إستحواذ شيطاني : إستيفانيا غوتيريز
رامي الثقفي أضيف بتاريخ : 2018-05-01 10:59:43 عدد الزيارات : 8830 زيارة |
كان العام 1990 في مدريد بإسبانيا ، عندما كان رجل عجوز ووالد لسيدة إسبانية تدعى "كونسبسيون غوتيريز" يحتضر في المستشفى ، جمعت السيدة كونسبسيون أبنائها لرؤية جدّهم للمرة الأخيرة ، و يبدو أن هذا الجدّ لم يكن طبيعياً ، ومن الغريب أنه كان يكره عائلته ، وفي الواقع يُقال أن آخر ما تفوه به بعدما همس في أذن حفيدته المُراهقة قال :
Si no puedo haceros daño en esta vida، os lo haré en la siguiente
"إذا لم أستطع أن أؤذيك في هذه الحياة ، فسأفعلها في المرحلة التالية"
بعد ذلك يُقال أن مسار حياة الأسرة في السنوات التالية قد بدأ يتغير إعتباراً من تلك اللحظة ، فبعد بضعة أشهر توفي أحد أصدقاء الفتاة المُراهقة ، وكان إسمها "إستيفانيا" في حادث دراجة نارية ، وفي غمرة الأحزان حاول مجموعة من أصدقاء الفتاة أن يجربوا طرق مُختلفة للإتصال بروح الشاب المتوفى ، وفي إحدى المناسبات بدأوا جلسة إستحضار الأرواح باستخدام "لوحة ويجا" و في وقت ما خلال الجلسة حضرت الروح ، وانكسر لوح الويجا إلى نصفين ، ومن ثم قيل أن دُخاناً أسوداً إنبعث من اللوحة واستنشقته إستيفانيا .
تراجع الحالة الجسدية والعقلية لـ إستيفانيا
بعد وقت قصير من جلسة إستحضار الروح ، بدأت صحة "إستيفانيا غوتيريز" الظاهرة في الصورة ، تتدهور بشكل سريع و ملحوظ ، وبحسب شهادات أفراد عائلتها بدأت تعاني أولاً من تشنجات مرعبة ، وفي إحدى المرات أصبح جسدها جامداً وتحول لون عيناها إلى اللون الأبيض ، مع خروج رغوة أو زبد من فمها ، بالإضافة إلى ذلك كانت "إستيفانيا" تشهد رؤى وأحلام مُرعبة ، فـ وفقاً لأمها قالت أن إبنتها قالت لها أنها ترى مخلوقات سوداء مُظلمة تلاحقها في أحلامها ، وفي إحدى المرات هاجمت إستيفانيا عائلتها بعنف شديد قبل أن يُغمى عليها ولم تكن تتذكر أي شيء من ما فعلته ، وعلى الرغم من محاولات والدتها اليائسة لمعرفة ما حل بابنتها بعد أن أخذتها إلى العديد من المستشفيات والأطباء ، إلا أنهم جميعاً لم يتمكنوا من إكتشاف أي شيء غير عادي "طبياً" مع الفتاة أو أي خلل بيولوجي يُمكن له أن يُحدث تلك التأثيرات ، في حين أن البعض الآخر قد إشتبه بوجود حالة من "الصرع" ولكن في الواقع لم يتمكن أي من الأطباء أن يُقدم أي تشخيص نهائي لحالة الفتاة ، وبما أن الصرع معروف بصعوبة تشخيصه وعلاجه فكان من الصعوبة أيضاً تحديد ما يجري معها ، فحتى لو كانت إستيفانيا تعاني حالة من الصرع ، فقد كانت بعض الأعراض الأخرى التي تجري معها لا يُمكن تفسيرها ولا تندرج ضمن أعراض الصرع المعروفة ، وفي نهاية المطاف إقترح بعض الأطباء أن مع إستيفانيا "ربما" بعض الإضطرابات النفسية أو فصام أو حالة من التعطل الذهاني ، غير أن آخرين إستنتجوا أنها كانت "ممسوسة" كما نقول في ثقافتنا العربية الدارجة أو مُستوحذ عليها من قبل روح جدّها الراحل بطريقة أو بأخرى ! أو من الشيطان كما أعتقد ، وفي الحقيقة لم يكن هناك أي حيلة لتلك الفتاة المسكينة ، فعذابها قد إستمر لشهور طويلة ، بل زادت حدة هذا العذاب عندما قالت في أغسطس عام 1991 أنها أصبحت ترى تلك الشخصيات المُظلمة التي كانت تشاهدها في منامها في يقظتها الآن ! والأغرب من ذلك أن تلك الشخصيات المُظلمة كانت تحثها على القدوم إليها ! و في غضون أيام توفيت "إستيفانيا" للأسف وهي لم تتجاوز التسعة عشر عاماً ، في ظل ظروف غريبة و غامضة للغاية .
مأساة عائلة جوتيريز
لم تكن هناك فرصة لأن تحزن عائلة غوتيريز على فقدان إبنتهم كثيراً ، لأنه بعد وفاة الفتاة مُباشرة بدأت تحدث أحداث غير طبيعية في المنزل ، كان منزل العائلة على طريق يُسمى "لويس مارين" في حي فاليكاس في العاصمة الإسبانية مدريد ، حيث بدأت أصوات غريبة تصدر أولاً من غُرفة نوم "إستيفانيا" الفارغة ، وعندما قررت العائلة فتح باب الغُرفة لمعرفة مصدر الأصوات فوجئوا بأن جميع الأشياء والمتعلقات الخاصة بالفتاة كانت مُبعثرة ، في الليلة التالية سُمع صوت ضحكة رجل مُسن يتردد صداها في أرجاء المنزل ، وشملت تقارير أخرى من الأحداث العديد من الأصوات التي لا معنى لها قادمة من الحمام ، وتقلبات في درجة الحرارة لا يمكن تفسيرها ، وفي إحدى المرات كان والد "إستيفانيا" السيد "ماكسيمو جوتيريز" يلعب مع إبنته الصغيرة وقال أن قوة غير مرئية رفعت الطفلة وألقتها على الجدار ! وفي الليلة التالية عندما كانت العائلة في غرفة المعيشة ، فُتح الباب الرئيسي للمنزل بقوة من تلقاء نفسه ثم بدأوا يسمعون قرعاً متواصلاً على الجدران ، ومع هذا الرُعب قام ماكسيمو وزوجته بإغلاق الباب ووضع قطع رخامية ثقيلة عليه لمزيد من الأمان وحتى لا يُفتح مرّة أخرى ، وعلى الرغم من ذلك حدث شيء غير عادي أيضاً ، فقد زعموا أن ريحاً قوية جداً فتحت الباب بعنف وتبعثر من جراءها كل الأثاث في المنزل بشكل مثير للدهشة ، ثم سقطت صورة لإبنتهم "إستيفانيا" على الأرض ، و عندما التقطت "كونسبسيون" صورة إبنتها ، صرخت الأم بينما بدأت تحترق صورة إبنتها في يديها ، حيث إحترقت الصورة من تلقاء نفسها في منظر مهيب وغريب كما هو ظاهر أمامكم ، واستمرت الأحداث لعدة أشهر أخرى في ذلك المنزل ، فالأبواب عندما تكون مفتوحة كانت تُغلق بعنف ، والعكس صحيح ، والأجهزة الكهربائية كانت تعمل و تتوقف عن العمل من تلقاء نفسها بشكل متقطع ، حتى أن عائلة إستيفانيا بدأت في رؤية شخصيات من العالم الآخر تزحف حول أسرتهم وأثاثهم ليلاً ، فقد وصفت شقيقة إستيفانيا كيف أنها رأت شخصية مُظلمة ملتصقة بالأرض كانت تزحف نحوها وقالت : قلت لأمي "هناك شخص ما هُنا" ثم شعرت أن يداً تُمسك بقدمي ثم تُمسك بيدي وكشفت عني البطانية .
إستدعاء خبراء طرد الأرواح الشريرة
وعندما لم تستطع عائلة غوتيريز أن تتحمل ذلك الرُعب المتواصل ، طلبت المُساعدة من وسطاء روحانيون و رجال دين للتحقيق في المنزل في محاولة لطرد تلك الأرواح الشيطانية المُرعبة ، وفي أثناء هذه التحقيقات زُعم أن وسيطاً روحانياً تمكن من الإتصال بروح الجدّ المتوفي للعائلة ، وقال أن روح "إستيفانيا" كانت حاضرة أيضاً ، وقد تم توثيق المشهد في تقرير إخباري يعود إلى 14 أكتوبر عام 1992 وقيل أنه بينما كانت روح الجدّ تحاول أذية أفراد العائلة كانت روح إستيفانيا تحاول منع روح جدّها أو أي أرواح لكيانات شريرة أخرى من إيذاء عائلتها ، وعلى الرغم من جهود الجميع لم يُكن لهم فعل أي شيء لتخفيف معاناة هذه العائلة المنكوبة .
► شاهد الفيديو
تقرير الشرطة
في الساعة الثانية من صباح يوم 27 نوفمبر عام 1992 أي بعد مرور أكثر من عام على وفاة إستيفانيا ، عندما بلغ الوضع ذروته الدراماتيكية إتصل "ماكسيمو غوتيريز" بالشرطة ، مشيراً إلى أن منزله مسكون بأرواح شيطانية وأن عائلته في خطر ، وفي الواقع أن تقارير الشرطة تشهد على ما حدث بعد ذلك ، فعندما وصل الضابط "خوسيه نيجري" مع ثلاثة من ضباط الشرطة الآخرين إلى المنزل ، فوجئوا بأنهم وجدوا جميع أفراد العائلة يجلسون في حالة مُضطربة على رصيف الشارع خارج المنزل ، وذلك على الرغم من أنها كانت ليلة باردة جداً في ذلك الوقت ، وعندما دخلت الشرطة إلى المنزل وصفوا كيف أن جميع الصُلبان المُعلقة على الجُدران كانت مقلوبة رأساً على عقب ، ثم تحدثوا عن شخصية غامضة مُظلمة كانت تقف عند نهاية الردهة قبل أن تختفي ، وفيما يلي ترجمة لجزء من تقرير الشرطة الرسمي الذي كتبه الضابط خوسيه نيغري :
• لقد وجدنا في داخل المنزل وضع غريب وغامض ، عندما قمنا بإغلاق باب المنزل الرئيسي ، وهو أمر قمنا بالتحقق منه ، فُتح الباب بطريقة غير طبيعية تماماً ، شهد الحدث ضُباط الشرطة الثلاثة الآخرين الحاضرين معي .
• في حين أننا لا زلنا في حالة من الصدمة ، جاءت ضوضاء قوية من الشرفة ، حيث يمكننا أن نثبت أنه لا يوجد أحد ، ثم إزدادت الأحداث المشبوهة من حيث الكم والحدة ، مما أدى إلى وصول التحقيق إلى مستوى غير متوقع .
• على مفرش طاولة المائدة ، ظهرت بقعة بُنية اللون ، حددها المُفتش الرئيسي على أنها شيء يُشبه اللُعاب .
• أثناء البحث في غُرف المنزل ، لوحظ تدوير صليب خشبي كبير على إحدى الجدران من تلقاء نفسه .
• بعد إلتقاط واحد من الصُلبان الأخرى من الأرض ، ورفعه بجانب الباب من قبل أحد أفراد الشرطة ، ظهرت فجأة ثلاث علامات خدش بجانب الصليب .
تحليل الحالة
• عدم لعب "ويجا" بشكل محترف لطلب إستحضار الروح من قبل الأصدقاء المراهقين بما فيهم "إستيفانيا" وعدم إقفال الجلسة بالشكل المطلوب ، ونعتقد أن ذلك أدّى إلى إستحواذ تلك الروح الشيطانية على الفتاة والبقاء في المنزل وترويع أفراد العائلة حتى بعد وفاة إستيفانيا ، بخاصة إذا كانت عملية إستحضار الروح تمت في منزل إستيفانيا نفسها ، فعندما يخرج المارد من القُمقم إن جاز التعبير ، فهو غالباً ما يكون خطيراً مُنتقماً ، ويشمل تأثيره الجميع .
• نعتقد أن الروح الشيطانية التي تم إستدعاءها عن طريق "لوح ويجا" إستغلت أحزان الفتاة والطاقة السلبية العالية التي كانت تعاني منها ، بخاصة بعد وفاة صديقها وجدّها في وقت قريب ، وأصبحت تلك الروح تتمثل بشكل أو بآخر بروح جدّها المتوفي في بعض الأوقات وتحاول أن توهمهم بذلك ، ونعتقد أن تلك الروح الشيطانية هي المسؤولة عن وفاة إستيفانيا .
• هُناك حلقة مفقودة مُتعلقة بـ إستيفانيا أدت إلى إستهدافها من قبل الشيطان بشكل أساسي دوناً عن بقية أفراد عائلتها .
بحث و إعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery
• لوح الويجا : مدخل إلى العالم الآخر
• أحداث خارقة شهد بها أفراد قوات الشرطة
• صندوق ديبوك
• أنابيل
التعليقات
-
Touta touta
راءع جدا شكرا
-
معبد الغموض - الإدارة
بالتأكيد "وردة" ويمكنك قراءة موضوع لوح الويجا أسفل هذا الموضوع لمزيد من المعرفة .
-
ورده
يعني لوح الويجا مو من نسج الهيال انما واقع
-
عزيف قسورة
موضوع شيق ومثير رائع
-
نيرفانا
موضوع رائع تسلم إيدك
-
فاطمة
قصة مخيفة الله يحمينا .نعوذ بالله من الشيطان الرجيم
-
سلمى
موضوع رائع كالعادة
-
أحمد البدوي
أحييكم على هذا الموضوع الأكثر من رائع.. هناك أيضا حلقة مفقودة في تحليلكم لهذه الحالة فلما قلتم بأن الروح الشيطانية كانت توهمهم بأنها روح الجد لم تشيروا إلى التهديد الذي صدر من الجد وهو يختضر وقلتم بأنه كان يكره عائلته لهذا السبب.. لكن الذي اراه والله أعلم هو أن بداية العدوان من تلك الروح هو من لحظة تهديد الجد لحفيدته بلإنتقام من بين كل أفراد العائلة فقد كانت الروح هي المتحدثة على لسان الجد.. وغير هذا ينافي المنطق ولعقل.
-
أمجد
موضوع مثير ورائع
-
سارة العراقية
مرررعب
-
خليل
من اروع قصص الرعب التي قرأتها شكرا جزيلا
-
رامي
شكرا جزيلا .... موضوع في قمة الروعة .... لوح الويجا فعلن هو بوابة بين العوالم ومن الخطر فتحها
-
لؤي
فعلا قصة مرعبة لانها ادت لوفاتها ، اخطر من قصة اناليس ميشيل
-
خالد
موضوع رائع
-
Rasha
محزن ومرعب
-
سارة
قصتها مخيفه الله يرحمها