العصور العالمية : من وجهة نظر هندوسية
رامي الثقفي أضيف بتاريخ : 2022-02-19 01:07:13 عدد الزيارات : 3892 زيارة |
يقترح العديد من العلماء أن الوقت دوري وأن السجلات التاريخية تكشف أن النهاية تؤدي غالباً إلى بداية جديدة ، لا شيء يدوم إلى الأبد ، وذات يوم سنكون جميعاً غباراً في مهب الريح ، العالم الذي نعيش فيه ليس الأول ولا الأخير ، فلقد وُجدت العديد من العوالم قبل عالمنا الحالي الذي نعيش فيه .
لقد عاش عدد من العظماء والعباقرة في تلك العوالم وأتقنوا العلم وأنتجوا فناً جميلاً ، فالعديد من اختراعاتنا الحديثة ليست أكثر من إعادة اختراع للتكنولوجيا التي تم استخدامها بالفعل منذ آلاف السنين .
فقد وصلت العديد من الحضارات القديمة المتطورة إلى مكانة عالية ، ليتم محوها من التاريخ لاحقاً ، تحكي الأساطير القديمة والنصوص المقدسة قصصاً عن الكوارث المدمرة التي أنهت العديد من الحضارات المتقدمة ، هناك العديد من الأساطير القديمة حول خلق أجناس بشرية مختلفة في العصور القديمة.
على سبيل المثال في الأساطير اليونانية ، تم وصف كيف أن كل جنس بشري خلقته الآلهة كان أقل تقدماً من ما سبقه ، هناك من يعتقد أن هذه الأسطورة هي أكثر من مجرد أسطورة أو قصة تروى ، بحيث يُعتقد أن هذه الأسطورة قد تحتوي على نبوءة عن الكيفية التي سينتهي بها عالمنا ، فقد كان لدى الإغريق القدماء معرفة بالأجناس التي عاشت خلال العصر الذهبي والفضي والبرونزي والبطولي والعصر الحديدي وكنت قد وضحت سابقاً كل هذه الأجناس في موضوع "أصناف الجنس البشري في الميثولوجيا اليونانية" هنا في موقع معبد الغموض .
تنعكس معتقدات الإغريق في الدورة الكونية ووجود أجناس بشرية مختلفة في أساطير أخرى ، لكن القصص قد تكون مختلفة قليلاً ، ومع ذلك فإن كل هذه الروايات القديمة تثبت أن التاريخ يعيد نفسه ، وجد العلماء المعاصرون دليلاً قوياً على وقوع أحداث كارثية تفسر سبب كون كوكبنا ، خلال تاريخه ، كان موطناً لأجناس بشرية متنوعة .
في هذه المقالة ، سوف ندرس ما يؤمن به الهندوس عن دورة التجديد والمرحلة البشرية التالية ، ماذا سيحدث لحضارتنا الحديثة ؟ هل سنرحل يوما ما ؟ هل سيكون وجودنا وتقدمنا موضع تساؤل من قبل الأجيال القادمة ؟ مثلما نميل إلى تجاهل إنجازات أسلافنا ؟ .
في الواقع تناقش الكتب الفيدية المقدسة كيف ينقسم تاريخ البشرية إلى أربع حقب ، أو ما يُعرف بالـ "يوغاس" إن جاز التعبير ، أو الأعمار أو العصور العالمية ، كما يقول الهندوس ، بحيث تنهي كارثة كبيرة كل يوغا أو عصر ، وتهلك البشرية ، ويجب إعادة خلق الجنس البشري والعالم من جديد .
• كريتا يوغا
كانت حقبة العالم الأولى هي "كريتا يوغا" وكانت الأكثر كمالاً بين جميع الأعمار أو العصور ، وخلال هذا العصر الذهبي عاش الناس طويلاً وتعايشوا في مجتمع فاضل متناغم وسعيد وغير مضطرب ، استمرت لعبة كريتا يوغا لمدة 4800 سنة إلهية.
ومن المهم والمثير للاهتمام أن نلاحظ أن سنة إلهية هندوسية واحدة تقابل ما يصل إلى 360 سنة بشرية معروفة ، غالباً ما تحكي القصص الأسطورية المختلفة عن الآلهة الخالدة ، وفي نظر البشر كان من السهل تفسير الأعمار الطويلة للغاية للآلهة على أنها علامة على الخلود .
ومع ذلك يجب ألا ننسى أن الأجناس البشرية التي خُلقت سابقاً عاشت لفترة أطول بكثير مما يعيشه الإنسان الحديث اليوم ، يمكن العثور على مثال كلاسيكي لهذا النوع من البشر طويلي العمر في القرآن والكتاب المقدس في آدم مثلاً ، الرجل الأول الذي يقال أنه عاش 930 سنة ، أو "شيث" الذي كان عمره 912 سنة ، أو "أنوش" الذي عاش 905 سنوات ، وكينان كذلك عاش 910 سنوات ومهلليل نجد أنه عاش 895 سنة ، وجاريد 962 سنة ، أخنوخ أو إدريس كان عُمره 365 سنة فقط عندما "أخذه" يهوه أو الله وارتفع إلى السماء ، وكان متوشالح 969 سنة وعاش لامك 777 سنة أما البطل الذي نجا من الطوفان العظيم " نوح" فقد عاش 950 سنة كاملة .
إذاً ..تبدو هذه العصور رائعة في أذهاننا ، ولكن في مجتمعنا الحالي إذا وصل عُمر الشخص أكثر من 100 أو 110 سنة ، فيمكننا أن نقرأ عن هذا الفرد المميز في الصحف والمجلات ومواقع التواصل الإجتماعي ، ومع ذلك لا يُمكن أن يصل عمر أي شخص على وجه الأرض اليوم إلى تلك الأعمار التي كانت في العصور القديمة ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنته بالأعمار الطويلة للإنسان القديم ، ناهيك عن أعمار القادمين إلينا من الكون الفسيح من خارج الأرض أو "زوار الأرض" آلهة الشعوب القديمة ..
لذا ، بالعودة إلى العصور الهندوسية الأربعة ، نتعلم أن عمر "كريتا يوغا" استمر لما يصل إلى 1.728.000 سنة بشرية ، وخلال هذه الفترة كان إله أبيض يُعبد .
• تريتا يوغا
ثم بدأ عصر جديد وهو "تريتا يوغا" واستمر نحو 3600 سنة إلهية ، أي 1.296.000 سنة بشرية ، وخلال هذه الحقبة العالمية كان البشر لا يزالون طيبين ومطيعين ، لكن الضمير والأخلاق أنهارت قليلاً وكانت بداية الصراعات الأولى بين البشر ، الذين يعبدون في ذلك الوقت إلهاً أحمر.
• دفابرا يوغا
عصر اليوغا الثالث كان يُسمى "دفابرا يوغا" وكانت الحياة على الأرض تزداد سوءاً ، كانت الأخلاق في ذلك الوقت في مستوى منخفض للغاية ، استمرت الخلافات بين البشر في الإنتشار وأصبح الناس غير أمناء ، واستمر هذا العصر حوالي 2400 سنة إلهية ، أي 864000 سنة بشرية ، و تغير لون الإله المعبود هذه المرة إلى اللون الأصفر ! .
• كالي يوغا
وفقاً للمعتقدات الهندوسية ، فإننا نعيش حالياً في عصر"كالي يوغا" إله الدمار ، الإله المعبود الآن لونه أسود ! وبحسب المعتقدات الهندوسية سيكون العصر الحالي هو الأقصر بين جميع الأعمار والعصور الأربعة ، سيستمر فقط نحو 1200 سنة إلهية ، أي 432000 سنة بشرية ، حيث قد عمّ الفساد الأرض وأصبح الناس الآن من وجهة نظر هندوسية فاسدين تماماً ، إنه عالم مادي ، حيث القوة والمال هما العاملان المُهيمنان .
هنا اتساءل ..لماذا كل إله في كل عصر من عصور اليوغا كان بلون مختلف ؟ الإجابة على هذا السؤال أن هذه الألوان لتلك الآلهة الموصوفة في عصور اليوغا كانت ولا تزال لها معنى رمزي فقط ، لا أكثر ولا أقل .
كتبه : رامي الثقفي - Templeofmystery.com
حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com
Copyright©TempleOfMystery.com
التعليقات
-
روان
موضوع رائع ومفيد للمعرفة
-
رانيا
أعشق معبد الغموض
-
ماجده
الموضوع جميل فعلا .. وهو يثبت نوعا ما بأن فن ( رياضة) اليوغا ما هي الا طقوس هندوسيه بحته.
-
علي أسد
موضوع رائع كالعادة
-
زينة
من زمان ونا نفسي افهم ايه تعني كاليوغا وفهمتها الان شكرا جدا 🤩
-
اياد
موضوع جميل جدا
-
رانيا محمود
معلومات رائعة