كلمة الموقع

۩۞۩ نرحب بكم جميعاً زوار موقع معبد الغموض - Temple Of Mystery نُثمّن لكم إهتمامكم على البحث والمعرفة في الموقع الأول لكل ما يتعلق بالخوارق و الغرائب و الظواهر الغامضة . الباحث : رامي الثقفي ▲  

لُغز الشيء الرهيب في دير الرُهبان السودّ من الدومينيكان

القدّيس الطائر

رامي الثقفي 2018-06-30 13:00:05 7284

دائماً ما نجد عبر الزمن أشخاص غير عاديين من أصحاب القدرات الغريبة والمذهلة ، وقد تحدث عدد من كُتاّب وباحثي معبد الغموض كـ ياسمين عبد الكريم و ندى العمراني وكاثرينا ماردنيان عن مواضيع رائعة عن هذه القدرات الخارقة في السابق ، والتي ما تتجاوز غالباً إطار التفكير المنطقي و العقلاني ، لذلك لا يُمكننا أن نفسر بعض من هذه القدرات غير العادية لهؤلاء تفسيراً علمياً منطقياً إذا ثبتت حقيقتها ، هذه المرة سوف نلقي نظرة فاحصة على شخص غير عادي آخر كان قد صدم الناس بقدراته الإستثنائية والخارقة .


القديس يوسف : جوزيبي دي كوبرتينو

هذا هو الشخص الذي نتحدث عنه في موضوعنا اليوم ، والذي عاش خلال القرن السابع عشر في إيطاليا ويُسمى القديس جوزيبي دي كوبرتينو 1603-1663 أو جوزيف ، أو القديس "يوسف" وكان مشهوراً بقدراته الغير عادية في الإسترفاع و التحليق في الهواء ، على ما يبدو أنه كان بإمكانه أن يطير عبر مسافات قصيرة في الهواء بكل يُسر و سهولة ، وفي الواقع لم يكن الإسترافاع هو القدرة أو "المعجزة" الوحيدة إن جاز التعبير التي قام بها يوسف ، قيل أنه كان بإمكانه أيضاً قراءة أفكار الآخرين والتخاطر معهم ، وبطبيعة الحال كل هذه القدرات الغير عادية جعلت من يوسف يمتلك شعبية كبيرة بين الناس خلال فترة حياته ، حيث كان يجتمع حوله الآلاف من أجل رؤيته ومشاهدة قدراته الخاصة عن قُرب حتى قررت الكنيسة إبعاده و إخفائه عن أعين الناس تماماً ، مما أدى إلى نقله إلى أماكن سرّية أكثر من مرّه ، وذلك على الرغم من أنه لم يُدان قط بأي جريمة سابقة أو لاحقة ، إلا أنه إضطر إلى قضاء مُعظم أوقات حياته في المنفى .


قدرات خارقة مشهودة

في الواقع لم يكن الناس البسطاء وحدهم قد شهدوا قدرات القديس يوسف ، فقد لاحظ عدد كبير من الرُهبان والمسؤولين تلك القدرة الغير عادية ، السفير الإسباني في المحكمة البابوية كان قد شاهد القديس يوسف يطير فوق رؤوس الناس ، حتى أن زوجة السفير التي شهدت الحدث بنفسها كانت غاضبة جداً لدرجة أنه قد أغمي عليها عندما تم أخذه و إبعاده عن أعين الناس ، كذلك "جون فريدريك" دوق برونزويك في ذلك الوقت شاهد ذات مرة كيف أن يوسف كان يحلق في الهواء ويطوف فوق الأرض أثناء القداس ، ولكن يبدو أن تلك القدرات لهذا الرجل كانت غير قابلة للسيطرة بخاصة بعد إفتتان عدد كبير من الناس به ، وشعرت الكنيسة بالحرج والإنزعاج
مما يحدث فقررت منعه من المشاركة مع الجماهير أو حضور المواكب والمُناسبات الدينية ، ومن المثير للإهتمام أنه على الرغم من أن القديس يوسف كان يمتلك قدرات إستثنائية واضحة للعيان إلا أنه لم يكن موهوبا فكريًا ، فقد كان بالكاد يستطيع القراءة أو الكتابة ويعاني من صعوبات كبيرة في التعلم ! وعندما بلغ من العمر 17 عاماً حاول الإنضمام إلى رتبة الكاثوليك ، لكن إفتقاره للتعليم منعه من الحصول على القبول ، واعترف في وقت لاحق بأنه كان قد إلتجأ إلى الرهبانية الكبوشية وتم طرده بعد أشهر قليلة فقط ، وعندما كان في أوائل العشرينات من عمره تم قبوله من أحد الرُهبان الفرانسيسكانيّين بالقرب من كوبرتينو وعمل كخادم هناك ، حتى جائت مرحلة ما من حياته وتم إتهامه كما قلنا بجذب الإنتباه لنفسه عن عمد مع تلك "القدرات" التي يتمتع بها ، ونتيجة لذلك تم التحقيق معه من قبل محاكم التفتيش .

الإحتجاز و المحاكمة

في 21 أكتوبر عام 1638 تم إستدعاء يوسف للمثول أمام محاكم التفتيش ، واحتُجز لعدة أسابيع ، وفي نهاية المطاف لم تثبت إدانته بشيء وتم إطلاق سراحه ، ولكن لسوء الحظ ذلك لم يكن يعني أن يوسف كان يُمكن له أن يتمتع بحرية حقيقية ، فبعد أن تم إطلاق سراحه من قبل محاكم التفتيش أجبر "القديس يوسف" على العيش في المنفى ، و تم إرساله إلى ساكرو كونفينتو في "أسيزي" وهي بلدة صغيرة ضمن مقاطعة بيروجيا الإيطالية حالياً ، ومع مرور الوقت إجتذب يوسف عدد كبير من الناس أيضاً ، ولوقف ذلك قرر البابا "إينوسنت العاشر" 1574-1655 نقل يوسف من أسيزي ووضعه في مكان سرّي آخر تحت سلطة الكبوشيين ، حيث وضع تحت حراسة مشددة و أوامر صارمة ، وعلى الرغم من ذلك إستمر يوسف في جذب الأتباع والمعجبين ، مما جعل السلطات المسيحية تضطر إلى إتخاذ تدابير أقوى لمنعه من الإتصال بالعالم الخارجي وتم نقله إلى مكان سري آخر ، وكان المُتعاطفين معه يعتقدون أن الأمر قد إنتهى عندما توفي البابا إينوسنت العاشر ، حيث طُلب من البابا الجديد "ألكسندر الثامن" 1610-1691 الإفراج عن يوسف ، لكنه رفض أيضاً وتم إرساله إلى أحد الرُهبان في بلدة أوزيمو .


الوفاة في المنفى

كما نرى ، أُمر "يوسف" بالعيش في عزلة تامة ، ولم يُسمح له بالتحدث مع أي شخص باستثناء الأسقف المحلي للبلدة ، ولم يُسمح له بمقابلة الطبيب إلا في حالة وجود مشاكل صحية حقيقية ، ومن الواضح أن القديس يوسف قد عاش حياته في المنفى بصبر رائع يحتذى به ولم يشتكي أبداً من شيء حتى عندما لم يُعط الطعام لمدة يومين ، وفي 10 أغسطس عام 1663 أصيب يوسف بالحُمى والمرض ، ورغم ذلك يبدو أنه كان سعيدًا بمرضه ، ورفض الدعاء من أجل شفائه ! حيث يبدو أنه كان يعتقد أنه الآن في طريقه للقاء الله ! وفي بداية سبتمبر من العام نفسه شعر يوسف بأن النهاية قد إقتربت ، وكان أكثر سعادة من أي وقت مضى ، و توفي في مساء يوم 18 سبتمبر من عام 1663 ودُفن بعد يومين من وفاته أمام حشود كبيرة من الناس .

بطبيعة الحال أتفهم أن هُناك الكثير من المُشككين في هذه القصة بخاصة من أصدقائنا الملحدين واللادينيين ، و بأن القديس "يوسف دي كوبرتينو" كان يمتلك قوى غامضة أو غير عادية ، فالبعض كان قد إقترح أن هُناك مبالغة حول هذا الرجل ، أنا أيضاً لا يُمكنني أن أؤكد أن جميع تلك القصص عن القديس يوسف صحيحة ، لكن ببساطة نحن لا نعرف يقيناً ، نعم ربما تكون هُناك بعض المُبالغة في بعض الأجزاء ، ومع ذلك يبدو أن هناك شيء غير عادي متعلق بذلك الرجل ، وبغض النظر كون القديس يوسف يُحسب على الكنيسة أو الدين بشكل عام ، كنا قد رأينا وقرأنا تقارير عن أشخاص كثر ليس لهم علاقة بالدين والتدين ويمتلكون مثل هذه القدرات ، وأعتقد أن "يوسف" يستحق أن نسلط الضوء عليه وعلى قدراته الخارقة في موقع معبد الغموض ، أخيراً أحب أن أشير أن "البابا بندكت الرابع عشر" أعلن يوسف دي كوبرتينو طوباوياً في عام 1753 و أعلنه "البابا إكليمنضوس الثالث عشر" قديساً في عام 1763 وله عيد في الكنيسة في الثامن عشر من سبتمبر من كل عام ، وقد تم إعلانه شفيعاً للمُسافرين والطيارين وحتى رواد الفضاء .

إعداد : رامي الثقفي
Copyright©Temple Of Mystery

مواضيع متعلقة ..
ميرين داجو : جسد غير قابل للموت
لُغز القدرات الخارقة للـ ساي بابا
الإسترفاع : قدرة خارقة تتحدى الجاذبية

التعليقات

جوزيف كريّم 2023-02-20 11:19:27

أنا أشتقت إلى البشرى سارة

سهيلة 2018-07-02 08:32:08

مواضيع جميلة وقيمة

علي 2018-07-02 08:29:05

قدرة من عند الله سبحان الله

حيدر حسين 2018-06-30 13:31:40

موضوع رائع

عبد الله 2018-06-30 13:19:39

لله في خلقه شؤون

بسمه 2018-06-30 13:18:57

سبحان الله

إضافة تعليق على المقال



تنبيه : اكتب تعليقك مع احترام الرأي وتجنب الاستخفاف ضد أي معتقد أو دين أو طائفة أو تمييز ضد المرأة أو إهانة للرموز العلمية والثقافية أو التكفير أو الاستهزاء من فكر أو شخص .


من فضلك أدخل الاسم

من فضلك ادخل نص التعليق

مشرف الموقع : تم تدشين هذا الموقع الخاص بالماورائيات والظواهر الغامضة التي تخرج عن حدود التفسير من أجل كل المهتمين في العالم العربي خصوصا ، وهو سيكون منبرا لكل من يجد في نفسه القدره والشغف على البحث والتحقيق في مثل هذه الظواهر ، نحن لسنا من أنصار الخرافات والاساطير ولكن طالما كان البحث العلمي مصدرا للمعرفة لكي نفهم ونعلم والله وحده أعلم . رامي الثقفي
تصميم و برمجة : يونيك اكسبيرنس لخدمات المعلومات المتكاملة