• Search
  • Menu


كتاب آدم المفقود

رامي الثقفي    أضيف بتاريخ : 2019-03-05 11:45:03    عدد الزيارات : 11460 زيارة


يُقال أن هناك نسخة واحدة فقط من كتاب قديم وثمين للغاية يحتوي على قصص رائعة تكشف عن أصل هويتنا ، ومن نحن ، ومن أين أتينا ، ذلك الكتاب مليء بالرموز الغامضة وهناك مادة غامضة أيضاً جُعلت به تمنع نسخ صفحاته ، وكان هذا الكتاب القديم معروفاً فقط لبعض الأنبياء و الأفراد التوراتيين ، حيث سُمح لهؤلاء فقط بإقتناء الكتاب أو بقراءته ، وأولئك الذين حاولوا إساءة استخدامه واستخدام حكمته ندموا على ذلك .

وفي الواقع قد حاول الكثيرون العثور على كتاب الحكمة  المفقود أو كتاب آدم ، ولكن من غير المُرجح أن ينجح أحد في ذلك ، فهل هذا الكتاب موجود فعلاً أم أنه ليس إلا مُجرد أسطورة ! وإذا كان حقيقة فلماذا قد تم إخفاءه ؟ وإذا كان لا يزال موجودًا فأين يجب أن نبحث عنه ؟ فلو كان موجوداً حقاً فقد يؤدي إكتشافه وفك شفراته إلى تغيير فهمنا للتاريخ القديم والأديان والكون وحتى الله كما يقول بعض العلماء .

كتاب آدم المفقود

في الحقيقة بغض النظر عن ما إذا كان الكتاب موجود الآن بالفعل أم لا ، فهي مسألة رأي وتكهنات بالنهاية ، ولكن هناك روايات كثيرة تقول أن هذا الكتاب حقيقي ، واستمرت هذه الروايات حتى وقت قريب من القرن الثامن عشر ، و ما نعرفه هو أنه وفقاً للأسطورة لم يكن هناك سوى نسخة واحدة من كتاب آدم المفقود ، و كان بحوزة 6 من الأنبياء إبتداءاً من آدم نفسه إلى يوسف ثم موسى ومن بعده يوشع بن نون ثم الملك سليمان ، ووفقاً لما جاء في الروايات فالكتاب مليء بالمعرفة السرّية القديمة و تم تقديمه لأول مرة لآدم وحواء أثناء إقامتهم في جنّة عدن ، وهذا ما يراه البعض تفسيراً لما جاء في القرآن الكريم "وعلّم آدم الأسماء كلها" البقرة 31 بعد خلق آدم ، وكما قلت مع غرابة الأمر إلا أن هناك من يعتقد أن القصة ليست أسطورة على الإطلاق ، بل هي حدث تاريخي حقيقي ولكن لا تزال هناك أدلة قاطعة مفقودة ، وإذا واصلنا دراسة هذه الأسطورة غير العادية التي تصف هذا الكتاب فنجد أنها تقول أنه قد تم خلق الكتاب عن قصد من بعض المواد غير المعروفة وتمت تغطيته بمادة غامضة تمنع نسخه وتمنع أيضاً سوء إستخدامه وهو يحتوي على أسرار الخلق وأصل الجنس البشري وأنواع وأسماء الأشياء والمخلوقات وكيفية إستخدامها وتسخريها ، وفي الحقيقة أن المرة الأخيرة التي قد  سُمع فيها عن كتاب آدم المفقود كان في أوقات الحاخام اليهودي المتصوف "إسرائيل بن اليعازر" حوالي سنة 1690 - 1760 وهذا الحاخام المتصوف كان مؤسس حركة الحاسيديم اليهودية وهو المعروف كذلك بإسم "بعل شيم طوف" والذي يعني "سيد الإسم المقدس" وقد كانت الخاصية المميزة لحركة الحاسيديم التي أسسها هذا الحاخام هي تعليم اليهود خدمة إلهُهُم مع الحُب والفرح بدلاً من الخوف والرهبة وتم تشجيع المؤمنين على الغناء والرقص بدلاً من البكاء والصيام ، وهذا أمر مُلفت ورائع حقيقة أن يصدر من رجل دين .

رحلة البحث عن إسرائيل بن أليعازر

وبالعودة إلى موضوعنا نجد في كتاب "كريغ برادن" الرائع "قانون الإله" أن الأسطورة تقول أنه في مدينة تبعد عن المدينة التي كان يقيم فيها "إسرائيل بن اليعازر" عاش هناك حاخام مُسن كان يعرف أين يوجد كتاب آدم على الرغم من أنه لم يكن في حوزته ، ولكنه كان يعلم بوجوده ، وعندما شعر الحاخام المُسن بقرب منيته قرر أن يكشف عن مكان وجود الكتاب قبل مغادرة هذا العالم ، وفي يوم عندما إستيقظ من نومه ذهب إلى كهف في الأرض المُقدسة ، وفي هذا الكهف وجد كتاب أدم وطلب الحاخام من إبنه تحديد مكان الشاب اليهودي إسرائيل بن اليعازر لأنه يريد تسليم الكتاب إليه شخصياً ، وتستمر الأسطورة وهي تصف كيف وجد إبن الحاخام المُسن إسرائيل بن اليعازر الذي كان عيش في عزلة تامة في منزله يتأمل كلمات التوراة وقراءة الكتب اليهودية المقدسة ، بحيث في إحدى الليالي عندما وصل إبن الحاخام المُسن إلى منزل "إسرائيل بن اليعازر" شهد وهجاً قادماً من وراء الباب مما أقنعه بأن ذلك كان عبارة عن مُعجزة تؤكد له أن إسرائيل بن اليعازر يستحق الحصول على كتاب الأسرار ، و حقق إبن الحاخام آخر طلب لوالده وسلّم إسرائيل بن اليعازر ذلك الكتاب الغامض و من خلال حيازته الكتاب أصبح إسرائيل بن اليعازر معروفاً فيما بعد بإسم "بعل شيم طوف" أي سيد الإسم المقدس دلالة على حصوله على ذلك الكتاب ، وهذه كانت آخر مرّة يتم فيها ذكر كتاب آدم المفقود في أي مكان في الأدب المفتوح .

في الختام يبقى كتاب آدم المفقود لُغزاً قديماً لم يتم حله ، تماماً مثل هوية العديد من الشخصيات التوراتية أو الدينية بشكل عام بما في ذلك آدم نفسه ، ولسوء الحظ فإن بحثي عن كتاب آدم المفقود أصبح أكثر تعقيداً نظراً لعدم وجود أي معلومات أخرى عن إسرائيل بن اليعازر و مُعظم معرفتنا عن هذا الرجل المُبهم تأتي من خلال التقاليد الشفوية التي تلقاها البعض من طلابه ، وعلى أية حال إذا افترضنا أن كتاب آدم حقيقي ، فلا يسعنا إلا أن نتساءل كيف يُمكن أن يضيع شيء بهذه القيمة ؟ ما لم يقم شخص ما بتدميره عمداً أو أنه لا يزال موجوداً بالفعل لدى أحد كبار حاخامات اليهود الآن .

إعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery

التعليقات

  • Menna

    روعه كالعاده دائما انا بنبهر بالمواضيع اللى بتنشروها و انا واحده من اكبر معجبين موقع معبد الغموض

  • سهم

    غريب

  • سلمى

    موضوع جميل ومثير كعادتك استاذ رامي

  • معبد الغموض- رامي الثقفي

    أحسنت "عبد الله " انت الآن في الطريق الصحيح .

  • عبدالله

    مرحبا استاذ رامي احيانا تكون الحقيقه كالرهينه المختطفه من قبل بعض الافراد والذين ينطبق عليهم ذوي الامراض النفسيه والتي بدورها تخفي قوى شيطانيه خبيثه كل الخبث وحريصه على عدم معرفتنا بالحقيقه ....ان معظم مانعرفه عن الحضاره البشريه مزور.....اقسم لك استاذ رامي انني أشعر اني مغفل حين اجمع كل خيوط الحقيقه نحو ادراك مايحيط بنا ....لا أستطيع حتى الحديث عن مااقصده بالظبط....كل الكتب القديمه تحوي رموز غامضه فيها اسرار كل شي وجميع الالواح والاثار القديمة تحوي معلومات لانفهمها ...ونحن بدورنا لانعرف حتى مدى صحه مانعرفه او نعتقده......لقد كرهت البقاء في الظلام أستطيع أن احلق بعقلي وقلبي وروحي في هذا الكون البديع دون خوف او قيود وستكون الحقيقه نورا ارى به السعاده ...يجب أن احطم كل القيود التي تقتل روحي منذ كنت صغيرا وحتى الان.....أنا أحب معبد الغموض

  • هبه

    طب احنا عاوزين نعرف مكتوب ايه ف الكتاب

  • ورده

    موضوع رائع

  • ناصر السويدان

    شكرا استاذ على مواضيعك الرائعة والنادرة في موقعنا المفضل معبد الغموض

  • معبد الغموض - رامي الثقفي

    مرحبا عبد الله وأرحب واشكر الجميع ، في الفترة الماضية كانت هناك توقفات للموقع بسبب صيانة أو مشاكل تقنية أخرى تم حلّها ، والموقع الآن يعمل بشكل عادي ، وإذا لم تستطع الدخول للموقع من خلال متصفح جوجل جرّب متصفح آخر أو إستخدم التطبيق فهو سهل وسريع في تصفح مواضيع الموقع .

  • عبدالله

    مرحبا استاذ رامي.......اشتقت كثيرا للمعبد.....لااعرف ماالذي يحدث لا أستطيع الدخول للمعبد وقد قمت بعدها محاولات سابقه الدخول لم تنجح حتى نجحت هذه المره ...دون ان اعرف السبب....فقط لاني احب هذا الموقع واتمنى له المزيد من التقدم.......أنا أحب معبد الغموض

  • ثائر

    رائع وقيم كالعادة ،،،، لا حرمنا منكم

  • faten fouad

    رائع وننتظر المزيد

  • MERKABA

    أسم الكتاب ذكرني بعنوان لكتاب اخر وهو ترجمة لنصوص مسمارية قديمة عن رب الحكمة السومري "أنكي" وهو يملي على كاتبه "موسى السومري" بقلم الألكتروم على الواح رقمية قصته وقد جمعها "زكريا سيتشن" ودشنها بكتاب أسماه "كتاب أنكي المفقود"...

  • شيرين

    موضوع رائع

  • خالد علي

    مواضيع رائعة وقيمة كالعادة . نتمنى المزيد وألا تطيلوا علينا لأننا ننتظر

  • olfa

    اين انتم طول هذه المدة

  • لؤي

    أنا جديد على الموقع ، مواضيعك رائعة !

  • اسماء

    أخيرااااااا فتحتم الموقع

  • أمجد

    رائع

أضف تعليقك


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق