• Search
  • Menu


تجارب واقعية : عدالة السماء

بدر حمد الشريم      أضيف بتاريخ : 2018-07-07    عدد الزيارات : 3330 زيارة


تجربتي كانت مع الأقارب ، أنا شاب ونشأت في بيئه مليئة بالمشاكل والخلافات بين أبي وأمي ، وهذه المشاكل عكست دوراً سلبياً على حياتي ونفسيتي ، ولعبت أيضاً دوراً كبيراً في تكوين شخصيتي ،  ووضح ذلك من ردات فعلي في الكثير من الأحيان وفي الكثير من مواقف الحياة .

الطفولة - حياة مليئة بالمشاكل

كنت وأنا صغير طفل خجول جداً ، وكنت دائم القلق ، حتى إذا ذهبت الى المدرسه تأتيني وساوس وأفكار أن أمي تُهان و تُضرب من قبل أبي ، وكنت لا أملك شيئاً غير أنني أدعي الله أن لا يكون ذلك وأن تكون بخير ، وأحاول أن أهدئ من خوفي و قلقي ، وإذا عدت إلى المنزل ووجدت أمي بخير أكون في سعادة غامرة وكأني قد حزت على أموال الدنيا من شدة الفرح ، فـ أبي كان شخص مُتعاطي للمخدرات ، ولديه زوجة أخرى لا تخاف الله فينا ، وكانت تستطيع التأثير على أبي بشكل خيالي ، وكان لا يرد لها طلباً ، بحيث كان يصدقها في كل شيئ تقوله حتى وإن كانت كاذبة ، وفي يوم من الأيام إتهمت تلك الزوجة أمي زوراً و بُهتاناً بتهمه كاذبة ، وقامت بإخبار أبي بذلك ، وللأسف صدقها أبي ، وقام بطرد أمي من المنزل ، وفي فترة الظهيره رجعت كالعادة من المدرسه وكانت الصدمه أنني وجدت أمي تجلس خارج المنزل وكانت أغراض البيت مُحطمة و مكسرة ، حيث أصبت في ذالك اليوم بحرقه شديدة ، وغيض و قهر شديد ، وازداد العداء مني لزوجة أبي الظالمة وحتى لأبي ! حيث كنت أخطط الآن للإنتقام منهم لأني أصبحت الآن بلا حياة بعد غياب أمي وطردها من المنزل ، وأصبحت ذو شخصية قاسية على الرغم من أنني كنت لا أظهر أي ردة فعل أمام أبي أو زوجته الخبيثة .

العدالة الإلهية

و مرت الأيام ، وعادت أمي للمنزل ، وكنت أحاول دائماً أن أكتم غيضي وقهري من أبي ، ولكن للصبر حدود ، حيث إنفجرت عليه في مرة من المرات ، وخاطبته بلهجة حادة جداً كانت خارجة من صميم القلب ، وقلت ما قلت ، وبعد ذلك هربت من المنزل وبقيت خارجه عدة ليالي ، بحيث كنت أنام في الشارع ، وكنت أذهب إلى مدرستي على أقدامي مع العلم أن مدرستي تبعد عن المنزل حوالي 5 كيلومترات ، حتى عدت في يوم إلى المنزل ولكني أصبحت لا أقبل بالإهانة أبداً ، ولا أقبل بالظلم وأصبحت فجأة متمرداً على أبي ، فإذا قال لي كذا أو كذا ، أرد عليه في الحال ، و أقول له بملئ الفم : لا ، بل كذا وكذا ، وكنت أتعمد العناد لكي أخفف من ذلك الغيظ الذي بداخلي ، حتى أصبحت الإبن الوحيد من أبناء أبي الذي يتم تهميشه ، ولكني صمدت و ثبتُ وقاومت وكانت تلك الأيام هي أصعب أيام و مراحل حياتي ، حتى مرت الأيام ، وفي يوم كانت أمي تدعوا على زوجة أبي الظالمه ، وسُبحان ناصر المظلوم ، فقد أصيبت زوجة أبي فجأة بمرض خطير ، وهو مرض "السرطان الخبيث" وقامت بعد أيام تطلب السماح والعفو من أمي ، ولكن أمي رفضت ، وقالت لها بالحرف الواحد : "الله لا يسامحك لا وأنتي حية أو حتى ميّتة" ولم تمر أيام قليلة حتى توفيت تلك المرأة الظالمة ، وانتصرت عدالة السماء لوالدتي ، وبعد عام واحد قام أشقائي بطرد أبي من المنزل ، ولكن كنت أنا الوحيد من أبنائه الذي إستقبله ، واقمت له الرعايه الكامله واللازمة ، وبررت به على الرغم مما عانيت منه طيلة فترة حياتي ، وكنت أحاول أن لا أتذكر أي شيء فعله أو قاله لي في السابق ، بعدما كان يقول لي دائماً أنني إبن عديم الفائدة ، لا خير فيه ، حتى أنه في مرّه قد قال لي : "من الأفضل أن تنتحر ، فليس لك في الحياة أي فائدة" إلى أن جاء اليوم الذي توفي فيه أبي بسبب المرض ، حيث كان في السابق يقول لأمي أنتي مريضة قلب و ستموتين قبلنا جميعاً ، ولكن دار الزمان ، و جاء عكس ما كان يقوله ، وتوفي هو وزوجته الظالمة قبل والدتي حفظها الله لنا .

بدر الشريم - السعودية
copyright©Temple Of Mystery

التعليقات

  • ابراهيم حمد الشريم

    نعم هاذي قصة اخي بدر حمد الشريم والحمدلله انتصرنا على الظالمين

  • 🍑مروه🍑

    الله نصرك لانك مظلوم طوال عمرك تخاف علي امك وتغيير عليها،وهذا حقك الظلم ظلمات..الله يمهل قليلا لكن ابدا مايهمل هذه المراه ماتت حزينه مكسوره ووالدك سامحه الله مات مذلول بعد طرد ابنائه له. الدنيا دواره.انها عداله الله بحق

  • كايد

    عاش الصبر وعاشة الرجوله والصمود هذا بفضل الله

  • حيدر علي

    تحية لك من العراق

  • aymane

    شخصيتك رائعة...لد قمت بتحفيزي...لانني أعيش نفس المشكل

أضف تعليقك


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق