صندوق ديبوك : الروح الحاقدة القديمة
رامي الثقفي أضيف بتاريخ : 2016-07-03 01:28:07 عدد الزيارات : 18672 زيارة |
ولكن قبل أن ابدأ في تفاصيل هذه القصة أريد أن أنوه أننا لا نتحدث عن قصص أفلام هُنا ، فلسنا موقع للترفيه أو للتسلية ، ولكننا سوف نتحدث عن القصة الحقيقية المُتعلقة بصندوق ديبوك بالضبط كما تحدثنا سابقاً في معبد الغموض عن القصة الحقيقية لـ "دمية أنابيل" والتي أشرف عليها تحقيقاً أساتذة التحقيق في الأشباح والخوارق "إيد و لورين وارن" .
صندوق ديبوك - القصة الحقيقية
في الواقع لم تبدأ هذه القصة إلا في شهر سبتمبر من عام 2001 عندما إشترى هذا الصندوق تاجر أمريكي أسمه "كيفن فانس" وهو صاحب متجر لبيع الأنتيك و التحف الأثرية الغريبة والنادرة في بورتلاند أوريغون ، حيث قام بشراء الصندوق كأي قطعة أثرية أخرى من مزاد علني لبيع ممتلكات إمرأة يهودية عجوز كانت قد توفيت عن عمر يناهز الـ 103 أعوام ، وكان ذلك المزاد بإشراف حفيدة العجوز التي أخبرت التاجر عن قصة جدتها وقالت أنها كانت من أصول بولندية وولدت ونشأت في بولندا ثم أُرسلت في شبابها إلى معسكر للإعتقال النازي أثناء الحرب العالمية الثانية وكانت الشخص الوحيد التي نجت من الموت من عائلتها حيث أن والديها وإخوتها وحتى زوجها واثنين من أبنائها قد قتلوا جميعاً في تلك الفترة ، ونجت المرأة من القتل بعد أن تمكنت من الهرب مع بعض السجناء الآخرين حتى وجدت لها طريقاً للتهريب إلى إسبانيا بطريقة أو بأخرى ومكثت هناك فترة من الزمن ، تقريباً حتى نهاية الحرب ومن ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع عدد من المُهاجرين الأوروبيين وكان بحوزتها أغراض وعناصر مختلفة من ضمنها هذا الصندوق الخشبي والذي كانت تحتفظ به دائماً معها ، وأوضحت حفيدة المرأة العجوز أن جدتها كانت تحاول أن تُبقي هذا الصندوق مُخبئاً وبعيداً عن الأنظار دائماً ، وعندما كانت تسأل جدتها عن سرّ هذا الصندوق كان يتغير مزاجها وحذرتها مراراً وتكراراً من عدم فتحه أو المساس به ، والأغرب من ذلك أن جدتها طلبت أن يُدفن الصندوق بجانبها بعد وفاتها بمراسم دفن يهودية ! ولكن حفيدتها إعتقدت أن القيام بمثل هذا الأمر سوف يكون ضد التقاليد اليهودية الأرثوذكسية وليس من المُستحسن أن يدفن هذا الصندوق معها ، وفي نهاية الحديث أخبرت الحفيدة التاجر أن جدتها كانت تُسمي هذا الصندوق بـ "ديبوك" وأنها تريد بيعه بأي ثمن ، وبعد أن سمع التاجر هذه القصة أدرك أن الأمر يتعلق بإرث عائلي وسألها عن ما إذا كانت ترغب في الإحتفاظ بالصندوق لأسباب عاطفية لربما يكون إرثاً ثميناً لعائلتها ؟ لكن المرأة رفضت هذا الأمر بشدة وأصبحت مستاءة جداً وقالت : "لقد توصلنا إلى إتفاق ! عليك أن تأخذه !" حيث يبدو أنها كانت تريد التخلص منه بأي ثمن ، حيث بدت مستائه جداً وبدأت في البكاء وطلبت من كيفن المغادرة ، وسُرعان ما أخذ "كيفن" مشترياته بأدب وانصرف عن المكان ، وعندما عاد إلى المتجر قام بوضع الصندوق في الطابق السُفلي مع عدد من التُحف والقطع الأثرية الأخرى ، ومن ثم ذهب إلى الخارج لقضاء مصالحه ، ولكن ما إن خرج الرجل من المتجر حتى بدأت تحدث أشياء غريبة ومخيفة ، حيث قامت محاسبة المتجر بالإتصال على كيفن وهي تصرخ قائله : "كيفن ، هناك أشياء غريبة تحدث ، كل الأضواء قد تحطمت وسمعت أصواتاً رهيبة قادمة من الطابق السُفلي ، يبدو أن هناك شخص ما في الأسفل ، حتى أن الأبواب قد أقفلت تماماً وأنا لا تستطيع الخروج " فطلب منها "كيفن" إستدعاء الشرطة ريثما يعود ، حيث يقول كيفن أنه قاد سيارته بسرعة كبيرة من أجل العودة إلى المتجر في أسرع وقت ممكن ، وعندما وصل وجد الأبواب مُقفلة وقام بكسر أحد الأبواب ليتمكن من الدخول وعندما دخل إلى متجره وجد المحاسبة تجلس على الأرض في زاوية مكتبه و تنتحب بصورة هستيرية ، ركض "كيفن" إلى الطابق السُفلي وبدأ يشم رائحة غريبة يغلب عليها رائحة "بول القطط" على الرغم أنه لم يكن هناك أي قط أو حيوان في متجره ، حيث وجد الأضواء التسعة مُحطمة بالفعل من قواعدها ، في الواقع كان "كيفن" في غاية الحيرة مما حدث ولكنه لم يفكر مُطلقاً أن ذلك البلاء الذي حدث كان بسبب الصندوق .
وبعد أيام من تلك الحادثة وأثناء وجود "كيفن" في متجره خطر الصندوق في باله وبقي يفكر لماذا كانت السيدة العجوز تحذر حفيدتها دائماً من فتحه أو المساس به ، وبدافع الفضول قرر أن يفتحه ليرى ما في داخله وعندما فتحه وجد بداخله خصلتي شعر واحدة شقراء والأخرى بُنية مربوطة بحبل ، و وجد تمثال حجري صغير منقوش عليه كلمة "شالوم" بالعبرية وكأس ذهبي و بعض الورود المُجففة وشمعدان أسود جميل بقاعدة تُشبه أذرعة الأخطبوط ، بعد ذلك قام "كيفن" بإخراج تلك الموجودات من داخل الصندوق وقام بتنظيفها بزيت الليمون وخلال هذا الوقت لاحظ وجود نقش لكلمة عبرية أخرى منحوتة في الجزء الخلفي من الصندوق ولم يكن لديه أي فكرة عن معناها ، وبعد أن فرغ من التنظيف أعاد كل هذه الأشياء إلى الصندوق مرة أخرى ، ولعلمه أن والدته تُحب هذه الأشياء العتيقة قرر أن يُهديها الصندوق بما فيه في عيد ميلادها الذي كان مُقرراً أن يكون في يوم 28 أكتوبر 2001 ولكن تم تأجيل الإحتفال بعيد الميلاد لعدم وجود شقيقته في المدينة وانتظروا حتى تعود ، حيث يقول كيفن : "في يوم 31 أكتوبر عادت أختي إلى المدينة و جاءت هي و والدتي إلى متجري ، وكُنّا سنذهب لتناول الغداء معاً ، ولكن قبل أن نذهب أعطيت الصندوق لوالدتي كهدية لأني أعرف أنها تحب تلك الأشياء" و أكمل كيفن يقول : "ذهبنا إلى المطعم وتناولنا الغداء ومن ثم عدت إلى متجري وعادت والدتي مع أختي إلى منزلها وبعد حوالي نصف ساعة جائتني مكالمة هاتفية و كانت من شقيقتي حيث قالت لي أن ثمة شيئاً مريعاً جرى مع أمي وتم نقلها إلى المستشفى" وعندما ذهبت إلى المستشفى لأرى الأمر وجدت أمي مستلقية على السرير وكان وجهها يخلو من أي تعبير عدى الدموع التي كانت تنهمر على خديها ، ولم تكن تستطيع التحدث حيث قد تبين أن والدتي تعرضت لسكتة دماغية مما أدى بها إلى الشلل الجزئي وفقدان القدرة على الكلام وتشكيل الكلمات ولكنني كنت أفهم ما تحاول أن تقوله ، وعندما سألتها ماذا جرى لك ؟ فهمت منها أنها تقصد الهدية لأنها قالت بحسب الحروف الأبجدية No Gift وظننتها تقصد أنني لم أعطها هدية في عيد ميلادها حيث إعتقدت أنها قد فقدت الذاكرة أيضاً ، ولكني أكدت لها أنني قد أعطيتها هدية بالفعل في عيد ميلادها ! بعد ذلك بدأ كيفن يشعر أن والدته قد بدأت تشعر بالضيق وقالت له : "هدية كريهه" ضحك كيفن وقال لها : "لا داعي للقلق ، أنا آسف أن هديتي لم تعجبك وسوف أعوضك بهدية أجمل منها وأتمنى لك الشفاء العاجل" ومع كل ذلك لم يفكر "كيفن" بالصندوق أيضاً أو يربط كل هذه الأحداث به حتى الآن ، حيث أن كيفن لم يكن يعتقد أو يصدق بأي شيء متعلق بالشياطين والخوارق والظواهر الغامضة .
ظلال و كوابيس مُتشابهه
ذهب "كيفن" إلى منزل والدته وأخذ الصندوق معه ووضعه في منزله ، ومرت الأيام ولكن بعد ذلك بدأ "كيفن" يُعاني من كابوس متكرر ، حيث كان يحلم بإمرأة عجوز شمطاء مخيفة تنظر إليه أحياناً ، وأحياناً أخرى تقف خلفه وأحياناً تتصور في أشكال أشخاص يعرفهم ومن ثم تظهر له بشكلها المخيف ، حيث يقول كيفن : "منذ اليوم الأول الذي أحضرت فيه هذا الصندوق إلى منزلي بدأت أعاني من كابوس متكرر غريب ، في كل ليلة كان لدي حلم فظيع حيث أجد نفسي أسير مع صديق وعادة شخص أعرفه جيداً وبعد ذلك أجد نفسي أبحث في عيون ذلك الشخص الذي أعرفه ومن ثم أدرك أن هناك شيئاً مُختلفاً ، شيئاً ما شيطاني يُحدق إلى وجهي وعند هذه النقطة ينتهي الحلم ، بدى لي ذلك الشيء وكأنه إمرأة عجوز يُمكن وصفها بإنها بشعة جداً ، لقد إستيقظت عدة مرات ووجدت كدمات وعلامات على جسمي ومع ذلك لم أكن أعتقد أن تلك الكوابيس كانت مُتعلقة بهذا الصندوق" ولكن بعد أيام حدثت المفاجأة ، يقول كيفن : "عندما جاءت أختي وأخي وزوجته إلى منزلي قضينا السهرة معاً وناموا في منزلي ، و في صباح اليوم التالي أثناء وجبة الإفطار إشتكت شقيقتي من كابوس فظيع وروت لنا حُلمها فاندهشت أنها تصف لنا نفس الكابوس الذي أعاني منه ، بالضبط حتى في أدق التفاصيل ! أخي وزوجته أصيبا بالذهول أيضاً وقالوا لنا أنهم قد كان لهم نفس الحُلم أيضاً ، حيث أصبح من الواضح الآن ما هو القاسم المشترك ، وهو أن كل واحد منّا قد كان له نفس الكابوس وبنفس التفاصيل خلال الوقت الذي كان فيه ذلك الصندوق في المنزل" بعد ذلك قمت بالإتصال على صديقتي لأنها قد نامت عندي ليلة أثناء وجود الصندوق في منزلي ، وسألتها عن ما إذا كان يُمكن لها أن تتذكر وجود أي كوابيس عانت منها مؤخراً والغريب أنها وصفت الكابوس نفسه ايضاً ، وعندما سألتها ما إذا كان يُمكن لها أن تتذكر تاريخ اليوم الذي عانت فيه من ذلك الكابوس ، هل كان أثناء نومها في منزلي أو بعد أن عادت إلى منزلها قالت لي أنها لا تتذكر ، بعد ذلك بدأت ألاحظ وجود كيانات وأطياف غريبة تظهر في منزلي تُشبه الظلال إلى حد ما ، وفي الحقيقة كان قد قال لي العديد من ضيوفي أنهم لاحظوا وجود تلك الظلال في منزلي أيضاً ، كما أني كنت أشم دائماً رائحة بول القطط على الرغم من أنني لا أمتلك قطاً في منزلي ، أدركت الآن أن كل هذا البلاء كان بسبب الصندوق وبسبب وجود شيء ما خارق للطبيعة ، حينها قررت أن أتخلص منه ، ولكن "كيفن" لم يستطع ذلك لأنه كان خائفاً جداً ، حيث يقول : لم أستطيع أن أحطم الصندوق أو اتخلص منه لأني كنت خائفاً جداً ومن ثم ذهبت إلى غرفتي واستغرقت في النوم ولكني إستيقظت في حوالى الساعة الـ 4:30 فجراً حيث عانيت من نفس الكابوس اللعين وبعد أن إستيقظت شعرت بأن شخص ما يتنفس بأنفاس ساخنة على رقبتي ثم وجدت منزلي مُعطراً هذه المرة برائحة زهور الياسمين ، وفجأة رأيت شيئاً غريباً حيث لاحظت ظل لشخصية ضخمة تخرج من باب الغرفة وتذهب إلى الأسفل .
التخلص من الصندوق
بعد أن أدرك "كيفن" أخيراً بأن تلك الأحداث المرعبة والغريبة كانت تحدث بسبب الصندوق قرر أن يتخلص منه ، ولأنه كان خائفاً من تبعات تحطيمه أو رميه بعيداً قرر أن يبيعه بأي ثمن ، يقول كيفن : "فتحت الكومبيوتر وقررت إدراج هذه الشيء على موقع إي - باي e-bay مع وصف مُفصل لما حدث معي منذ أن حصلت عليه" وكتب كيفن يقول : أريد أن أبيع هذا الصندوق بأي ثمن ، أستطيع أن أحطم هذا الشيء إلا أنني لا أفهم ما هذا الشيء الذي معي ، أنا خائف من أن أدمره ، ولقد سمعت أن هُناك أشخاصاً يحبون إقتناء مثل هذه الأنواع من القطع الأثرية ويبحثون عنها ، فإذا كنت واحداً منهم أرجوك ساعدني في التخلص منه واشتري الصندوق بأي ثمن ، يُمكنك أن ترى أن ليس لدي أي سعر أو حد أدنى للعرض ، القياسات "12,5 سم" "7,5 سم" "16,25 سم" ويوجد أشياء أيضاً بداخله و كافة العناصر موجودة ومدرجة في البيع وسوف يتم تسليمها مع الصندوق" ومرت الأيام ولكن لم يشتري أي أحد الصندوق حتى الآن ولكن جائت إلى "كيفن" العديد من الأسئلة عبر البريد الإلكتروني وقام بالرد بشكل موجز حيث قال : لا أستطيع الرد على كل رسائل البريد الإلكتروني التي حصلت عليها منذ أن وضعت الصندوق في موقع البيع ، ولكني سوف أجيب فقط على الأسئلة الأكثر شيوعاً : "لا أنا لست متديناً" ، "لا أرغب في المشاركة في أي نوع من طرد الأرواح الشريرة أو في دراسة حالة الصندوق" ، لا لن أبيع أي من القطع الفردية التي وجدت في الصندوق مُنفصلة عن غيرها أريد أن أبيعه بما فيه فقط " ، "لا أنا لا أتكلم العبرية ولا أعرف أي كلمة عبرية" وفي نهاية المطاف تم بيع الصندوق لطالب جامعي بـ 140 دولار فقط ، ولكن سُرعان ما عاد المشتري ليعرض الصندوق للبيع في نفس الموقع ، وقام أيضاً بشرح تجربته الغريبة مع الصندوق حيث قال أنه أصبح يشعر بحالة أرق شديد و تعب عام في الجسم ، ليس هو فحسب بل كل أصدقائه الذين ينامون معه في غرفة واحدة ، وقال أن شعره قد بدأ في التساقط وقد تعرضت كل الأجهزة الإلكترونية للأعطال بدون أي تفسير منطقي واضح ، وذكر وجود رائحة سيئة للغاية منذ أن أدخل هذا الصندوق في غرفته ، وقال أنه كان يريد أن يحطمه ولكنه شعر بالقلق من الإقدام على مثل هذا العمل وفكر لماذا لم يقم صاحبه الأصلي بتحطيمه إلا لعلمه أن هذا العمل قد يكون له نتائج وخيمة ، و قرر عرضه للبيع مجدداً وتم بيعه هذه المرة بـ 280 دولار في فبراير عام 2004 لرجل يدعى "جايسون هاكستون" وحاله حال "كيفن" حيث أنه يعمل مديراً لأحد المتاحف و مهتم جداً بجمع وإقتناء القطع الأثرية الغريبة والنادرة ، وبعد أن إشتراه تحدث "جايسون" أيضاً عن تجربته مع الصندوق وقال أنه منذ اليوم الأول الذي وضع فيه الصندوق بمنزله بدأ يشعر بوخز في جسده وظهرت كدمات بنفسجية على فخذيه وساقيه ووجد روائح كريهه في منزله ، وبعد كل هذه التجارب لهؤلاء الأشخاص ومعرفة المشتري الجديد بكل تلك القصص من خلال موقع إي - باي قرر أن يستعين بحاخام يهودي لكشف السرّ المتعلق بهذا الصندوق ، وبعد أن تفحص الحاخام الصندوق قال لـ جايسون : "إن هذا الصندوق تم إستخدامه في الماضي لأغراض سحرية وأصدقك القول أنه تم وضع روح شريرة شيطانية بداخله ولا بد من وجود طريقة للحد من المخاطر المتعلقة به وذلك عن طريق دفنه بمراسم دفن يهودية يرافقها صلاة وتراتيل جماعية والدعاء أن يخلصنا الله من شرّ مافيه" وفي نهاية المطاف تم دفن الصندوق بالفعل بمراسم وصلاة يهودية حيث أنه الآن مدفوناً في مكان ما لا يعرفه إلا المشتري الأخير جايسون هاكستون .
حيازة الروح
في الواقع وفقاً للمعتقدات الصوفية اليهودية القديمة فإن "حجز" أو "حيازة الروح" كانت مُمارسة يهودية قديمة شائعه في أوروبا الشرقية تحديداً ، يستطيع من خلالها سحرة أو حاخامات اليهود الكبار بحجز روح الشيطان في جسم إنسان حي أو شخص متوفي أو حيوانات أو صناديق أو دمى أو أشياء أخرى ، وكلمة "ديبوك" أو "ديباك" في العبرية تأتي بمعنى التعلق بالشيء أو التشبث ، والمفهوم الشائع لهذه الكلمة يعني "الروح الشريرة" سواء كان في الأدب التلمودي أو الكابالا ، ونظراً لإعتقادهم أن تلك الأرواح الشيطانية من المُحتمل أن تسبب الأذى للكثير من الناس طوال حياتهم وكذلك ما جاء في معتقداتهم أن تلك الأرواح لا يُمكن أن تذهب إلى ملكوت الله بعد خروجها من أجسادها و سوف تبقى هائمة على الأرض كان من الضروري أن يتم تلقيح أو حجز تلك الأرواح الشريرة في داخل "شيء" بحيث تبقى بداخله و لا يُمكن أن تخرج منه إلا إذا حُجزت بداخل "إنسان حي" لأسباب معينة فهي تبقى محجوزة لفترة محدودة من الزمن ومن ثم يتم طردها باستخدام التعاويذ والطقوس اليهودية على الرغم من أن تلك العملية من المُمكن أن تسبب المرض العقلي وخلق شخصية منفصلة للإنسان ويستطيع الشيطان من خلالها التحدث من فم الشخص نفسه ، فحجز الروح هو نقطة الضعف الوحيدة لتلك الكائنات والطريقة المناسبة للخلاص منها ، أما إذا تمت عملية حجز أو حيازة الروح في "شيء آخر" غير الإنسان فهناك طريقة مختلفة ، ولتأمين ذلك تتم عملية حجز أو حيازة الروح باستخدام قوى السحر وقوى الطبيعة لتبقى بعيدة ويأمن الناس من شرها ، أولاً يتم حجزها في داخل شيء على شكل إبرة خشبية أو معدنية قصيرة ، ومن ثم يتم إدخال تلك الإبرة بدقة متناهية في داخل بيضة ، وبعد ذلك تدخل البيضة في داخل طير أو حيوان عن طريق الدبر وعادة ما يكون "قط أسود" أو "أرنب بري" ثم يتم وضع القطة أو الأرنب في داخل صندوق خشبي أو حديدي قوي جداً لا يُمكن فتحه ومن ثم يتم دفنه في غابة أو جزيرة تحت شجرة البلوط بمراسم دفن وتراتيل يهودية ، ولكن لو حدث وتم إخراج أو فتح ذلك الصندوق فإن تلك الروح سوف تسعى جاهدة للخلاص من هذا السجن عن طريق الإستحواذ على أجساد الناس ومحاولة قتلهم لأنها الطريقة الوحيدة للهروب بعيداً من ذلك الجسد .
فيلم الإستحواذ - The Possession
لا شك أن الكثيرون منكم يعرف هذا الفيلم أو سبق لكم مشاهدته ، ومن لا يعرفه فهو فيلم رعب أمريكي أنتج في عام 2012 يتحدث عن قصة هذا الصندوق الذي تحدثنا عنه اليوم وهو من إخراج "أولي بورندال" وبطولة "جيفري دي مورجان" و "كيرا سيدجويك" و "ماديسون دافنبورت" وغيرهم ، وفي الواقع أنه فيلم رائع يستحق المشاهدة ، ولكن في الحقيقة من خلال ما ذكرت أعلاه بما يتعلق بحيازة الروح ومعرفتي بوسائل الإستحواذ الشيطاني ودراستي لثقافة وتاريخ اليهود الطويل الذي يمتد لأكثر من 6000 عام أعتقد أن هذه الممارسة قد إنتهت من بداية عام 1700 ولست متأكداً إن كانت هذه الروح الشيطانية قد حجزت في الصندوق منذ 300 سنة مضت ، صحيح أن حجز أو حيازة الروح كانت ظاهرة موجودة ، ولا أعلم إن كانت هذه المُمارسة لا زالت مستمرة حتى الآن ، ولكن من الجميل أن نرى أفلاماً تتحدث عن قصة فيلم رعب ذات أصول يهودية مستوحاة من أحداث حقيقية ، عادة ما نرى الأفلام المتعلقة بالإستحواذ الشيطاني وهي تتحدث في الغالب الأعم من وجهة نظر مسيحية مع الصُلبان و الإنجيل والصلبان المقلوبة وغيرها من الصور المسيحية الأخرى ، ومن المهم أن نرى على سبيل التنوع قليلاً شيئاً من الرعب اليهودي أو الإسلامي أو لثقافات وأديان أخرى في الأفلام العالمية ، هذه نهاية موضوعنا اليوم ، وإلى اللقاء في مواضيع أخرى قريباً .
شاهد لقطات من الفيلم
بحث وإعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery
موضوع متعلق : أنابيل
التعليقات
-
مريم
زين هو الصندوك
-
علي
لا يمكن للروح التحكم في الطبيعة ...ربما استطاعت هذه الروح الشرير التأثير على متداولي الصندوق ولكن لايمكنها التحكم في الطبيعة كما شاهدنا في الفيلم حيث وجدنا رياح قوية جدا في بعض المشاهد عند التراتيل ..ولو كان هذا الشيء صحيح ... لم الله نفسه لايستطيع الحصول على تلك الروح دون استغاثة المستنجد به وذكر اسمه وآياته لطردها؟!!
-
منة اللة
الموضوع رائع جدا بس انا خايفة اوى انام النهاردة
-
زائره للموقع
قصه دموية وغريبه في نفس الوقت
-
Manel
مرععععب انا خايفة انام 😢
-
زهرة
قصة مخيفه
-
حسن الزدجالي
شكرا استاذ رامي على كل ما تقدمه لنا في هذا الموقع الرائع وننتظر جديدك بفااااارغ الصبر
-
رغد
لم أكن أعلم انها حقيقية من قبل
-
سيف
قصة جميلة وغريبه
-
سدين
موضوع مخيف.😖😱 اعتقد ان احد السحرة ربط الجن بهذا الصندوق.ليؤذو احد الاشخاص بهذا السحر .بدليل وجود خصله شعر أحدهم.
-
نجلاء
موضوع مخيف نعوذ بالله من الشيطان الرجيم
-
غير مَُعْرّف
تحجرت مكاني واختي هربت من المكان وما قدرت انام باليل
-
رانيا
مخيييييييييييييف
-
روزي
موضوع في غايه الروعه / قصه غريبه سار عندي فضول اتابع الفلم / سلمت اناملك الذهبيه استاذنا الفاضل
-
نادين
قصة مرعبة جدا
-
Hossam
greet story , thank yoy Mr.Rami
-
احمد
انا لم اشاهد الفيلم ولكن القصة غريبة جدا، شكرا على الموضوع الرائع
-
منذر
قصة روعة
-
طارق الجويلي
ههههه الله يهديك خوفتي من كل الصناديق ومش عرف انام رعبتني
-
هبه
كل شيء مرعب وغريب حتى الصور والفيديو
-
Fawzia
intéressant
-
خليل
موضوع رائع كالعادة
-
محمد صالح
معلومات مهمة جدا
-
حسن علي
اشكركم على التوضيح والموضوع الجميل
-
سارة
رووعه
-
محمد
رائع جدا ، اتمنى موضوع من سيادتكم عن سحر الكابالا
-
يزيد بن علي
موضوع رائع ومرعب حقاً
-
سعاد
شيء مخيف
-
مثنى
شكرا جزيلا ً استاذ رامي على هذه المعلومات خاصة حيازة الروح والديبوك
-
خالد علي
موضوع رائع كالعادة لأول مره اعرف القصة الحقيقية للفيلم مع اني شاهدت الفيلم المرعب