• Search
  • Menu


لُغز الكتابة التلقائية : السيكوغرافيا

ياسمين عبد الكريم    أضيف بتاريخ : 2015-03-11 00:10:55    عدد الزيارات : 15557 زيارة


الحرية هي وجودنا في حرم العقل ، وذلك ماهو إلا جزء صغير من الفكر الملموس ، في عالم الأرواح اللامتناهي ، رغم كل ما توصلنا إليه من علوم ومعرفة وخاصة فيما يتعلق بعلم النفس وفي مجالات علم الدماغ والأعصاب والإدراك إلا أننا ما زلنا نجهل الكثير من الظواهر النفسية والروحية المحيطة بالإنسان ومنها الكتابة التلقائية "السيكوغرافيا" التي لا تزال حتى اليوم لُغزاً من ألغاز النفس البشرية التي حيرت المجتمع العلمي السائد ، هذا المصطلح الذي ينطبق ايضاً على النصوص التي تُكتب وتُملى وتُخط بواسطة الأرواح من العالم الآخر بعد أن تسيطر على حركة اليد ويدرك الإنسان أن ما يكتبه ليس بإرادته بل بفعل أرواح تُملي عليه وتكتب .

تعريف السيكوغرافيا

تعتبر السيكوغرافيا أو الكتابة التلقائية بأنها ممارسات نفسية غامضة تسمح لشخص بإنتاج كلمات مكتوبة ذات بناء لغوي جيد أو رسومات دون كتابة واعية توحي بحالة ذهنية غير طبيعية وحالة وعي مُغايرة ، كما توحي بتدخل كيان روحي بشكل أو بآخر ، وعادة ما يستخدمها الناس والوسطاء الروحانيون في محاولة لإجراء الإتصالات مع أرواح الموتى أو كائنات من العالم الآخر أو حتى كائنات فضائية لغرض الحصول على المعلومات والإجابة على الأسئلة المُلحة ، ويعزو بعض المُحللين هذه الظاهرة إلى أنها تنشأ من مصدر روحي خارق للطبيعة ، بينما يعتقد بعض الباحثون في المجال النفسي أن الكتابة التلقائية تنشأ من مصدر اللاوعي أو من العقل الباطن ويسمونها "الكتابة التلقائية الباطنية" وهي تحدث للشخص الممارس لهذه الكتابة أو يتم الحصول عليها عن طريق التخاطر .  

تاريخ السيكوغرافيا

اليونانيون القدماء يعتقدون أن موهبتي الشعر والرسم مصدرها "الآلهة" التي تقوم بتجسيد هذه الأعمال على أيدي البشر ، أما المجتمعات الإسكندنافية القديمة فقد كانت تشير للكتابة التلقائية بأنها من "وسائل السحر" وأحياناً يكون مصدرها الآلهة التي تشكل الكلمات في عقولهم الواعية وتجعل أيدهم تخطّ وتكتب بها  ، وفي العبرية ذُكر في كتاب "عاموس" أن الوحي يأتي إلى الإنسان بصور مختلفة ، لأن الوحي هو عملية واعية يستخدمها الكاتب أو الرسام حسب تفاعله مع الرؤيا التي أوحيت إليه ، في حين أن الإلهام غير واعي ويتم تلقيه دون أي فهم كامل ، وفي المسيحية يعتبر الإلهام هدية من الروح القُدس ، وقد قال القديس "بولس" في إشارة إلى الكتابة التلقائية أن كل الكتابة تُعطى عن طريق الالهام من الله ، وكان القديس "جيروم" يعتقد أن الشعر المثالي هو بمثابة أفضل تفاوض بين الإلهام الإلهي و الوعي البشري ، و كان المؤلف والكاهن الكاثوليكي والمنجم ومحيي الأفلاطونية الحديثة "مارسيليو فيسينو" يمارس الكتابة التلقائية في حالة من الهيجان ، وكان يقول بأنه يتلقى الألهام من آلهة الشُعراء ، وقد تم توثيق السيكوغرافيا تاريخياً في عام 1774 من قبل القاضي "جون ادموندز" وكانت تُنسب هذه الظاهرة إلى الروحانية حيث كان يعتقد الناس أنها رسائل من وراء القبور ، وفي عام 1878 تم نشر أبحاث متعددة تتحدث عن السيكوغرافيا الكتابة التلقائية إلى جانب أبحاث تتحدث عن رؤى الأثير و الهالات المغناطيسية من قبل المؤرخ "إيبوليت تين" في كتابه "المخابرات" وقد نسب هذه الظاهرة إلى قدرات روحية .

كما إدعى "فرناندو بيسوا" والذي يعتبر من أهم الشخصيات الأدبية في القرن العشرين أنه يتمتع بالقدرة على الكتابة التلقائية والتي اكتشفها فجأة في عام 1916 ووصفها بحالة من الغوص في الغموض ، وقال ايضاً واصفاً للكتابة التلقائية أنه "يشعر بأنه مملوك لشيء آخر وغامض ، ويشعر أحياناً بضجة شديدة بالذراع الأيمن" كما إدّعى أن ذراعه أحياناً كانت ترتفع في الهواء دون إرادته ، وكان المفكر "غوته" لديه القدرة على الكتابة التلقائية حيث قال في أحد تصريحاته : عندما قمت بالكتابة التلقائية أول مره كنت في حيرة ، وكنت اتسائل ماهذه الكلمات إن لم تكن تعبير عن الأفكار ؟ ولكن بعد ذلك بدأت في التفكير في ممارسة الكتابة الإبداعية ، حتى أني أصبحت غالباً ما استخدمها في كتابة الأعمال ، ولا يأخذ مني أي موضوع إلا ثلاث أو أربع دقائق ، كما يقول أيضاً أن الكتابة التلقائية تنتج تيارات من الوعي غير المقيد والنتائج غالباً ما تكون مثيرة للدهشة ، وادعت "جورجيا هايد" زوجة أعظم شعراء القرن العشرين "ويليام بتلر يتس" والذي كان يؤمن بعلوم السحر والتنجيم والتخاطر عن بُعد والإتصال بعوالم خفية وهو الحاصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1923 حيث كانت زوجته "جورجيا" تؤمن بالسحر ايضاً وتقول أنها تلقت رسائل من عالم الأرواح وقالت ايضاً أنها "تتمتع بالقدرة على الكتابة التلقائية" كما أنها كانت تزعم أن المُسكرات والمشروبات الروحية تجعلها في حالة من النشوة وتعيش معها تجارب روحية مميزة ، وكانت هي وزوجها اعضاء في جمعية الفجر الذهبي التي يقول البعض أنها تمارس طقوس السحر لإمتلاك أسرار الحكمة الخارقة ، فهل يمكن أن يكون للمشروبات الروحية دور في القدرة على الكتابة التلقائية "السيكوغرافيا" !؟

ويزعم الساحر والمنجم البارز "آليستر كراولي" الذي قام بتأسيس ديانة الثيليما أن كتابه "القانون" الذي يحوي على نصوص ثيلما المقدسة كتبه بطريقة السيكوغرافيا الكتابة التلقائية بمساعدة روح أسمه "آيواس" و يتضمن الكتاب ثلاث فصول ويقول أن كل فصل كتبه في ساعة واحدة فقط ، أما "آرثر كونان دويل" وبعد وفاة زوجته وابنه وعدد كبير من أقاربه في عام 1906 في الحرب العالمية الأولى أصيب بنوع من الكآبة ووجد عزاءه في عالم الأرواح ، وقد دعم فكرة الروحانية وسعى لإيجاد وسائل للتواصل مع أرواح الموتى ، وفي عام 1918 كتب آرثر كونان في كتابه "الوحي" عن الكتابة التلقائية وقال أنها وسيلة من وسائل التواصل مع أرواح الموتى ، وقال أنها تحدث أما عن طريق اللاوعي للكاتب أو عن طريق أرواح الموتى التي تعمل من خلال الكاتب ، في عام 1919 قال الشاعر السريالي "روبرت دسنوس" و الذي لعب دوراً رئيسياً في الحركة السريالية أنه كان من بين الأكثر موهبة في الكتابة التلقائية ، كما أنه كان يستعين بهذه الموهبة في تأليف الشعر السريالي ، وفي عام 1975 إدّعى "ويندي هارت" أنه استطاع كتابة رسائل بواسطة الكتابة التلقائية والتي زعم أنها كانت تُملى عليه من نيكولاس مور الذي توفي في عام 1642 والذي كان ضابطاً بالبحرية.

 

أبحاث و فرضيات التفسير - السيكوغرافيا في علم النفس 

يؤمن الكثير من علماء النفس أن التواصل مع العقل اللاواعي يُمكن أن يفتح قنوات الفكر في كل أبعاد الوجود والإطار الزمني !  حيث يعتقد علماء النفس مثل "وليم جيمس" و "راي هيمان" أن الظواهر الروحية والكتابة التلقائية تنتج نتيجة لتأثير "إيديوموتري" وهو مصطلح نفسي يُشير إلى تصرفات وأفكار وصور ذهنية لا واعية ، كما يعتقد العالم النفسي "طومسون جاي هدسون" الذي شارك في بحث ظاهرة الكتابة التلقائية أن التفسير الوحيد لهذه الظاهرة هو "العقل الباطن" اقرأ عن العقل الباطن هُنا  ،  وفي عام 1894 صدر مقال في المجلة الطبية البريطانية للطبيب "تشارلز مرسييه" إنتقد فيه التفسير الروحي للكتابة التلقائية وقال : ليست هناك حاجة ولا مجال لتدخل الأرواح في الكتابة التلقائية ، والكتابة التلقائية الذاتية ماهي إلا دليل على غموض العقل.  

وفي القرن الـ 19 قال استاذ علم النفس "تيودور فلورنوي" أنه قام بالتحقيق في حالة "هيلين سميث" التي كانت لها قدرات روحية خارقة والتي بدأت قدراتها الروحية في الظهور في عام 1892 كما أنها كانت تمارس الكتابة التلقائية لنقل رسائل من "كوكب المريخ" كما كانت تدّعي ، وقامت بترجمتها إلى اللغة الفرنسية وادعت أنها قد تواصلت مع  حضارة موجودة على كوكب المريخ بالإضافة إلى أنها قد عاشت حياة سابقة ، وقال "فلورنوي" متهكماً أن لغة المريخ تشبه إلى حد قوي لغة السيدة سميث الفرنسية والتي كانت تمارس الكتابة التلقائية في الكتابة الخيالية وأنها لغة "مصطنعة" من وحي خيال السيدة سميث ، وقد أطلق فلورنوي مصطلح "تذكر الخفايا" لوصف هذه الظاهرة من كتابة هيلين سميث التي تزعم أنها مريخية الأصل .

في عام 2000 تم اعتماد الكتابة التلقائية لدى بعض المُعالجين النفسيين كوسيلة علاجية للتعبير عن اللاوعي والأفكار والمشاعر التي لا يمكن التعبير عنها في الواقع ، وقد قام عدد من علماء النفس بتشبيه محتوى الكتابة التلقائية بمحتوى الأحلام القابل للتفسير على أرض الواقع ، اقرأ عن "أكثر الأحلام شيوعاً ومعانيها" هُنا ، وشبّه بعض "الفرويديين" الذين ينسبون أنفسهم إلى "سيغموند فرويد" أن السيكوغرافيا نوع من أنواع التداعي الحُر الغير مقيد ، ومع ذلك حذّر بعض النُقاد من مخاطر الكتابة التلقائية على المرضى حيث يعتقد البعض منهم أن الخطر الحقيقي في الكتابة التلقائية يكمن في كشف مواد اللاوعي المكبوتة ، والكثير من علماء النفس يعتقدون أن السيكوغرافيا ما هي إلا مرض نفسي ذهني يُشير إلى وجود فصام ذهني يؤدي إلى الهذيان العقلي والهستيريا والأفكار الوهمية.


أبحاث الدماغ

تشير أبحاث الدماغ التي تم أجراءها على الذين يمتلكون القدرة على الكتابة التلقائية إلى وجود عمليات عقلية غامضة ، حيث قام فريق عمل مشترك من مختلف الجامعات على تصوير الأعصاب ، وعمل تخطيط للمُخ أثناء ممارسة الكتابة التلقائية وكانت نتائج الدراسة مثيرة للأهتمام ، حيث كشفت نتائج الدراسة إلى أن دماغ الممارسين للكتابة التلقائية "السيكوغرافيا" في الواقع هم لا يكتبون بمعنى أن الدماغ لا يوجد فيه نشاط يشير إلى الكتابة !! في الوضع الطبيعي عند كتابة أشياء مثل المُذكرات أو المقالات العلمية وغيرها تؤدي إلى نشاط القشرة المُخّية إلى جانب أجزاء أخرى من الدماغ تكون نشطة جداً ، ولكن في الكتابة التلقائية تكون هذه المنطقة هادئه ولا تشير إلى وجود نشاط رغم أن الكتابة التي تنتج أحياناً من الكتابة التلقائية "السيكوغرافيا" تكون معقدة للغاية من حيث الإفكار وبناء الجُمل كما أن المنطق العلمي يفترض وجود نشاط دماغي لإنتاج مثل هذه الكتابات !! فما سبب أختفاء النشاط الدماغي عندما تحدث الكتابة التلقائية !؟ هل من الممكن في هذه الحالة أن يكون مصدر الكتابة التلقائية كيانات روحية !؟ لأن نتائج هذه الدراسة دفعت العديد من علماء النفس والأعصاب إلى الإستمرار في دراسة هذه الظاهرة الغامضة من خلال رسم المُخ والماساحات الضوئية العصبية ، والتصوير ، وغرف نيوترينو والرنين المغناطيسي لمحاولة اكتشاف سبب آخر.
                                                                                                         

السيكوغرافيا و الجانب الروحي

ذكر "جون وورث إدموندز" عام 1853 في كتابه "الروحانية" أن العالم مكون من عالم الطبيعة والعالم الروحي ، ويمكن للإنسان أن يستمد المعلومات من روح العالم من عدة مصادر مثل : الكتابة التلقائية ، الأحلام ، التغطيس ، الكهانة وغيرها ، حيث ينسب الصوفيين والممارسين الروحانيين هذه الظاهرة إلى الخوارق وكيانات علوية ، ويعتقدون بأنه يتم تلقيها من مصدر وحي مُغاير ، وهي أحدى وسائل التواصل مع الموتى ، ويرى بعض المتصوفين أن بالإمكان الدخول إلى عالم الوعي الروحي عن طريق بعض الطقوس أو التدريبات ، ويعتقد آخرون من الروحانيون أن السيكوغرافيا " الكتابة التلقائية الباطنية" هي أحد أشكال الإستحواذ الروحي أو القدرات العقلية الباطنية والتي أصبحت من القدرات الباراسيكولوجية التي يُمكن التدرب عليها والحصول منها على إلهام فني في بعض الأعمال كالرسم والشعر الموسيقى وغيرها...

وتعتبر هذه الظاهرة شكل من أشكال العرافة والتكهن وهي تشبه في طريقة عملها مجالس الويجا اقرأ عن لوح الويجا هُنا ، وقضبان التغطيس ، ويزعم الباحثون الروحانيين بأنه ينبغي أن تكون الشاكرات مفتوحة حتى تتمكن من التواصل مع الموتى عن طريق الكتابة التلقائية كما يعتقد بعض المُمارسين الروحيين إلى أن التأمل كفيل بخلق مثل هذه القدرات الغامضة والتي يكون مصدرها روح الإنسان الأزلية ، كما أن المُمارسات الشامانية تشير دائماً إلى ميدان وعي أكبر ، مصدره روح الشخص ويعتقد آخرون من الباحثين في مجال العلوم الروحية أن السيكوغرافيا مصدرها الأثير ، الذي يمكن التوصل له من خلال بعض طقوس التأمل خاصة في بعض المُمارسات والطقوس الهندوسية ، بعض الباحثين من المؤمنين بالتعاليم البوذية والشامانية يعتقدون أن الكتابة التلقائية وسيلة لأخذ المعلومات من الحياة السابقة في دورات "تناسخ الأرواح" وفي عام 2009 نُشر كتاب لـ"جانيت كونر" بإسم "كتابة أسفل روحك" تحدثت فيه عن الكتابة التلقائية التي تزعم أنها إتصال مع الله والإنخراط في محادثة حيوية مع الحكمة التي تسكن خلف الوعي وتنصح "كونر" بالكتابة التلقائية يومياً مع مُمارسة الصلاة والتأمل حتى يُفتح باب المعجزات .


الذاكرة الوراثية

جاء عالم النفس السويسري "كارل يونج" صاحب علم النفس التحليلي بفكرة اللاشعور الجمعي ، حيث يرى "يونج" أننا نولد بإرث سيكولوجي ، وإرث معرفي كالإرث البيولوجي وكلاهما محدد للسلوك والخبرة ، ويرى "يونج" أن اللاشعور الجمعي عام عند كل البشر أي يعتبر اللاشعور الجمعي ذاكرة عرقية وراثية تحتوي على معلومات وخبرات ولغات البشر وغالباً ماتكون معلومات موروثة من الأجداد كما هي الصفات الجسدية ، ويرجع ذلك إلى تشابك العقل الجماعي ، فكرة "يونج" عن اللاشعور الجمعي مشابهه لفكرة "الوعي الجماعي" كما أن اللاشعور الجمعي هو مخزن لخبرة البشر العرقي ، وفي اللاشعور الجمعي يوجد صور بدائية شائعة للبشر في منطقة أو تاريخ مُحدد ، ويختلط مع المعرفة الحدسية ، وقد كان "يونج" حريص على تأكيد "الشخصيات الروحية المقدسة" وإمكانية التواصل مع العقل الإلهي أو العالم ، فهل من الممكن أن تكون المعلومات التي تم الحصول عليها من الكتابة التلقائية مصدرها الذاكرة الوراثية البشرية !؟ كما هل يمكن التوصل إلى شخصيات روحية عن طريق الوصول إلى اللاشعور الجمعي !؟ وهل يمكن بعد الوصول إلى حالة الوعي الجماعي أن يكون لدينا قدرة حدسية وتنبؤية !؟.


رأي المشككين

يعتقد بعض المشككين أمثال المحقق "جو نيكل" أن الكتابة التلقائية ماهي إلا شكل من أشكال طفرة أو نقص في أحد السيالات العصبية أو زيادة في النشاط العضلي فاقد الوعي ، ويزعم بعض المشككين أن الكتابة التلقائية ماهي إلا كلمات تأتي من العقل نفسه ومن الذكريات المدفونة ، كما يعتقد العالم النفسي "ستانلي هول" صاحب كتاب "علم النفس الغير طبيعي" والذي حضر العديد من جلسات تحضير الأرواح وطبق عدد من الإختبارات النفسية على بعض ممارسين الكتابة التلقائية مثل "يونورا بايبر" التي كانت تدعي أن لديها موهبة الكتابة التلقائية ، أن هؤلاء الممارسين لهذه الأعمال يعانون من الوهم و كل هذه الإدعاءات مبالغ فيها ، كما قال في كتابه أن نتائج التنويم المغناطيسي تُشير إلى أن كل مايتم زعمه عن الكتابة التلقائية مجرد إدعاءات .

العالم "تيودور فلورنوي" وبعد بحثه في حالة السيدة سميث التي تدعي القدرة على الكتابة التلقائية يعتقد أن الكتابة التلقائية مصدرها وحي الخيال والعقل الباطن ، والكتابة التلقائية ما هي إلا خداع لتحقيق بعض المصالح ، المشككين يعتبرون ايضاً أن الكتابة التلقائية مشابهه للعبة الورق والشطرنج ، وتقول الكاتبة "جانيت كونر" أنها تشكك في التفسير النفسي لظاهرة الكتابة التلقائية ، حيث تقول أن علماء النفس ينكرون الجانب الروحي والذي يعتبر هو واقع ظاهرة الكتابة التلقائية وهم لا يستطعون تعريف ماهية الوعي والعقل الباطن الذي ينسبون الظاهرة إليه .


كيف تعمل الكتابة التلقائية

كتب "وليام  فليتشر باريت" أنه يمكن ممارسة السيكوغرافيا أو الرسائل التلقائية إما عن طريق كاتب لديه "عقد سلبي" مع كيان روحي أو عن طريق جلسات الويجا ، وقال "وليام باريت" أن كل ما تحتاجه لتتعايش مع شعور الكتابة التلقائية هو خلق مستوى مُعين من التأمل أو في حالة النشوة ، أو في حالة الاستيقاظ من النوم مع قلم رصاص وبعض الأوراق أو لوحة صغيرة ، وقال أن الأرواح لديها ميل ونزعة للسيطرة ولكي يسهل لها السيطرة على اليد في هذا الحالات الثلاث فقط عليك أن تستسلم لها ، وقد تُملي عليك بعض الرسائل أو كتاب بأكمله ، ولكن حافظ على الاسترخاء ، ويعتقد بعض الباحثين أن بعض مؤشرات الكتابة التلقائية تكون ببعض الوخزات في اليدين أو الذراعين و الشعور بنزول ضغط الدم ، وأحياناً مع حدوث أضطراب عضلي في منطقة معينة من الجسد وغالباً في اليدين .


خطوات ممارسة الكتابة التلقائية السيكوغرافيا

كل ما تحتاجه لممارسة أو تجربة الكتابة التلقائية "السيكوغرافيا" هو :  مكان هاديء و ورقة وقلم ، و مكتب ، وكرسي مريح ، ومن ثم عليك أن تتبع الخطوات التالية :

1- القيام بعملية تنفس عميق ، ومحاولة الدخول إلى حالة من الإسترخاء "مرحلة ألفا".

2- مسك القلم باليد التي لا تكتب فيها بشكل جيد ، والشائع هي اليد اليسرى و وضعها بمحاذاة الورقة.

3- بعد الوصل إلى مرحلة الإسترخاء "ألفا" عليك بالقيام بمحاولة الكتابة .

4- القيام بممارسة التداعي الكتابي الحُر "بدون وعي" في حالة استرخاء مع الحفاظ على وضوح العقل.

5- تجنب النظر إلى الورقة ، وحاول أن تُبقي عينك مغلقة .

6- أعطي نفسك وقتاً كافياً ، لأنه لا يمكن لشيء أن يحدث بسرعة .

7- عندما تبدأ بالكتابة قد تبدو الكتابة خربشة وهراء ، لا تهتم لهذا .

8- لا تتأمل في أن يحدث شيء في المراحل الأولى .

9- إذا واجهت صعوبة في هذه الممارسة يمكن أن تقوم بطرح الأسئلة على عقلك وأن تترك يدك تنساب على الورقة .

10- يمكن بعد الإنتهاء من الكتابة القيام بتفسير للرموز وتحليل الرسم للتوصل إلى محتوى الرسائل المكتوبة.


ممارسة الكتابة التلقائية مع جهاز الكمبيوتر !

من الممكن اليوم ممارسة الكتابة التلقائية على جهاز الكمبيوتر ، وكل ما عليك فعله هو :

1-  التأكد من أنك بمزاج هاديء ، أما إن كنت تشعر بالتوتر والقلق اترك الأمر ليوم آخر .

2-  الجلوس في مكان هادئ وعلى مكتب مريح في جلسة صحيحة.

3-  تحتاج لبرنامج مايكروسوفت وورد ، لأنه يحتوي على برنامج المُدقق الإملائي والذي يمكن أن يُساعد في التلميح لبعض الكلمات .

4-  ثم قم بشد يدك ومُدّها إلى الأمام ، وبعدها قُم بالعد حتى تصل إلى العدد 50 ويديك ممدوده إلى الأمام ، وحتى تشعر أن يديك بدأت تتخدر ثم ضع يديك على لوحة المفاتيح و أسترخي.

5-  خذ نفساً عميقاً ، و اسمح لنفسك بأن تكتب كل ما يخطر على بالك لمدة 15 دقيقة على الأكثر ، قد لا يخطر في بالك أي كلمات في المرة الأولى ، ربما تخطر على بالك حروف ، فقط اكتبها ولا تُهمل أي شيء يخطر في بالك ، ويفضل بعض الباحثين أن تكون متعوداً على لوحة المفاتيح وتعرف أماكن الحروف بشكل جيد .

6-  بعد أن تكون قد كتبت العديد من الكلمات أو الحروف ، اقرأ ما كتبت ، قد تشعر أن ما كتبت هو خليط من الكلمات غير المترابطة ، ولكن حاول أن تقوم بتحليل ما توحي به هذه الكلمات ، بعض الباحثين يفضلون الإستعانة بعد هذه الخطوة بمُصحح الكلمات الإملائي ليساعد في ربط الكلمات وتكوين جُمل وعبارات تشير إلى شيء ما .

7-  كما يفضل بعض الباحثين أن يقوم الشخص بطرح سؤال على العقل الباطن وينتظر مده قبل البدء بالكتابة ، ثم يقوم بممارسة الكتابة التلقائية على جهاز الكمبيوتر ، وكما قلت ليس بشرط أن تكون الكلمات التي تنتج من الكتابة التلقائية في المرة الأولى مترابطة ولكن قد تكون موحية لكلمات قد يستنتج منها شيء ما .


ملاحظة :
أثناء الكتابة لا تحاول التدقيق بما تكتب ولا تحاول التحليل حتى تكون قد أنتهيت ومر ما يقارب الـ 30 دقيقة ، في المحاولات الأولى للكتابة التلقائية قد لا تنتج الكثير من الرسائل ، ولكن قدرتك على الكتابة التلقائية على جهاز الكمبيوتر سوف تتحسن مع الوقت .

تنبيه : قد تأتي لك بعض الرسائل المزعجة من ممارسة السيكوغرافيا ، إن لم تكن لديك القدرة على التعامل مع هذه الرسائل لا تقوم بالتعامل مع السيكوغرافيا الكتابة التلقائية على الإطلاق.


درس لكيفية الكتابة التلقائية "السيكوغرافيا"


بحث وإعداد : ياسمين عبد الكريم
Copyright©Temple Of Mystery


اقرأ ايضاً لـ ياسمين ...
العوالم الخفية في الفيزياء : نظرية الأوتار .
رؤى فراش الموت .
ظواهر غامضة تتبع سقوط النيازك .
لغز الثقوب العملاقة .


التعليقات

  • manosh

    شكرا على المعلومات كان موضوع شيق و رائع لك مني كل التحية

  • جابر العلي

    انا بيحصل معايا اني بسئل يدي اليمني وبعدها بحس بتنميل ويدي بترفع للأعلي وبسئلها تجاوبني عن طريق الأشارة يمين ويسار...هذا تفسيرة اية انا لا اعلم

  • ابن البلد

    موضوع رائع جدا ولكن لماذا كل ما يحصل ويبحث فيه موجود فقط بدول اجنبيه وخاصة الظواهر الغريبه والغامضه هل لكم من تفسير لهذا الامر، فاغلب هذه الامور تحدث بالغرب وبدول شرق اسيا ما السبب، ارجو الرد من الاخوه من فريق الموقع الرائع، تحياتي لكم .

  • Black Butterfly

    لطالما شدنا اللاوعي الی الغوص في اعماقه الباطنية و اتحفنا الوعي بقدرته علی تبين الحقائق. ومن المثير للإهتمام ربط السيكوغرافيا بالوعي عوضا عن اللاوعي حيث لطالما اعتبرتها مرتبطة بلاوعي الانسان الذي يعتبره فرويد كالقمع المقلوب الذي يتم تخزين فيه الاحداث الغير المرئية. وما لفت انتباهي هو التغطيس المغناطيسي و ديانة الثيليما و التي اسمع بهما للمرة الاولی واتمنی طرح مقال عنهم. ان الافكار التي تم طرحها مثيرة للإهتمام حقا لا سيما فتح الشاكرات و من المعروف ان الشاكرات السبع التي تعبر عن مراكز الطاقة في جسم الانسان والتي تنتشر علی طول العمود الفقري وصولا لقمة الرأس ، تختلف من شخص لآخر، وعليه فلكل شخص هالة كالبصمة يختلف مداها تماما كما تختلف الوانها او تتداخل. فالأشخاص الروحانيون علی ما اظن قد تكون مراكز قوتهم تتركز في الشاكرات العليا لا سيما في شاكرة العين الثالثة و الشاكرة التاجية أكثر من الشاكرة الجذعية و باقي مراكز الطاقة لديهم. وفي مقال قرأته فإن فتح الشاكرات قد يترتب عليه عواقب وخيمة اذا لم يكن هناك اشراف عليه و لا سيما اذا ما تم استخدامها كمعبر للعالم السفلي و ذلك بالوقوف أمام المرآة مع وضع صليب معقوف باتجاهاته الاربعة مع الشاكرات بشكل مقلوب و كتابة رقم معين اسفل البطن اي مع الشاكرة الجذعية مع مد الذراعين ليحصل التلبس. وبالعودة الی المقال، فهل يمكن اعتبار الباراسيكولوجيا مرتبطة فقط بالكتابة العشوائية ؟..لا اظن ان قدوم الارواح يحتاج الی استدعاء احيانا. فكم من مرة حصلت معنا امور لا تفسير لها و كأنها رسائل غيبية. و اذكر انني منذ بضعة سنوات امسكت بهاتف خليوي لشخص ما عندما استأذنني لبعض الوقت، رغم انني احترم خصوصياته ولكن لا ادري اي نوع من القوی دفعتني الی حمله و النظر الی الارقام و كأن أرقام الباسكود كانت تلمع و للمفاجأة كانت صحيحة ثم لم أجد نفسي الا و انا ادخل الی الرسائل لتتحقق بذلك الشكوك التي كانت تساورني و لأجد الجواب الذي طالما كنت اطرحه علی نفسي. فهل يمكن اعتبار ذلك نوع من انواع الباراسيكولوجيا مع العلم انني كنت بكامل وعيي؟ او هي محض صدفة رغم انني لا اؤمن بالصدف؟ واذا لم يكن كذلك فما الذي يمكن تسمية ما حصل؟ ختاما أقدم لك تحياتي استاذة ياسمين و اشكرك علی هذا المقال الرائع ، تماما كما اشكر جميع افراد فريق العمل و القييمين علی المعبد او لنقل اسرة المعبد ان صح التعبير.. بوركت جهودكم و بالتوفيق دوما...

  • هيمانوس زاد

    مقال رائع جدا وموضوعى ايضا متابعين ياسمين :)

  • يونس فوزي

    مقال رائع جداً ، لكن ما احزنني تفكير الحمقى المعلقين قبلي محمد قلاد وجميل ، اي سحر تتحدثون عنه ؟ لا تفرقون بين العلم والسحر والجن سبحان الله

  • محمد قلااد

    هم يسمونها ارواح و لكن بفضل الله علمنا ديننا ان تلك شياطين و قد ذكر في المقال شعور بالوخز في اليد و تلك هي اهم علامات المس المقاال جميل لكن ما اغضبني هو انك تحثينا على فعل السحر و برؤوس اقلام اقدر مجهودك مرةة اخرى لكن الله حرم السحر لانه خارج عن نطاق عالمنا و كسر للقوانين الاهية و رغم ايجابياته فانه اذا في ايدي سيئة فسيكون شرها كبير و فساد في الارض

  • جميل

    نصيحة . ارجو ألا يحاول أحد تجربة هذه الكتابة .لأنها طريق لتدخل الشيطان فيه . هذه النصيحة عن تجربة .صدقوني .

  • جميل

    في الحقيقة الكتابة التلقائية هذه لاتقوم بها كائنات روحية .من يقوم بها هم الشياطين .قد يكتبون أمور جيدة وقد يكتبون أموراً غير حقيقة وأكاذيب . عادةً مايصحب هذه الكتابة قشعريرة في انحاء من الجسم .وهذه علامة على تواجدهم بجوار الشخص تماماً . من يسمح لهم بالدخول في جسده يبدأون يتحكمون به .ومن لايسمح يدعونه .لكنهم لا يتوقفون عن المحاولة . معظم من يصدقهم يتمادون معه ويستغلونه في حشوه بالأكاذيب والخزعبلات . سبحان الله هؤلاء البشر الذين تسيطر عليهم الشياطين ذكرهم الله جلّ في علاه بقوله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (( وزين لهم الشيطان أعمالهم فضلهم عن السبيل )) .(( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا )) .ومعنى الغرور بفتح الغين بالعامية يضحك عليهم .

  • mary

    nice thanks

  • فدك الشمري

    جربتها اكثر من عشرة مرات و اطبق الخطوات الصحيحة لاكن لم يضهر معي سوا الخربشات

  • مريم وياسمين

    ساجرب لكن ممكن سؤال ما الفائدة من السيكوغرافيا

  • عبدالله

    لاشك أستاذه ياسمين ودن مجامله انك باحثه مذهبه لكن اين هي الحقيقه هل بالإمكان مخاطبه الأموات لااعتقد فقط في حاله واحده ان تمري بتجربه الموت ثم تعودي للحياه هل تريدين ان تعرفي دون خوف مذا لوكنت تمشين وحدك ليلا ثم تنظرين لظلك وقد صار طويلا ثم تخرج منه ظلالا اخري انها ليست ظلي لاتهتمي ربما أنا مجنون رغم شعورك بجواره عاليه وتماس كهربا بيدك عندها ستعرفين فقط هذا الكيان لا تفكري حنا في ذلك

  • عبد الرحمن علي

    اعتقد ان للجن دور كبير في ذلك

  • fadi

    thank you temple of mystery for important information

  • هناء

    شكرا علي المقال الجميل

  • Jalel AL Eswi

    السلام عليكم نشكركم على كل ما تقدمونه لنا ، انتم في مقدمة المواقع العربية بهذا الطرح الرائع والفاخر والمذهل ، ونريد موضوع عن سحر الكابالا ولكم الشكر

  • ليلى جواد

    شكرًا لكم على هذه المعلومات القيمة

  • صادق الموسوي

    يستحق القراءة موضوع جميل

  • ماجد العلي

    اريد ان اتعلم السيكوغرافيا

  • نادية

    موضوع جميل وغريب

  • ام محمد

    جميل جدا

  • صلاح عبد السلام

    اعتقد ان الكتابة التلقائية نعم حقيقة واظن انها بفعل كيانات

  • جوليا

    موضووع رااائع جداا

أضف تعليقك


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق