• Search
  • Menu


لُغز الفاكهة المحرمة

رامي الثقفي    أضيف بتاريخ : 2022-02-14 22:36:20    عدد الزيارات : 4101 زيارة


الكُتب الدينية المُقدسة هي أحد أكثر الكُتب قراءة في العالم ولكن ربما أقلها فهماً ، على الرغم من أن العديد من الأحداث والشخصيات المذكورة في الكُتب المقدسة يُمكن تتبُعها بدقة تاريخية كما أثبت علماء الآثار ، إلا أن العديد من الألغاز في الكُتب المقدسة لا تزال تتحدى التفسير .

لقد إعترف المفسرين واللاهوتيون والعلماء بوجود فقرات قرآنية وكتابية مثيرة للفضول ، وعند دراسة الكتاب المقدس تحديداً بشقيه العهد القديم والجديد ، يجدر دائماً فحص الكتابات المقدسة الأخرى التي لازالت موجودة منذ العصور القديمة ، بحيث يمكن العثور على العديد من الإصدارات المختلفة لقصص الكتاب المقدس في نصوص بلاد ما بين النهرين والنصوص اليونانية القديمة والمصرية والعبرية .

يجب على المرء دائماً أن يضع في ذهنة عبارة "أبوكريفا" وهي كلمة يونانية قديمة تعني "أشياء تم إخفاءها" هذه النصوص التي كتبها مؤلفون مجهولون ، لم يتم تقديسها ، لكنها تظل مع ذلك ذات أهمية حيوية لأي طالب جاد للكُتب الدينية المقدسة .

في موضوعنا السابق "نوح : أسطورة العماليق من نسل الملائكة الساقطة" أشرت إلى أن آدم هو شخصية قرآنية وكتابية مُعقدة ، وفي الواقع أثناء دراستي للكُتب المقدسة ، اكتشفت قصصاً محيرة في الكتابات الشرقية القديمة وبعض الأبوكريفا ، وأعطتنا هذه الروايات الكثير لنتأمله ، ويبدو أن آدم ربما لم يكن الشخص الذي إعتقده معظمنا .

بينما نواصل كشف هذه الألغاز ، حان الوقت الآن لإلقاء نظرة على الفاكهة المحرمة ومع سبب النوم العميق لآدم أثناء خلق حواء ، في القرآن والكتاب المقدس ، نجد العديد من الآيات التي تشير إلى خلق البشر ، وهناك من يتساءل فيما إذا كان أول البشر قد وجدوا نتيجة نوع من التلاعب الجيني الذي أجرته مخلوقات من حضارة متفوقة غير معروفة قبل الإنسان من الماضي السحيق ، فهل تم استخدام الحمض النووي من مخلوق موجود في الماضي البعيد مثل الإنسان المنتصب أو القرد لتصميم الإنسان المعاصر ؟ أنا شخصياً لا أعتقد ذلك .

من سفر التكوين 2:20 نتعلّم أنه من بين كل الحيوانات والطيور لم يكن هناك ما يصلح لمساعدة آدم فلم يكن له رفيقاً ومعاوناً ، هنا نواجه النص الذي يشير إلى "النوم العميق" وهي حالة اختبرها آدم لكي يخلق الله حواء ، يوضح سفر التكوين أن الله "إستخدم" عظام آدم لإنتاج حواء : "فأوقع الربّ الإله سُباتاً على آدم فنام ، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً ، وبنى الربّ الإله الضلع التي أخذها من آدم إمرأة واحضرها إلى آدم الذي أخذه الربّ الإله من آدم جعله امرأة وأتى بها إلى آدم" تكوين.221-22

وعندما أتت حواء إلى آدم ، قال : "هذه الآن عظم من عظامي ، ولحم من لحمي ، هذه تُدعى إمرأة ، لأنها من إمرءً أُخذت ، لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته ويكونان جسداً واحداً" تكوين 2: 24-23.

تشير هذه الكلمات إلى أن حواء كانت إستنساخاً لأنثى آدم إن جاز التعبير ، تم إنتاجها بسهولة بواسطة نواة مأخوذة من نخاع عظمه .

وفي القرآن الكريم جاء ما يشير إلى ذلك في الآية : "الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" النساء-1. وجاء في الحديث: "إستوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ..." . صحيح البخاري.

المثير للإهتمام هنا يتعلق بالأحداث التي حدثت بعد أن أكل آدم وحواء الفاكهة المحرمة من شجرة المعرفة ، ومن ثم تم نفيهما من جنّة عدن ، وغني عن القول أن "الفاكهة المحرمة" لا يمكن أن تكون فاكهة عادية ، لو كانت مجرد ثمرة ، لما غضب الربّ من الزوجين البشريين الأوائل ، أليس كذلك ؟ في الواقع لم يكن هناك سبب لطرد آدم وحواء من الجنة لمجرد أنهما يريدان تذوق مجرد تفاحة .

الأمر الآخر يتناول "الثعبان" الذي أقنع حواء بتجربة الفاكهة المحرمة ، من الواضح أن الثعبان لم يكن ثعباناً عادياً ، بل كان فرداً له أجندة خفية وله مصلحة شخصية في تشجيع أول شخصين بشريين خلقهما الربّ على إدراك هويتهما ، كانت الحيّة خصماً داخل جماعة يهوه أو جماعة الإله الأعظم ، إذاً فالفاكهة والثعبان هما مجرد رموز وراء قصة لا تصدق تلقي الضوء على وجودنا كجنس بشري .

وكما كتبت الباحثة "آن مادن جونز" في كتابها الرائع "لقاءات الرب" : كان التغيير الأول الذي حدث عندما أكل آدم وحواء الفاكهة المحرمة هو إدراكهما لعريهما وخزيهما من ذلك الموقف ، وإدراك ما إذا كان عُري المرء مُحرجاً من صفة التفكير التي لم يطورها إنسان ما قبل إنسان النياندرتال ، إنه يمثل الإدراك الواعي الذي يعتقد أنه ظهر لأول مرة" .

التغيير الثاني بعد الأكل الرمزي للفاكهة هو أن آدم "عرف" أو علم أن زوجته قد أصبحت حامل ، قد يمثل الشعور بالخجل بسبب العري مرحلة معينة من المعرفة ، لكن تطوير القدرة على الإنجاب ربما يتطلب شيء من التلاعب الجيني ، فهل كانت التفاحة سبب في حمل حواء ؟ بحيث تشير حالة عدم قدرة أول ذكر وأنثى من البشر على الإنجاب بشكل طبيعي إلى أنهما قد خُلقا عمداً بهذه الطريقة .

 

كتبه : رامي الثقفي - Templeofmystery.com

حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com

Copyright©TempleOfMystery.com

التعليقات

  • ماجده

    المعلومات جميلة جدا… بارك الله فيك دائما .

  • طارق علي

    أفكار ومواضيع رائعة شكرا لكم

  • عبير

    سبحان الله موضوع جميل

أضف تعليقك


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق