شجرة أغدراسيل و العوالم التسعة
رامي الثقفي أضيف بتاريخ : 2017-03-11 22:33:41 عدد الزيارات : 19718 زيارة |
مفهوم العوالم الخفية ظهر في الأساطير والثقافات القديمة تقريباً لكل شعوب الأرض ، كل الحضارات وحتى الأديان تقريباً آمنت بوجود تلك العوالم سواء تلك العوالم الموجودة في السماوات أو الكون أو في باطن الأرض على حد سواء ، وفي الواقع أن الأساطير الإسكندنافية تعطينا وصفا تفصيلياً لتسعة من العوالم ، هذه العوالم التسعة تقع في جذور وفروع شجرة أغدراسيل وهي شجرة كونية عملاقة جداً جذورها في باطن و أعماق الأرض وفروعها في السماء ، وبما أن جذور هذه الشجرة تبدأ من المناطق الداخلية في باطن الأرض ، فإن هناك مملكة للعماليق والأقزام والجان وكذلك أرض خاصة بالموتى وغيرها من العوالم الأخرى ، تقريباً هنالك أربعة عوالم داخل الأرض و ثلاث عوالم على الأرض و عالمين فوق الأرض أي في السماء وأبرزها هو عالم أسكارد ، تتعرفون على هذه العوالم التسعة من شجرة أغدراسيل في موضوعنا اليوم .
1 - أسكارد ♦ دار آلهة نورس
نبدأ بأبرز هذه العوالم و أعلاها وهو عالم "أسكارد" أو "أسغارد" وبحسب الميثولوجيا الأسكندنافية يقع هذه العالم في السماء فوق عالم البشر ، هذا العالم مُحاط بجدار عالي من الذهب وبداخلة جنّة أو حديقة غاية في الجمال والإبداع ، وهي أرض خصبة و مباركة وافرة الذهب والمجوهرات وتسمى أيضاً بـ حديقة الآلهة و تؤكد الأساطير الأسكندنافية القديمة على أن هناك طريق واحد فقط يؤدي إلى أسكارد ، وهو قوس قزح ! الذي يسمونه في أساطيرهم بـ جسر بيفروست وهو الذي يربط الأرض مع السماء ، وتتحدث الأساطير القديمة أن أسكارد كانت مقراً للـ الإله "آيسر" و كذلك الإله الشهير "أودين" و "ثور" و "آيدون" وغيرهم من الآلهة القديمة ، تعقيب بسيط حول هذه الآلهة في الواقع نحن نعتقد أن هذه الآلهة قد تكون ملائكة أو كائنات فضائية في أصلها ومن ثم تمت عبادتها بشكل أو بآخر وأصبحت ذات قدسية خاصة في الأساطير الأسكندنافية ، وبغض النظر عن ذلك فإن عالم أسكارد تنتشر فيه القصور و القبب البيضاء حيث يوجد ما لا يقل عن 540 من القصور البيضاء الشاهقة والمتلألة ، وبطبيعة الحال واحد من هذه القصور لـ أودين الإله الأكثر شُهرة في الأساطير الأسكندنافية وهو إله الحرب والسحر والشكل الأكثر تعقيداً من آلهة النورديك .
2 - مدكارد ♦ الأرض المُحاطة بالثعبان العملاق
في علم الكونيات الجرمانية "مدكارد" واحدة من العوالم التسعة في الميثولوجيا الإسكندنافية ، هذا العالم الغريب يقع بالضبط تحت أسكارد ، وهو عالم غير مرئي تملئه البحار والمُحيطات على الرغم من أن موقعه في السماء ، الأغرب من ذلك أن محيطاته الشاسعة يسكنها "ثعبان" عملاق يسمى "يورمونغاند" وهي كلمة جرمانية قديمة تعني "الوحش الضخم" و بحسب تلك الأساطير فإن ثعبان مدكارد يُحيط بكامل عالم مدكارد لدرجة أن رأسه يصل إلى ذيله حتى أن بإمكانه أن يطوق شجرة العالم أغدراسيل بأكملها ، ووفقاً للأساطير الأسكندنافية القديمة سوف يتدمر عالم مدكارد في نهاية الزمان ويسقط الثعبان العملاق على الأرض ويُسمم المياة مُخلفاً ورائه دماراً و خراباً هائلاً .
3 - موسبلهايم ♦ أرض النار واللهب
ذلك هو العالم الثالث من العوالم التسعة من شجرة أغدراسيل ، وهذا المكان يعتبر نوع من أنواع الجحيم في الميثولوجيا الأسكندنافية ويسمونها كذلك "الأرض المُحرمة" بمعنى أن الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود ، وفي الواقع لست متأكداً أين يقع هذا العالم ، فقد إختلفت الروايات القديمة حوله ، قد يكون "فوق" الأرض أو على الأرض ، والأرجح أنه في باطنها ، وعلى أية حال يحكم عالم موسبلهايم إله النار والشرّ "سرت" أو "سورتور الأسود" وهو كائن شيطاني لديه جناحان عملاقين يستطيع من خلالهما الطيران إلى السماء والإستفادة من الأجرام السماوية ، وهو يقوم بحراسة مدخل موسبلهايم وحماية عالمه الناري بسيفه الحارق ، تغطي الجبال البركانية ذات الحمم المتوهجة عالم موسبلهايم من كل جانب و يسكنها جنس من نوع عمالقة النار و الشياطين والعديد من المخلوقات الأخرى .
4 - ألفهايم ♦ ديار الجنّ والعفاريت
العالم الرابع من هذه العوالم التسعة هي "ألفهايم" أو بيت النور كما يسمونها في الأساطير الأسكندنافية ، وهي تقع فوق الأرض وهي بمثابة المملكة الكبيرة للجنّ والعفاريت ، ولكن هذا النوع من الجان يمتلك خاصية الإضائة حيث أنه جنّ مضيئ أو من أنواع الجان الخفيفة ، وبحسب الأساطير الأسكندنافية هذا النوع من الجنّ نوع جميل ورائع ولديه قدرات سحرية خارقة و مهارات طبية لا مثيل لها ، و تتحدث الأساطير أن هذه الكائنات لديها القدرة على إعاقة و مساعدة البشر على حد سواء ، زعيمهم هو "فرير" الذي يتحكم في الطقس ويشرف أيضاً على شؤون عالم ألفهايم.
5 - فانهايم ♦ ديار آلهة فانير
أو "فانهايمر" أرض السحر و الشعوذة ، وكذلك أرض آلهة فانير ، وهي مجموعة من الآلهة المُرتبطة بالثروة والخصوبة والحكمة والقدرة على التنبؤ بالمستقبل ، يسكن هذا العالم مخلوقات جميلة بيضاء تشبه البشر ، وفي ملامحهم أقرب ما يكونون إلى شعوب شمال شرق آسيا .
6 - يوتنهايم ♦ أرض العماليق
نصل إلى "يوتنهايم" أو يوتنهايمر أرض "العماليق" وهي واحد من العوالم التسعة التي يُسكنها عمالقة "يوتونس" و مملكتهم تحت جبل ضخم أبيض من الجليد ، وصفت الأساطير هؤلاء العماليق الذين يسكنون يوتنهايم على أنهم أقوياء جداً يشكلون خطراً على البشر وعلى باقي المخلوقات والكائنات الحيّة في كل العوالم التسعة ، و على أن أطوالهم تصل إلى عشرين أو ثلاثين قدماً ، و تشير الأساطير أنه يوجد في أرض يوتنهايم "بئر الحكمة" و من يخاطر بنفسه بالذهاب إلى أرض العماليق واستطاع أن يشرب من هذا البئر فإنه يُمنح الحكمة و حُسن التدبير و الحصافة والحنكة .
7 - سفارتالفيم ♦ أرض الأقزام والجان الأسود
يسكن هذا العالم نوعين من المخلوقات الذكية والقوية على حد سواء "الجان الأسود المظلم" وكذلك "الأقزام" وكلاً من هؤلاء الجنسين يكرهون الشمس و الضوء لأن هذه الكائنات إذا تعرضت لأي نوع من الضوء فإنها تتحول فوراً إلى حجر ، هذا العالم بحسب الأساطير الأسكندنافية يوجد في باطن الأرض وتتحدث الأساطير أن هؤلاء الأقزام انشأوا من خلال عالمهم العديد من الممرات والأنفاق التي لا تنتهي ، و عملهم الرئيسي هو الحفر في المناجم لأنهم مهرة في إستخراج وتخزين المعادن الثمينة والأحجار الكريمة ، وتشير الأساطير أنه ليس لديهم أي موقف إيجابي تجاه البشر ، معهم حق .
8 - نيفلهايم ♦ العالم الأكثر قسوة من عوالم أغدراسيل
الآن إلى العالم الثامن من عوالم شجرة أغدراسيل ، وهذا العالم يعتبر العالم الأكثر قسوة من ضمن العوالم التسعة ، وفي الواقع أن "نيفلهايم" هي النوع الآخر من أنواع الجحيم في الميثولوجيا الأسكندنافية ، فأرضها أرض صلبة وعرة مُخيفة موحشة حالكة الظلام كثيفة الضباب بالإضافة على أنها أرض ثلجية شديدة البرودة ، وتقول الأساطير الأسكندنافية أن نيفلهايم كانت أول أرض تم إنشاؤها من العوالم التسعة ، تحكمها آلهة الموت "هيلا" وهي واحدة من الآلهة الرئيسية في الميثولوجيا الأسكندنافية و هناك بوابة غامضة من هذا العالم تؤدي إلى "دار الموتى" هيليم.
9 - هيليم ♦ دار الموتى
و أخيراً هناك في أعماق الأرض الداخلية توجد أرض وعالم "هيليم" أو عالم "هيل" وهو عالم بارد خفي تسكنه أرواح الموتى من جميع أنواع المخلوقات التي كانت تعيش على الأرض و تحرس مداخله الكلاب السوداء والثعابين العملاقة التي تأتمر بأمر حاكمة هذا العالم "هيلا" التي تحكم أيضاً عالم نيفلهايم كما ذكرت أعلاه ، وتصف المصادر الأسكندنافية القديمة تفاصيل معينة للوصول إلى هيليم ، حيث يتحدث الأدب النوردي القديم عن بعض الرحلات المحفوفة بالمخاطر إلى عالم "هيل" من أجل إستعادة روح الميت أو الحصول على المعرفة من خلال عالم الأموات .
إعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery
التعليقات
-
زهير الحاجعلي
بصراحة وجدت أن هذا مذكور في القرآن الكريم بقصصه الحقيقية https://www.tiktok.com/@choae__alhak?_t=8e8GVZGzJsj&_r=1
-
ايرين يغيير
ايرين أفضل شخصية .. ولا عزاء لباقي الفشلة
-
ميار
ارغب بمعرفة الطرق التي يصلون بها لهناك
-
Fares
الموضوع عميق جدا ولا تزال أكثر الروايات تختلف في بعض التفاصيل ولكن كما ذكر الأخ من قبلي ان الاساطير حقيقه ولكن حرفت شيئا ما او بطريقة ما قرأت الكثير عم يوتنهايم ولايزال البحث جاري بمساعدة بعض الاصدقاء للتوصل للنص الرئيسي ل يوتنهايم من ثم نبدأ بباقي العوالم اخترت موضوع جدا جميل سيد رامي لك كل الود
-
ليان
موضوع رائع
-
معبد الغموض - رامي الثقفي
شكراً "سمية عزام" وأعتذر عن الإفادة للإنشغال .
-
سمية عزام
في طريق بخثي عن مراجع لمقالي في تأويل الشجرة بالعودة إلى الميثولوجيا والرموز والكتب الدينية لفتني مقالك- مشكورًا- واستثارني بسؤال حول استناد العديد من الأفلام الغربية على الميثولوجيا، منها ملك الخواتم، وثور وغيرها.. إذا كان لديك إضافة وتوسّع في هذا الصدد أرجو إفادتي ولك التقدير والشكر. souma.a**@***il.com
-
Dawood eleid
لم اعد مستغرباً الجميع يتحدث بنفس الطريقة بالالغاز ويتمحور حول هدف واضح باسطورة مختلفة بزمن مختلف تحوت هرمس ذكر نفس الموضوع بالواح الزمرد المستخرجة من الأهرامات وكيف تحدث عن الأسياد السبعة ولم يذكر الأول والثاني تحدث عن اطلنطا-أتلانتس المتطورة منذ 36 الف عام . واطلنطا-أتلانتس سبقتها حضارة متطورة ب 40 الف عام فمنذ 80 الف عام كانت حضارة (ليموريا) المتطورة وهي حضارة المو (الماما) والاكاشا (الأثير) ومنها الإنكا وألمايا والترك التتر والمغول وسومر واكاد وبابل واشور انها ارض الشمس .
-
مبارك محمد
موضوع رائع بمعنى الكلمة
-
ياسمين
مشوق جدا
-
ابراهيم علي
موضوع مبدع ومعلومات رائعة لأول مره اتعرف عليها شكرا جزيلا لك استذا رامي
-
معبد الغموض - رامي الثقفي
أشكر الجميع .. أيضاً أشيد بالإضافات المتميزة والمثيرة للإهتمام حول هذا الموضوع من المعلقين "علي" و حسناء" .
-
علي
اولا موضوع رائع وشكرا على المعلومات القيمة،ثانيا ذكرت احدى الاخوات في التعليقات ان لا تخلو حضارة او ديانة من ذكر للشجرة واحب ان اضيف لما ذكرته هو ان في القرآن جاء ذكر لنوعين من الشجر فاحداهما شجرة اصلها ثابت(لم يحدد مكانه) وفرعها في السماء وضُربت مثلا للكلمة الطيبة والاخرى أجتُثت من فوق الأرض وكانت مثلا للكلمة الخبيثة.
-
أحمد البدوي
كما قلتم في معبد الغموض سابقا كل أسطورة حقيقة لكن مع بعض الزيادات والتحريف الطفيف،نشكر جهودكم الخرافية المتميزة.
-
حسناء
تكاد لاتخلوا حضارة من الحضارات من ذكر لشجرة كل شئ حى كما سماها الفراعنة واعتقدوا ان منها خلقت ايزيس وخلق اوزوريس وشجرة العالم فى اساطير فا رس واساطير الفايكنج وكذلك فى بعض المعتقدات الدينية ففى عقيدة الكابا اليهودية شجرة الحياة تمثل القوة فى العالم الالهى وفى المسيحية ذكرت شجرة الحياة فى سفر الرؤيا وعند الصينيين و الارمن و البهائيين يقال ان اصلها كان امتزاجا بين الجليد والنار ويقال ان تحتها ثلاثة ابار( بئر القدر ) (والنبع الذى يغلى ) (وبئر الحكمة ) شكرا استاذ رامى لمقالك الاكثر من رائع كما عودتنا دائما
-
عامر
أحببت الموضوع جدا .. اتمنى المزيد
-
سلمى
رائع !
-
Yazan
اهااااا الآن تفسرت لي تلك العوالم والمخلوقات الغريبة في فيلم the hobbit the battle of the five armies وسلسلة أفلام المخرج العالمي بيتر جاكسون ! لم أكن اعلم انه أقتبسها من أسطورة شجرة اغدراسيل والعوالم التسعة في هذا الموضوع الراااائع الذي كفى لنا ووفا الشرح !! شكرا شكرا جزيلا لكم
-
هناء
مقالة رائعة جدا جدا فلم الاجنبي ثور مقتبس من هذه الاساطير
-
حيدر
عجيب
-
لانا
موضوع رائع يسلمو 🌹❤
-
ناديا
موضوع شيق وممتع ورهيب ، وياليت ما تتأخرو علينا بالمواضيع بليز
-
GEORGE
أعتقد قد تم اقتباس جزء كبير من ما ذكر من هذه الاساطير القديمة في فيلم ملك الخواتم THE LORD OF THE RING ! شكرا على الموضوع الرائع
-
أحمد
موضوع ممتع جداً
-
غادة
رووووعه