هناك طاقة غير عادية تنبعث منها ، ولها تأثير إيجابي أو ربما سلبي على من يجرؤ على زيارتها .
وبعد حدوث سلسلة من الأحداث الغريبة ، أصبح عدد من العلماء والسياسيون والكثير من الأشخاص الفضوليون على اهتمام شديد بالمنطقة وبخاصة أتباع منظمة "العهد الجديد" المهتمين بالروحانيات والميتافيزيقيا ، فقد كانت هناك أحاديث عن أضواء غير عادية ، شذوذ مغناطيسي ، وشائعات عن أسرار لعوالم تحت الأرض مبنية على قصص أسطورية .
وفي الواقع أن هناك رجل كان قد إقترب من معرفة الأسرار المحرمة التي ظلت مخفية على مرّ القرون عن تلك القرية ، ولكن للأسف قد إختفى وإلى الأبد ، فهل هناك شيء مخفي لم يكن من المفترض أن يكتشفه أحد ؟ وهل تستطيع الروايات الأسطورية إلى جانب التقاليد الشفوية التي تعود إلى ألف عام ، كشف الحقيقة حول هذا المكان الغامض ؟ .
قرية بوغاراش
موضوعنا اليوم عن قرية بوغاراش ، لعل الكثير منكم لم يسمع بها من قبل ، وهي قرية قديمة تقع في مقاطعة "أود" جنوب وسط فرنسا ، تقبع القرية في منطقة شاذة واكتسبت شهرة باعتبارها أكثر الأماكن أماناً على وجه الأرض بحسب نظريات منظمة العهد الجديد ، حيث يعتقد المنتمين لهذه المنظمة أنها واحدة من "الشاكرات الرئيسية للأرض" لدرجة أنه في عام 2012 عند انتشار نبوءة المايا المرتبطة بنهاية العالم ، تم اعتبار القرية فجأة مكاناً آمناً يُمكن للناس الإختباء فيه إذا أرادوا البقاء على قيد الحياة ! .
في الواقع لقد مرّت سنوات عديدة منذ عام 2012 ولم ينته العالم ، لكن الألغاز الجديدة المحيطة بهذه المنطقة الشاذة والغامضة لا تزال تظهر وتجذب الكثير من الناس ، هذه القرية الفرنسية تقع على منحدر جبل جيري يحمل نفس الإسم و تأسست في القرن الثالث عشر ، ووفقاً للتقاليد الشفوية فإن تاريخها الممتد لقرون كان غريباً إلى حد ما .
هذا الجبل مُحاط بالكثير من الأساطير ولا يزال يكتنفه الغموض ، قريب من منطقة تاريخية عُرفت سابقاً بإسم "أوسيتاني" وهي مليئة بالقلاع التي تعود إلى عصور قديمة مضت ، ويبلغ ارتفاعه حوالي 1230 متراً "أكثر من 4000 قدم" في منطقة جيولوجية غامضة أيضاً ، وقد أبلغ العديد من الأشخاص الذين زاروا المنطقة المحيطة من الجبل عن أحداث غريبة شبه خارقة ، مثل اضطرابات محيرة للهاتف المحمول وحتى أجهزة الكمبيوتر المحمولة حيث كانت تغلق فجأة من تلقاء نفسها ، وإن كان على الأرجح بسبب مجال مغناطيسي قوي للغاية هناك .
هناك شائعات بأن الجبل أجوف من الداخل ، وبداخله قاعدة جوفية لكائنات فضائية ، أياً كانوا ، بحسب الأقاويل فهم يعتزمون البقاء على الأرض حتى تأتي النهاية ، وبعد ذلك سوف يغادرون الكوكب خلال وقت تغير الأرض بحسب تلك الأقاويل .
وفي الواقع كان قد لاحظ عدد من السُكان المحليون مراراً وتكراراً آلات طيران مجهولة الهوية تهبط وتقلع تاركة آثاراً محترقة على الأرض ، كما لاحظ الناس أيضاً كُرات من الضوء تطفو في الهواء وأحياناً تحيط بسياراتهم ، أو أقراصاً متوهجة تبدو وكأنها أحواض مسطحة كبيرة بها ثقوب في الوسط بقطر بضعة أمتار وتطير أفقياً وهي تسير أبطأ بكثير من طائرة هليكوبتر ، قام بعض السكان المحليين بمحاولات متفرقة لإستكشاف الجبل الغامض ومحيطه ، وكان بإمكانهم سماع صوت عالٍ مشابه لصوت محرك كبير ، قادم من تحت الأرض .
انتشرت الأخبار بسرعة ، وواجهت القرية الصغيرة التي يسكنها حوالي 220 شخصاً فقط مشكلة كبيرة ، حيث جاء عدد غير متوقع من الناس وبخاصة من الباحثين القادمين من جميع أنحاء العالم ، كان هناك أيضاً عدد من المُحققين في الخوارق وصائدوا الأشباح وأعضاء من منظمات سرّية جاءوا إلى القرية ، وأراد هؤلاء الأشخاص شراء منازل في القرية أو في المناطق المجاورة مما أقلق رئيس بلدية القرية بشأن ذلك الوضع الغريب ، وفي عام 2012 أراد قطع الوصول إلى القرية تماماً قبل أن تداهم حشود من الناس المنطقة حتى أنه كان على استعداد لطلب المساعدة من الجيش عندما بدأ السكان المحليون يفقدون هدوءهم .
في الحقيقة اكتسبت "بوغاراش" الكثير من الدعاية ، فقد جاء إليها الكثيرون ورقصوا فيها عراة مع أداء طقوس غريبة بالذات من أعضاء طائفة العهد الجديد التي أشرت إليها أعلاه ، وبعد مرور بعض الوقت ، أصبحت القرية القديمة مرة أخرى مكاناً هادئاً ، ومع ذلك ، كان هناك من لم يتخلى أبداً عن فكرة الإستكشاف والبحث ، كان البعض مصمماً على معرفة ما كان مخفياً تحت الأرض في تلك القرية الغامضة ، هل كان هناك كنزاً قديماً أو منشأة عسكرية سرّية أم شيء آخر ؟ ولماذا شوهدت الكثير من الأضواء الغريبة في السماء حول المنطقة ؟ فقد علم المحققون في الخوارق الذين زاروا المكان أنه عند سفح الجبل كان هناك "شيء" ينبعث منه طاقة لها تأثير سلبي على الصحة العقلية للسكان ، فما هو مصدر تلك الطاقة ؟ .
يقول التقليد القديم في القرية أن هناك بوابات مخفية للعالم السفلي بالقرب من الجبل ، وبعض الأساطير تقول أن هناك أرض الجنّ ، التي تنتمي إلى السيدة البيضاء ، ملكة "إسكلارموند" والتي تظهر أحياناً للبشر على شكل نور .
وهناك حكايات مماثلة معروفة في مناطق أخرى من فرنسا ، وخاصة في جبال الألب ، ولكن بطبيعة الحال ، تختلف هذه القصص في التفاصيل لكن جوهرها واحد وهو أن هناك عالم تحت الأرض مع مداخل سرّية تؤدي إلى أرض الجنّ أو الجنيّات .
ويحدث من وقت لآخر أن تسقط بعض الحيوانات أو الأطفال أو الرعاة والصيادين في حفرة عميقة جداً من الأرض ، ويتم العثور عليهم بعد عدة أيام ، ويكونون بصحة جيدة ، ومع ذلك لا يتذكرون إلا القليل أو ربما لا يتذكرون شيئاً تقريباً عمّا حدث لهم ، مما يدل أن هناك شيء يفقدهم الذاكرة ، والغريب أيضاً هو معاناة بعض هؤلاء الأشخاص من هلوسة شديدة لاحقاً ، لدرجة أن شعرهم يتحول في النهاية إلى اللون الرمادي .
لكن البعض منهم من حين لآخر يتذكرون "نهراً" أو ربما بحيرة جوفية أو شخص مجهول الهوية قادهم إلى ممر آمن عبر الظلام قادهم إلى السطح ، مع الأخذ في الإعتبار أن هؤلاء لا يتوقعون أن تؤخذ أقوالهم على محمل الجدّ والحديث عن مثل هذه الأشياء التي لا تصدق ، ومع ذلك تثير هذه الروايات التساؤل حول ما إذا كان هناك عالم مجهول تحت الأرض في المناطق المحيطة بـ بوغاراش .
لكن أغرب اكتشاف لم يأت بعد ، فهناك رجل كرّس جزءاً كبيراً من حياته في دراسة تلك القرية ، ويبدو أنه إكتشف شيء غير عادي ، يبدو أن أحد الخبراء قد كشف اللغز ، لكنه مُنع من قول الحقيقة .
إكتشافات دانيال بيتكس المخفية
لطالما ألهم الجبل الغامض خيال الكثير من الناس ، بما في ذلك عالم الكهوف "دانيال بيتكس" والذي يُعتقد أنه عضو في منظمة سرية باطنية أيضاً ، رأى "بيتكس" قمة الجبل المُقدس في بوغاراش لأول مرة في عام 1960 ولم يتوقف افتتانه بالجبل حتى يوم وفاته ، كرّس ما يقرب من 30 عاماً من حياته في البحث في المنطقة ، وفي المكتبات الخاصة ، وجد "بيتكس" العديد من الوثائق المهمة على أمل إلقاء بعض الضوء على لغز بوغاراش ، درس جميع الكتب المتاحة والسجلات القديمة وشهادات السكان المحليين ، والتي يعود بعضها إلى قرنين من الزمان ، كما زار عدد من المواقع على منحدرات الجبل ، جنباً إلى جنب مع الكهف القريب من المنطقة .
أخيراً إكتشف "بيتكس" سجلاً أكاديمياً مُهماً حول أساطير بوغاراش حيث استند إليه في الكثير من أبحاثه ، وعلى الرغم من أنه لم يكن اكتشافاً تاريخياً أو أثرياً ، إلا أنه كان بمثابة مادة مهمة تتكون من العديد من الروايات الأسطورية حول المنطقة المحددة ، وبناءاً على وثائق أخرى عثر عليها في جبال البرانس الشرقية ، تعود إلى القرن الخامس عشر تعامل "بيتكس" مع العديد من الأساطير التي تشير إلى وجود مدخل تحت الأرض بجدية بالغة وقرر البدء في البحث عن ذلك المدخل وتحديد موقع أسطورة النهر الجوفي والمضي قدماً لإكتشاف ما بداخل الجبل .
وبالفعل وجد بيتكس كهفاً واسعاً أدى به إلى مكان تحت الأرض حيث وجد نهراً عميقاً ، لكن "بيتكس" لم يكشف أبداً عن الموقع الدقيق للمدخل السرّي ، وقام ببعض الاكتشافات الأخرى عندما وجد أحجاراً غريبة ، كل حجر كان على شكل وعاء ، وتلك الأحجار كانت مليئة بالكتابات الغامضة ، في الواقع ، لن نعرف أبداً ما الذي إكتشفة "بيتكس" بالضبط هناك ، فقد كان يعمل وحده في صمت ولا يتكلم كثيراً ، وفي عام 1988 كان ذلك الباحث الرائع الذي كان في العادة رجلاً هادئاً متحمساً جداً مع ما اكتشفه هناك ، حيث كان على وشك الإنتهاء من بحثه ، قال أنه يحتاج إلى أربعة أو خمسة أيام على الأكثر للوصول إلى الهدف النهائي .
ووعد بالعودة في غضون أسبوع واحد فقط ، لكن للأسف الشديد لم يعد حياً أبداً ، فبعد ثلاثة أيام عُثر عليه ميتاً داخل الجبل أو بالقرب منه ، ولم يتم شرح طريقة موته الغامض ، فقد مات في ظروف غامضة جداً ، ولم توافق وزارة الثقافة والإتصال التابعة للحكومة الفرنسية على أي دعم لإجراء مزيد من البحوث في هذا المجال ، وعليه يُمكننا أن نتساءل عن ما هو مخفي حقاً في بوغاراش .
كتبه : رامي الثقفي - Templeofmystery.com
حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com
Copyright©TempleOfMystery.com
التعليقات
-
عبدالله
مرحبا استاذ رامي...قصه بوغاراش...انها قصه جميله وغامضه والجبل المسما بنفس الاسم ماذا يحمل من اسرار ...لماذا لايكون هناك جانب في المعبد يهتم بالتحليل بشكل عام....مثلا...عالم الكهوف دانيال بيتكس.المده التي قضاها من عمره ليست قليله...في البحث في جبل ب بوغاراش..لابد انه الف كتابا حول ذلك...تخيل ان يتم البحث بجديه والتحليل بموضوعيه ودقه متناهيه..سواء في هذا الموضوع او موضوع اخر قديم او حديث بالمعبد ويتم بعد عمليه التحليل من فريق التحليل بالمعبدوالمكون اعضاءه بمعرفه واشراف الاستاذ رامي ...نشر ذلك التحليل علي صفحه المعبد...اليس ذلك في قمه الروعه...مع ضروره ان يكون فريق التحليل.متميزين الي حد يليق بعبد الغموض...ويكونوا علي اتصال دايم حتي وهم في اكثر من بلاد.....الاهم من ذلك في نظري ان يتم حل اللغز الغامض....ولابد ان يكون التحليل صادما ومرعبا....اليس ذلك ممتعا. ....انا احب معبد الغموض
-
نوال علي
شكرا على الموضوعات الرائعة والمتميزة
-
Magda
فعلا الدنيا مليئه بالاسرار والمفاجات..
-
أمجد
جميل جدا نحن نستفيد جدا من هذه المواضيع
-
سمية
موضوع رائع