لُغز القدرات الخارقة : إيمانويل سويدنبورغ
رامي الثقفي أضيف بتاريخ : 2022-02-12 11:04:56 عدد الزيارات : 4084 زيارة |
لم يكن لديه إمكانية الوصول إلى أي شكل من أشكال الإتصالات الحديثة مثل الهاتف الجوال أو التلفزيون أو الراديو ، ومع ذلك كان على دراية كاملة بنيران مُستعرة حدثت على بُعد مئات الأميال من موقعه ، كان بإمكانه وصف الحدث بأكمله بالتفصيل دون التواجد في مكان الحادث ، كان يرى الأحداث تجري في عين العقل ، أو من خلال العين الثالثة .
الاستبصار هذه الحالة الرائعة ، هي إدراك ورؤية الأشياء أو الأحداث التي لا يُمكن تمييزها من خلال الحواس العادية ، يأتي الإستبصار من "الرؤية الجلية الواضحة" وهي تجربة شائعة ، وهناك العديد من الأمثلة الجيّدة على ذلك ، مثل الحادثة التالية التي لم يتمكن العلماء من تفسيرها أبداً .
تفاصيل الحادثة
في مساء يوم 19 يوليو عام 1759 ، كان "إيمانويل سويدنبورج" 1668-1772 وهو عالم وفيلسوف سويدي متصوف يتناول العشاء في منزل أحد أصدقائه في مدينة جوتنبرج بالسويد ، فجأة وبدون أي سبب واضح غادر "إيمانويل" الطاولة وخرج من المنزل ، وعندما عاد بعد فترة قصيرة بدى أنه منزعجاً وشاحباً للغاية ، وقال : "هناك حريق ! لقد دمر منزل صديقي والنار لاتزال تنتشر وربما تصل إلى منزلي".
تبادل أصدقاؤه النظرات المتفاجئة ، كيف كان ذلك مُمكناً ؟ كان الجميع يعلم أن سويندبورغ يعيش في ستوكهولم ، عاصمة السويد ، وليس في جوتنبرج ، إلا أنه الآن في زيارة لأحد أصدقائه ليس إلا ، كيف يُمكنه أن يعرف شيء عن حريق مُشتعل على بعد أميال منه ؟ لم يكن لديه في ذلك الوقت أجهزة حديثة كالتي نمتلكها اليوم ، إستمر العشاء ، لكن "سويدنبورج" كان يخرج من المنزل ويعود عدة مرات ، في كل مرة كان يعود مع أخبار جديدة عن كيفية انتشار الحريق ، وفي الساعة الثامنة مساءً ، أعلن سويدنبورغ فجأة أن رجال الإطفاء سيطروا على ألسنة اللهب وقد أخمدت النيران في ثلاثة منازل قبل أن تصل إلى منزله .
قصة "سويدنبورج" أثارت ضجة كبيرة في ذلك الوقت ، وفي صباح اليوم التالي تحدث الجميع في جوتنبرج عن رؤية سويدنبروغ المدهشة ، هل كان هناك حريق بالفعل في ستوكهولم أم كان أحد أعظم العلماء مجنوناً ؟ .
في ذلك الوقت ، كان سويدنبورج يبلغ من العمر 71 عاماً وكان هناك أحاديث على أن عمره جعله موضع شك في حكمه وموثوقيته ، هل كان مخرفاً أو مجنوناً ؟ .
جاءت الإجابات على جميع الأسئلة في المساء ، عندما وصل شخص ما من ستوكهولم ، حاملاً معه أنباء عن الحريق الذي وصفه "سويدنبورج" وعند استجوابه وصف الحدث كما تحدث عنه سويدنبورغ بالضبط ، حيث تطابق ما قاله مع ما وصفه سويدنبورغ تماماً ، بل بتفصيل مثير للإستغراب والدهشة مع ما حدث بالفعل في تلك الأمسية الصيفية بحيث أنه بالفعل في مساء يوم 19 يوليو 1759 اندلع حريق كبير في ستوكهولم وقام رجال الإطفاء بإخماده في الساعة الثامنة مساء ، ووقع الحادث على بعد ثلاثة منازل من منزل سويدنبورغ بحيث كانت رؤية سويدنبورج صحيحة من جميع الجوانب .
في الواقع أن المسافة بين مدينتي جوتنبرج وستوكهولم 300 ميل تقريباً ، لكنها لم تمنع سويدنبورغ من الرؤية الواضحة من خلال رؤية العين الثالثة إذا إفترضنا ذلك .
إنها حالة مُحيرة حقاً ، لكن في الواقع يجب أن أقول أن "إيمانويل سويدنبورج" لم يكن رجلاً عادياً ، فقد كان طوال حياته يكافح باستمرار بين إستقلاليته فيما يتعلق بالطرق العلمية واهتمامه المتزايد بالروحانيات والخوارق ، لقد كانت لديه أحلام غريبة رأى فيها رموزاً غامضة ، وكما رأى أشكالاً من الحياة الذكية غير المعروفة ، ورأى أحداثاً أخرى تحدث في زوايا بعيدة من العالم ، يُشار إليه اليوم على أنه كان رجل متصوف كتب العديد من الكُتب التي يجدها طلاب السحر والتنجيم والخوارق مثيرة للإهتمام ، لقد كان شخصية غير عادية ، لكن من الصعب أحياناً متابعة أفكاره .
آراء غريبة أخرى
كان "سويدنبورج" مقتنعاً بأن أولئك الذين يموتون سيستمرون في وجودهم في عالم مختلف ، وهو شخصية عظيمة درس علم الكونيات والرياضيات وعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء والسياسة والإقتصاد وعلم المعادن والجيولوجيا وهندسة التعدين والكيمياء ، كانت معرفته واسعة ، نحن نتحدث الآن عن عالم بارز في عصره ، وليس أي شخص عادي ، لكن تجاربه الشخصية الغريبة غيرت المسار الذي اختاره في البداية من حياته ، في الواقع ، ليس من المستغرب أن رؤى سويدنبورغ لم تلق قبولاً جيداً من قبل معاصريه ، لكن هذا لم يمنعه أبداً من كتابة وتوثيق رؤاه المدهشة ، على الرغم من أنه يجب إضافة أنه نشر عدد من الكُتب عن تجاربه الروحية دون الكشف عن هويته .
مع ذلك لا أحد يستطيع أن يشكك في رؤاه ، على الرغم من غرابة ما يقول أحياناً ، على سبيل المثال زعم "سويدنبورغ" في مرّة أن مُعظم الكواكب في المجموعة الشمسية مأهولة بالمخلوقات والكائنات الذكية ، وأن سُكان القمر يتحدثون من بطونهم وبالتالي يبدو كلامهم مثل التجشؤ ، أما سُكان المريخ فلديهم وجوه نصفها أسود ونصفها بُني أسمر ، يعيشون على الفاكهة ويلبسون لحاء الأشجار .
غريب ، أليس كذلك ..
لكن حتى يومنا هذا ، على الأقل لم يتم تفسير هذه الحالة الغريبة التي تناولناها اليوم لهذا العالم العظيم بشكل دقيق ، وعلى الأرجح لن نعرف أبداً ما حدث بالفعل في ذلك اليوم ، فهل نال ذلك الرجل بركة إلهية أو كان يستخدم كيانات مرافقة أو كانت لديه رؤى خاصة لا نعلمها ؟ في الواقع ترك لنا هذا العالم الغامض العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها ، والتي بالتأكيد سنحاول الإجابة عنها لاحقاً ولكن بشكل خاص ، ببساطة كانت شخصيته رائعة ورؤاه غامضة .
كتبه : رامي الثقفي - Templeofmystery.com
حقوق النشر © templeofmystery.com جميع الحقوق محفوظة لموقع معبد الغموض ، لا يجوز نشر هذه المواضيع والأبحاث و المقالات أو إعادة كتابتها أو إعادة نشرها أو توزيعها كليًا أو جزئيًا دون إذن كتابي صريح من templeofmystery.com
Copyright©TempleOfMystery.com
التعليقات
-
معبد الغموض
شكراً حسام ... تم التعديل .
-
Houssem
الصورة المسخدمة هي للفيلسوف الاالماني ايمانويل كانط موضوع شيق
-
Magda
رائع واكثر من رائع.
-
صبا سعد
موضوع رائع جدا
-
سلمى
موضوع رائع
-
فاطمة
سبحان الله !