• Search
  • Menu


عمالقة غواياكيل

رامي الثقفي    أضيف بتاريخ : 2017-12-13 13:27:33    عدد الزيارات : 7368 زيارة


عندما واجه الغُزاة الإسبانيون مواطنون من منطقة "غواياكيل" في الإكوادور في عام 1543 قيل لهم أن هناك قبيلة من العماليق كانوا يسكنون أراضي الهنود في غواياكيل ، وقد قُتل هؤلاء العماليق المرعبون بشظايا و حرائق جائت من السماء ، لم يصدق الغُزاة الإسبان هذه الحكاية ، واعتقدوا أنها مُجرد أسطورة محلية قيلت لهم لكسب تعاطفهم أو لفت إنتباههم إلى أمور أخرى ، ولكن بعد ذلك تغير موقفهم عندما إكتشف الجنود الإسبان عظام قديمة و كبيرة ، وعلامات غريبة على الصخور في تلك المنطقة ، حيث أدركوا أن هُناك شيئاً لافتاً كان قد وقع في الإكوادور في الماضي البعيد .

أصل الأسطورة

الحاكم الإسباني "خوان دي آولموس" حاكم ولاية بويرتا فيجو طلب أن يتم التنقيب فى الوادى حيث قال الهنود أن العماليق كانوا قد قتلوا هناك ، و من المعروف للباحثين وعلماء الآثار أنه قد تم إكتشاف أضلاع كبيرة و عظام و أسنان كبيرة مُختلفة في ذلك الموقع بالفعل ، تقول قصص السُكان المحليون في تلك المنطقة أن هؤلاء الرجال من العماليق كانوا بشعور طويلة ولحى كبيرة يرتدون جلود الحيوانات ! و في الواقع أنه في عام 1553 نشر الباحث "بيدرو سييزا دي ليون" تقريراً غاية في الأهمية عن عمالقة غواياكيل وكتب أن السُكان المحليون كانوا ينقلون من ما سمعوه من خلال أجدادهم الذين قيل لهم عن طريق أجدادهم أيضاً قصص عن هؤلاء العماليق وأنه جاء عن طريق البحر على قوارب عملاقة مصنوعة من القصب بعض الرجال الذين كانوا عمالقة بلحى كبيرة و بشعور طويلة تتدلى على الكتفين وكان منظرهم مهيباً وسكنوا في تلك المنطقة وجائوا رجالاً فقط دون نساء ، في الحقيقة أنها رواية مثيرة للإهتمام ، فهل واجه الهنود في غواياكيل حقاً عماليق جائوا من واء البحار ؟ ولو كان ذلك حقيقياً من أين جائوا أصلاً ؟ هل هم من شعوب الفايكنج بخاصة أنهم يرتدون جلود الحيوانات ؟ في الواقع هذا ليس مُرجحاً لدّي ، فلا توجد أي سجلات تاريخية تقول أن الفايكنج قد زاروا الإكوادور ، أم أنهم من الناس الذين نجوا من الطوفان أو من بقايا شعب اطلانتس مثلاً ؟ هذه مجرد فرضية فقط ،  وأحب أن أشير أيضاً فيما يتعلق بهذه الجزئية أنه وفقاً لنفس الباحث كان قد بنى هؤلاء العماليق مباني ومنازل خاصة بهم تتناسب مع أحجامهم و لكنهم لم يتمكنوا من العثور على أي امرأة للتزواج معها ، لأن أياً من الإناث المحليات لم يكنّ من أحجامهم ولا يتناسبون مع ضخامتهم ولا يُمكن أن تتعاشر أي امرأة عادية مع هؤلاء العماليق الغُرباء بخاصة أننا نعلم أن الشعوب الأصليون أو السُكان المحليون يميلون للقصر عن الطول في تلك المنطقة .

نهايتهم

تتحدث الأساطير المحلية عن وجود صراعات متكررة بين الهنود من السُكان الأصليون في تلك المنطقة مع هؤلاء العماليق ، ولكن أهل تلك الديار لم يقدروا عليهم و كانوا يخشون مهاجمتهم ، ثم حدث شيء غير متوقع إنتهى به هذا "الكابوس" إن جاز التعبير ، فقد كتب "بيدرو سييزا دي ليون" أيضاً أنه وفقاً للروايات القديمة في المنطقة جاء "ملاك العذاب" من السماء و معه كُتلة نارية وانحدر من خلال السماوات وقتل العمالقة ! هذا التعبير يبدو وكأنه وصف لحدث كوني كان قد وقع هناك و محى به أسطورة عماليق غواياكيل ، وكان علماء الأرض والجيولوجيا قد عثروا بالفعل على آثار لكارثة وقعت هناك ، و
إقترحوا أن هذا الدمار غير العادي الذي شهدته المنطقة كان بسبب سقوط بعض النيازك العملاقة أو قد تكون أيضاً نوع من الظواهر الكهربائية مثل كُرات البرق التي ربما أدت إلى مصرع هؤلاء الرجال ، في الواقع هناك مؤشرات مثيرة للإهتمام حول هذه الأسطورة ، فبغير العثور على إكتشافات لعظام وهياكل كبيرة بالفعل في تلك المنطقة تذكرت وأنا أكتب هذا الموضوع بعض المُقتنيات التي كانت موجودة مع القس الإيطالي "كارلو كريسبي" الذي هاجر إلى الإكوادور وتوفي هناك وكان قد جمع عدد كبير من التُحف الأثرية المثيرة للإهتمام من كهف "كويفا دي لوس تايوس" في الإكوادور ومنها هذا التاج العملاق المعروض بالصورة والذي يبدو أنه تاج لا يتناسب إلا مع رأس ضخم و عملاق جداً ، كذلك يجب أن أشير أن هنود "تشوكتاو" في جنوب الميسيسيبي على حدود خليج المكسيك لديهم أسطورة قديمة أخرى عن لقاءات مُماثلة مع جنس من العماليق ذوي الشعور الحمراء و الشقراء و البشرة البيضاء ، وفي الأرجنتين هناك أسطورة أخرى تتحدث عن "عمالقة باتاغونيا" العماليق الشُقر الذين يتجاوزون في الطول ضعف طول قامة الإنسان العادي ، وكان قد ذكرهم المُستكشف والرحالة البرتغالي المعروف "فرناندو ماجلان" عندما وصل إلى سواحل أمريكا الجنوبية في عام 1520 وعزز ذلك ما ذكره الأميرال الإنجليزي السير "فرانسيس ديرك" الذي روى له السُكان المحليون قصصاً مع عمالقة باتاغونيا في عام 1579 وكتب أنهم أصحاب طول فارع يزيد طول الواحد منهم عن ثلاثة أمتار ونصف على الأقل ، وأخيراً من خلال هذا الموضوع ومن خلال بعض المواضيع السابقة في معبد الغموض التي تشير إلى إحتمالية وجود العماليق في الماضي البعيد والتي تتضمن بطبيعة الحال مجموعة من الإكتشافات والصور المثيرة للإهتمام والتي يُمكنكم الرجوع إليها من خلال الروابط أسفل المقال ، أتساءل عن ماذا لو كانت كل تلك الإكتشافات هي حقاً بقايا للعماليق ؟ نترك الإجابات والتفكرّ لأصدقائنا المؤمنين بنظريات عالم التاريخ الطبيعي السيد تشارلز داروين ، شكراً للقراءة .


إعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery


مواضيع ذات صله ...
العماليق بين المعتقد والأسطورة
طبعات الأقدام العملاقة في معبد عين دارا

التعليقات

  • محمد

    نعم موجودين وموصوفين بكل شعوب وحضارات العالم

  • النازي

    مؤمن بوجود العمالقة ، مقال رائع وجميل .

  • محمد

    سبحان الله العماليق ذكروا في القرآن

  • هيثم الكردي

    موضوع جميل

  • قطر الندى

    شكرا على الموضوع الرائع ، أستاذ رامي ممكن اسأل سؤال ؟ لا تعتقد بنظرية داروين ؟؟

  • سلمى

    موضوع رااائع وغريب ، اعتقد أن التاج يثبت أن القصة حقيقية !

  • ياسر

    سبحان الله ، انا اصدق بوجود العمالقة وقوم عاد كانوا من العمالقه

  • محمد مجدي

    ذكروا في القرآن الكريم

  • أسماء

    موضوع رائع جدا

أضف تعليقك


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق